المقالات

ألواح طينية؛ يا فاسد من أفسدك "بإذن الله" ؟!

1482 2021-04-26

 

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com ||

 

تعج وسائل الإعلام بمئات الآلاف من المواضيع التي تتناول الفساد، ودُبجت آلاف المقالات والدراسات والبحوث عن هذا الموضوع، الذي تحول الى علم إشتغلت عليه آلاف الأطاريح والرسائل اللعلمية، وصار عندنا كثير من الذين يحملون شهادات الدكتوراه والماجستير بموضوعات متعلقة به..

إنه عالم واسع، أكثر من أن يحاط، ومع ذلك تجده ينمو ولا يتوقف أبدا، وصار له "بؤر" و"جماعات" و" مراكز نفوذ" وعمليات تخادم، وإنتشار بالإتجاهين العمودي وألأفقي، وفي اللحظة التي يلقى القبض فيها بطريقة إستعراضية؛ على فاسد بالجرم المشهود في مطعم مثلا، تجد مسؤولا حكوميا يجلس في مكان هاديء مع ضيف عزيز على جيبه، وهو يبرم صفقة فساد بلا خوف أو وجل أو حياء.

الخلاضة أن الفساد تحول الى "مهنة"، لها قواعدها وبنيتها التحتية، واصولها وثقافتها وبروتوكولاتها، الى جانب أن معظم الفاسدين لا يخجلون من قسادهم، ودائما يجدون مسوغات لفسادهم، ومعظمهم يعتقد وبشكل جدي أن ما يفعلونه "حق" طبيعي، وبينهم من يوظف النصوص الدينية في هذا الإتجاه، وقصة مجهول المالك الشرعية، أحد قصص العار في تسويغ الفساد!

المفارقة أن جميع الفاسدين؛ يمتلكون خبرات تنظيرية مدهشة في محاربة الفساد، وهكذا نجد كبار الفاسدين من الساسة والمسؤولين، يعملون على إنشاء مؤسسات حكومية ومنظمات مجتمع مدني، وأجهزة قضائية وأمنية، عناوينها الكبرى "محاربة الفساد!

منذ 2003 ولغاية اليوم عقدت عشرات المؤتمرات، ووضعت كثير من الإستراتيجيات والخطط لمحاربة الفساد، لكنها جميعا لم تحقق أي هدف من أهدافها، حيث لا يزال الوضع خطيرا من حيث تفشي الفساد والرشوة وإستباحة المال العام.

على الدوام كان الكلام عن محاربة الفساد، في المناهج الحكوميّة منذ 2006، جميلاً ومنمّقاً ومرتّباً ومصنّفاً ومجدولاً، لكن عند التطبيق يُطاح بهذا كله، وينصرف أهل الحكومة عن منهاجهم، إلى شؤونهم الخاصة والحزبية والى امتيازاتهم وفسادهم المحمي بالقانون، فيما يبقى الشعب، هدف المنهاج الحكومي وغايته، في حال تشبه حال البطة السوداء وأبنائها.

في كل مرة يعلو فيها الحديث الرسمي والشعبي، عن مكافحة الفساد، وأن تعليمات مكافحة الفساد، تعني ضرب بؤر الفساد والضرب بيد من حديد، وأن لا أحد فوق القانون، ولا أحد فوق المساءلة، بصرف النظر عن مراكز الفاسدين الاجتماعية أو الرسمية، وأن المواطن سيلمس "بإذن الله" من الان فصاعداً"، آلية جديدة في التعامل مع ملفات الفساد..

حينما نسمع نحن اصحاب قلوب السمك عبارة"بإذن الله"، نتخيل أننا  نقف على اعتاب مرحلة جديدة، عنوانها ان لا احد فوق المسائلة، وان اسماء كبيرة سيطاح بها، وسوف يتم فتح ملفاتها على الملأ،  لتخضع الى التحقيق والاستجواب، والذهاب بها الى القصاص العادل، لكننا نكتشف أن عبارة "بإذن الله"، ما هي إلا جعجعة فارغة، وأنها "شغلة" ضرورية جدا في قصة الفساد، فهي لازمة مهمة من لوازم التنظير، لتبرير الفساد أو لمكافحته على حد سواء..!

القصاص العادل يعني إبتداءًا إستعادة المال المنهوب، ومصادرة الرشى، ومحاسبة الراشي قبل المرتشي، على قاعدة يا فاسد من أفسدك، لكننا بعد فترة سنكتشف؛ أننا كنا في خضم لعبة بهلوانات، وأن كل الذي يجري في المشهد، ما هو إلا جزء من عملية فساد أكبر؟!

الفاسدون الكبار لا يمكن لأحد محاسبتهم، لا سيما إذا كانوا من حبايب القلوب الأكراد؛ عفوا الكورد "لأن ميقبلون ينكال عليهم أكراد"، حيث مكافحة الفساد أمر في غاية الصعوبة، وتطبيق القانون على قادة إقليم كردستان، امر مستحيل تماما، فراية الإنفصال مرفوعة دوما، والحكومة المركزية ليس لديها حد أدنى من السيادة هناك، خاصة أن الدخول في طريق المحاكمات والقضاء، سيفتح ملفات فساد عديدة وكبيرة، قد تطيح برؤوس ضخمة من "صفحتنا"، من غير المسموح الاقتراب منها!

كلام قبل السلام: أقليم كردستان كل شيء فيه فاسد، وبالخصوص ألأخص البيض..!

 سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك