المقالات

بأدوات محلية..رسائل التعوّيم السعودي لداعش ؟

1416 2021-04-18

 

حسين فلسطين ||

 

شكّلت الهزيمة المذلة للرئيس الأمريكي المخلوع (دونالد ترامب) صدّمة كبيرة بالنسبة لحكام الخليج الذين رهنوا حلم البقاء والتمدد برضا وقبول الإدارة الأمريكية المتناغمة مع جنون (ترامب) وطغيانه ، لا سيما وليّ عهد الكيان السعودي الوهابي (محمد بن سلمان) الطامح لأمتلاك زمام المبادرة في عائلة تعاني من صراع داخلي محتدّم وصل فيما اعلن إلى الاعتقال والتصفية السياسية وحتى الجسدية !

ولعل تنصيب الرئيس الأمريكي (جو بايدن) زاد من قلق الكيان السعودي ،

ليس لأحتمالية اختلاف تعاطي الإدارة الأمريكية مع الملفات ذات الاهتمام المشترك ، بل لأسباب أخرى تعوّد لأيام الانتخابات الأمريكية التي دعمت بها السعودية وبشكلاٍ مطلق حملة المخلوع ( ترامب ) ومشاريعه السياسية في العالم وفي مقدمتها التطبيع مع الكيان الصهيوني ، لذلك فإن السلطات السعودية تطمح وتخطط للفت أنظار (بايدن) من خلال إعادة تقديم كيانها إلى واجهة المنطقة وكالعادة من خلال الساحة العراقية التي كانت مسرحاً لاكبر واخطر مشروع إرهابي دموي في العالم واستخدام اشلاء أجساد الشعب العراقي كأوراق تفاوض رابحة تحقق المشروع الوهابي الصهيوني في المنطقة والعالم.

لذلك فإن عملية أعادة الكيان السعودي تعويم تنظيم داعش الارهابي في العراق ستلقى بكل تأكيد تفاعلاً من قبل (بايدن) ، كما حصل مع الرئيس الأمريكي الأسبق (باراك أوباما) ولأن السعوديين اكثر من يجيد استخدام ورقة التنظيمات الإرهابية فإن الإدارة الأمريكية ستتعاطى مع هذا الملف بالطريقة التي تعاطت معها في عهود (بوش الابن) و (اوباما) اضافة الى (ترامب) ، مستفيدين من إعادة تفعيل الأدوات المحلية نفسها التي كانت واجهة الإرهاب في العراق وراعيته و واجهته السياسية والحكومية .

 أن أهداف الكيان السعودي واضحة تماماً ، فهي تتضمن خلط الأوراق لإجهاض الانتصار الكبير الذي حققته قوتنا الأمنية البطلة وفي مقدمتها قوات الحشد الشعبي المقدس ، من خلال تشويه سمعة قوات الحشد واستهدافها اعلامياً وسياسياً بالتزامن مع أحداث بعض الخروقات الأمنية ذات الرسائل السياسية الواضحة ومن ثم إطلاق موجة من الأكاذيب والشائعات بالضد منه كأتهامها بالقتل والسرقة واستهداف المدنيين ، وبالتالي صناعة رأي عام يستهدفه بشكلاٍ مباشر  ومن ثم طرح فكرة الحشد الشعبي كنسخة إرهابية بلون شيعي كجزء من برنامج السلطات السعودية تعوّيم داعش الإرهابي ، وهذا ما يناسب إلى حد كبير السياسة الأمريكية الثابته على الرغم من متغير (بايدن) مما يحتم عليه فتح باب اغلقه الصراع الانتخابي بين الرئيس الحالي والسابق !

أن التفجيرات الأخيره في مدينة بغداد وتجدد المواجهات مع تنظيم داعش الإرهابي لم تكن مفاجئة ، بالرغم من مجيئها بعد فترة من التوقف ، لأسباب عديدة تأتي في مقدمتها تغيير قادة أمنيين لهم خبرة كبيرة في التعامل مع التنظيمات الإرهابية ، كذلك كونها تحتفظ بعدد كبير من الدواعش كخلايا نائمة تنفذ ما يناسب المشروع السعودي في ظل تهيئة اللاعب السياسي المحلي (بعض القوى الكردية والسنية) الملاذ الآمن لهم من خلال توفير كل أشكال الدعم !

وفي كل الأحوال ، يبقى سعيّ "السعودية" للعودة إلى معادلات التعامل السابقة مع واشنطن (ترامب) او (اوباما ) هو زيادة دعم الولايات المتحدة الأمريكية في ملفات مهمة ومصيرية كالملف العراقي و الإيراني اضافة الى الملف اليمني الذي بدأ يرهق (بن سلمان) وينذر بأنهيار سلطة الكيان واقتصاده.

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك