حسن كريم الراصد ||
في كل في شهر رمضان وعندما تلوح ذكرى هذا الفقيد المخلص لعقيدته احاول ان انقل قصة له من ارشيفي المثخن بشمائله فتقفز في ذهني حادثة تفرض نفسها بقوة ولا تسمح لي أن أروى غيرها رغم اني نشرتها العام الماضي... أهمية هذه الذكرى تكمن في أنها تكشف مدى سعة أفق الفقيد وضخامة نضجه ونكرانه لذاته وكذلك رساليته الفريدة... فلو أن السيد الحكيم أقدم على ربه بهذه الخصلة لكفى أن ينال بها السعادة لما فيها من مضامين عقائدية إنسانية وتربوية نفتقد مثلها اليوم... فقد كان الفقيد مخلصا لعقيدته مخلصا لربه فنال ما نال ونلنا بفضله ما نلنا من وحدة صف وإجماع كلمة ومهابة في قلوب الخصوم...
القصة :
كان يوما سيئا جدا خيم فيه الوجوم والقلق على جمهور وكوادر وقادة المجلس الأعلى آنذاك.. فقد ظهرت النتائج الأولية ووفق قراءات مجساتنا اننا خسرنا الكثير من مواقعنا في انتخابات المحافظات الأخيرة في حياة الفقيد الحكيم لصالح الدعوة والتيار.. وكنا قد بذلنا جهدا جبارا في حملتنا الانتخابية وجهدا استثنائيا في قناة الفرات التي كانت تمثل 90% من الحملة الانتخابية.. هدأت حملتنا عصر يوم الانتخابات وصمتت دعايتنا وساد شعور الإحباط للنتائج الأولية.. كنت ملازما لبناية الفرات لا استطيع مغادرتها اتلقف الأخبار عما الت إليه النتائج وعسى أن يتبدل الموقف.. فجأة وبلا سابق إنذار نزل الفقيد السيد عبد العزيز من سيارته برفقة السيد عبد المحسن الحكيم وباقر الزبيدي فدخل محييا الكادر يدور في أروقة القناة ومن ثم طلب أن يلتقي بمدراء الأقسام ووجوه شاشتها وكنت عاشر عشرة دخلنا غرفة المدير الشيخ العيساوي آنذاك.. وبعد مقدمات وتجاذب لأطراف الحديث اعتدل الفقيد بجسمه الواهن على مقعده وقد أخذ منه الداء الخبيث مأخذا وتحدث بصوت رخيم لا يكاد أن يسمع وقال : أن الإنسان الرسالي الذي يؤمن بأن جميع أعماله هي لأجل رضا خالقه لا يهتم ولا ينشغل بالنتائج.. فالنتائج ننتظرها للأعمال الدنيوية وليس للأعمال الرسالية!! فالحسين ع لم يجني شيئا في عاشوراء بل قتل أبناءه وسبيت نساؤه فكان ذلك بعين الله ولأجل خالقه.. وكذلك نحن لا يجب أن نهتم كثيرا لنتائج الانتخابات وان لا نبالي أن حصدنا أصوات أو خسرناها والمهم اننا بذلنا جهدا وقمنا بما يجب. . وأردف : يجب أن نقتنع بما قسمه الله لنا وقد يكون عفانا من مسؤولية عظيمة.. وانا بالنسبة لي رجل كبير في السن ولا اطمح بشيء إلا أن يعيش هذا الشعب بسعادة وان كان هذا الشعب عفانا من المسؤولية وحملها لغيرنا فهو حر في ذلك.. وانا والكلام مازال للفقيد قد أكون أشعر بالراحة احيانا ان عفانا الله من هذه المسؤولية ففوزنا في الانتخابات يعني أن ننصب محافظا وسنكون مسؤولين عن عمله أمام الله فنحن من نصبه وقد يكون الله شاء أن لا يحملني تلك المسؤولية...!! وختم القول وقد اعياه التعب : وانتم في الفرات يجب لا تهتموا للنتائج أيضا فالمهم انكم اديتم تكليفكم والباقي على الله... انتهى
شعرت بأن الرجل ميت وأنه يتحدث معنا من عالم آخر فهمست بإذن الأخ ابا زهراء الزبيدي الذي كان جالسا بجانبي : أن هذا الرجل سيموت قريبا فقال ضاحكا : فأل الله ولا فالك... انه ام الولد تلك الصفة التي ورثها من أبيه وأخيه ورسخها سيدي العظيم في ذهنه... كان بسيطا قانعا غير متكلفا ولا مهتما للشكليات والرسميات بعد أن طغت إنسانيته على سياسته فلم يعد يبالي بالدنيا من أكلها بل مهتما أن لاتعاد المعادلة الظالمة حتى وإن كان ذلك يتم على أيدي خصومه فلا خصوم لام الولد.. فسلام على سيدي الحكيم.. رض
ملاحظة :
كتبت القصة بتصرف بسيط للضرورة الأدبية احيانا ولعدم الوقوع في النقل النصي احيانا أخرى توخيا لأمانة النقل دون التعرض لأصل ما حدث..
https://telegram.me/buratha