المقالات

مجاهدونا وُلِدوا من رحم المحنة والظلم والألم (1-3)

1269 2021-04-23

 

عباس سرحان ||

 

هدأ أزيز الطائرات ولم تعد تحلق كثيرا في سماء البصرة واقتصرت حركتها على ارتفاعات عالية. التقط الناس المتعبون من الخوف وقلة المؤن فرصة الهدوء وراحوا يتفحصون حجم الخراب الذي ألحقته عمليات القصف الجوي التي استمرت اسابيع.

طال القصف كل شيء حتى دور العبادة، فضلا عن الجسور والمناطق السكنية والمعامل والمصانع وتناثرت اجساد الاف الجند العراقيين بعد ان استهدفتهم طائرات امريكا وحلفائها من العرب وغيرهم بينما كانوا منسحبين.

 كل شيء كان يوحي بانفجار شعبي وشيك، فأبناء المدن الجنوبية رأوا بأعينهم وطنهم ينهار وابناء جيشهم يُقتلون دون رحمة، وآلمهم أكثر استخفاف صدام بأرواحهم وممتلكاتهم، فقد أمر صدام الجيش العراقي بالانسحاب من الكويت تحت القصف وقبل أن يؤمّن له ظروف انسحاب مشرّفة.

تساؤلات مؤلمة تبادلها العراقيون عن جدوى غزو الكويت، وجدوى الانسحاب منها، ولماذا أصرّ صدام على دخول الكويت والعراق خرج تواً من حرب استمرت ثمانية أعوام مع ايران.

رأى العراقيون كيف أن صدام بدأ حربه ضد ايران لأسباب قال انها مشروعة، فقد طالبها بشط العرب كاملا، ومخافر حدودية  سبق ان تنازل عنها .

 لكنه تراجع مرة أخرى عن مطالبه تلك فأقرّ بالتنازل عن نصف شط العرب ونسيَ مخفري" خضر وهيله" بعد ثمانية أعوام من الحرب خسر فيها العراق كل شيء وحمّلته الأمم المتحدة مسؤولية البدء بها، ووقع ثانية اتفاقا الزم نفسه فيه بالعودة الى بنود اتفاقية 1975 التي مزقها بنفسه.

 ومع ذلك لم يستفد صدام من الدرس فغزا الكويت ليدمر ما تبقى من العراق ويضعه تحت الوصاية الدولية والحصار وينهي سيادته واستقلاله.

هذه الأسئلة كانت تتردد على ألسنة العراقيين فتثير غضبهم وحزنهم ويأسهم من المستقبل، وفي الخامس عشر من شعبان ، 3/ اذار 1991 خرج آلاف الشباب في محافظة البصرة  مدفوعين بهذا الغضب والألم فأطاحوا بالمؤسسات القمعية التابعة لنظام صدام .

وامتدت انتفاضة الجنوب  لمدن أخرى ووصلت أطراف العاصمة بغداد ورفع فيها الجنوبيون شعارات التنديد بالنظام ورأسه صدام حسين، وطالبوا بتمثيل سياسي حقيقي في حكم البلاد.

( للحديث بقية)

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك