🖋️🖋️محمد شرف الدين ||
قال تعالى
" إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ "
هذه الاية المباركة تبين للإنسان المؤمن أسلوباً من الأساليب العدائية التي يستخدمها العدو – مطلقا سواء المشرك والكافر بل حتى المنافق – وهذا الأسلوب هو " النسيء" الذي يراد به التأخير قول الراغب في مفرداته " النَّسْءُ: تأخيرٌ في الوقتِ، ... و النَّسِيئَةُ: بَيْعُ الشيء بالتَّأْخيرِ" فقد كانت العرب الجاهلية تستخدم هذا الاسلوب للتحايل والتلاعب في وقت الشهر الحرم التي قد حرموا القتال فيها – وقد أقر الحق تعالى حرمة القتال في هذه الاشهر الاربعة – بحيث يؤخرون شهر محرم –مثلا- الى ما بعده فيتقاتلون في شهر محرم الحرام ويتوقفون عن القتال في شهر غيره ، حتى يقنوا الاخرين بانهم ملتزمون بقاعدة حرمة القتال في اربعة اشهر من السنة ، وبعبارة حديثة المراد هنا التلاعب بالتعاليم الالهية ونشرها- التعاليم المزيفة – بين صفوف الناس ، وهذا ما اكثر مصاديقه في وقتنا الحالي :
فيوجد اسلام امريكي – اي تلاعب امريكي في التعاليم الالهية الحقة – يحتوي على الذل والخنوع والتسليم لقراراتهم المشؤمة ، اسلام الطاعة للطاغوت ، اسلام الخوف والرهبة من القوى الشيطانية ، اسلام الفرقة والتفرقة بين صفوف المسلمين ، اسلام التعدي على حقوق الاخرين ، اسلام جعل العالم يعتبر صورة لالتقاء طفلة مع جدتها في دار العجزة وهي لا تعلم بها لان والدها أخبرها بأنها ذهبت إلى زيارة بعض الاقارب هذه الصورة الأكثر حزنٍ في العالم ،متناسين صور الاطفال الذين يموتون بسبب القصف الصاروخي اليومي لادواتهم المرتزقة في حربهم على الشعب اليماني المظلوم ......
وكذلك يوجد اسلام علماني – اي تلاعب علماني في التعاليم الالهية الحقة – فيحتوي على مفهوم القشرية للاحكام الحقة ، فالحجاب على النساء عبارة عن التغطية مطلقا فلا دخل لالوان الزينة ولا التبرج ولا اللباس الغربي ، وكذلك افراغ الدين من محتواه الاساسي وهو الجانب الاجتماعي حيث يدعون لاقامة الصلاة ولكن لا تنظر الى حقوق الاخرين وتريد نصرهم باعتبار هذا من الامور السياسية ولا دخل للدين بالسياسة ،
فهذان الصنفان قد يعتبران من انواع النسيء لانهم قد اخروا ما حقه التقدم ، وتلاعبوا بالاحكام حتى يزينوا الاعمال بين صفوف المسلمين ، ولكن الحق تعالى يؤكد ان هذا التلاعب والتاخير في اقامة التعاليم الالهية انما هو كفر بل زيادة في الكفر ،
اعاذنا الله واياكم من الكفر والنسيء بحق محمد واله الطيبين .
ــــــــ
https://telegram.me/buratha