زيد الحسن ||
كتب التاريخ جميعها تتحدث عن انجازات الحكام وتتفاخر بها ، وهذه الانجازات هي خدمة الفقراء ، فلها حسنتين ، ارضاء الله وارضاء ضمير الحاكم او هكذا يراها هو ، الفقراء هم اول سلمة للصعود في سلم السياسة ، على اكتافهم بنيت امبراطوريات ، وبدمائهم حررت بلدان ، وبعرق جبينهم عمرت الحقول واكل الانسان .
تفجير يهتك ستر رمضان يقطع اشلاء الفقراء والباعة في مدينة الصدر ، هذه المدينة المظلومة على مر الدهر ، مدينة التضحيات ومدينة الفقر المدقع ، مدينة لم تروق لحاكم ولا مسؤول ، يراها من يدعون النبل بؤرة جريمة ، واتهمت الاتهامات كلها من الصديق قبل العدو ، لكن حقيقتها انها مدينة الطيبة والقلوب البيضاء ، ومصدر الفخر في كل زمان ، والشواهد كثيرة لا تعد ولا تحصى ، هذا لو رأيناها بقلب محب ، لا بقلب مريض .
ليس بجديد على العراقين ان ينالوا الموت في كل المواسم ، ان كان صيفاً او شتاءً او ربيعاً ، ولا في كل المناسبات والاعياد ، فلقد شربنا القهر حد الثمالة ، لكن الذي يجعل قلوبنا تتفتت هو ازدراء تضحياتنا ، وتقليل شأن دماءنا ، وكأن نهراً من انهر الخضراء قد طفى ماءه .
تفجير مطار اربيل استنكر من اجله من استنكر ، وبكى بكاء النائحات كل مسؤول رفيع المستوى كبير الكرش والمعدة ، الا تفجير ( سوق العتيق ) في مدينةالصدر ، مر ذكره مرور الكرام ، والسبب ان المدينة ملعونة في قاموس الخضراء للاسف .
ايتها الجهات الامنية من اي بلداً انتم ؟ هل تتحملون هذه الخروقات الامنية ، إم ان الامر لايعنيكم ؟ سيادة القائد هل وصلك صراخ من تيتم اليوم وانت تنتظر صوت مدفع الافطار ، لقد كان الانفجار مدوياً ، حتى انه ابكى عيون امهات الشهداء ، وتبخرت قطرات مدامعهن تحت لهب النار ، لتنزل الندى فوق وريقات حدائقكم ، إلم يبتل ضميركم ؟ إلم تشعروا بنزغات الشيطان وهو يمنعكم عن اداء واجباتكم في حفظ امن الفقراء ؟ لا حول ولا قوة الا بالله .
هل تشكيل لجنة حكومية فورية والذهاب الى منازل الشهداء فوراً يثقل كاهل الحكومة ، عسى ان يخففوا من هول صدمتهم ، ويشعروا ان هناك من يرعاهم بالفعل ، علما ان هذا ابسط حق من حقوقهم على الدولة ، هل كشف مكامن الخلل و وضع الاصبع على الجرح يقلق منام البعض من احزابكم ، الشارع العراقي يتهمكم بقتله منذ استلامكم لزمام الامور ، ولم يعد هناك انسان يشك للحظة ان موت الفقراء خارطة طريق للوصول الى السلطة ، فهناك دسستم الدسائس وعملتم المكائد ، وتبادلتم التهم ، والدماء سالت .
الان سقط بسياستكم فقراء القوم كما جرت العادة ، وسيفرح اصحاب السعادة ، ونبشركم بموت ( العتاكة ) لتشعروا انكم نفذتم مخطط الاعداء وبزيادة ، فبئس عملكم وبئس موت ضميركم ايها السادة .
https://telegram.me/buratha