مهدي المولى ||
نعم التشيع وأمريكا لا يلتقيان لأن لكل منهما مشروعها الخاص بها المضاد للطرف الآخر وهذا يعني أنهما لا يلتقيان أبدا إلا اذا قدما الطرفان تنازلات ومن الممكن ان تقدم أمريكا تنازلات لأنها تنطلق من مصالحها ومن قوة الدولار فلا تملك أخلاق ولا قيم أما التشيع بشكل عام لا يقدم أي تنازلات لأنه يملك قيم ومبادئ ثابتة يرى الموت فسبيلها هو الحياة والحياة في التنازل عنها هي الموت وهذا هو مشروع التشيع منذ أن بدا والى الإن وحتى تحقيقه في الأرض هدفه ونهجه الذي تمثل بالإمام علي والإمام الحسين والإمام محمد باقر الصدر والإمام روح الله الخميني والإمام علي الحسيني السيستاني وهذه الحقيقة تخيف وترعب أعداء الحياة والإنسان وفي المقدمة آل سعود وأسيادهم ساسة البيت الأبيض وساسة الكنيست الإسرائيلي (طبعا هذا لا يعني عدم وجود عناصر شيعية أطلقت عليهم الشيعة عبارة غمان الشيعة فهؤلاء هم أعداء المقاومة الإسلامية الشيعية لا يملكون مبدأ ولا قيم ولا برنامج ولا خطة ولا يهمهم غير الكرسي الذي يدر أكثر ذهبا شعارهم اجمع مالا أكثر في وقت أقصر فكانوا وراء كل الانتكاسات والهزائم والمعانات في كل التاريخ).
رغم اختلاف أمريكا والمقاومة الإسلامية ( الصحوة الإسلامية ) التي انطلقت في المنطقة العربية والإسلامية وحققت انتصارات ونجاحات كبيرة كانت تلتقي برغبة الإدارة الأمريكية وهي الإطاحة بنظام الطاغية صدام بإزالة نظام العبودية والظلام وتحرير العراق والعراقيين من احتلال وحشي دام أكثر من 1400 عام أي منذ احتلال دولة آل سفيان وحتى يوم 9-4 -2003 رغم ان لكل منهما هدفها ومشروعها الخاص بها في العراق واللذان يتعارضان ويتضدان.
وبما إن المقاومة الإسلامية الشيعية غير قادرة على الإطاحة بنظام صدام أي بعراق الباطل وتأسيس عراق الحق لا لعجزها وأينما لظروف واقعية معروفة لانها ستخلق حالة من الفوضى والصراعات الطائفية والعنصرية لا تذر ولا تبقي من خلال تدخل أعداء العراق وخاصة آل سعود واردوغان وبمساعدة جحوش وعبيد صدام بمساعدة أمريكية اسرائلية لأن أمريكا قادرة على السيطرة عليهم في الحدود التي هي تحددها كما إن أمريكا غير قادرة على الإطاحة بنظام صدام وتحرير العراق إلا بالتقارب من المقاومة الإسلامية وطمأنتها والاعتراف بها وكسب ودها وعدم مقاومتها على الأقل المعروف ان المقاومة الإسلامية الشيعية رفضت غزو العراق من قبل التحالف الدولي بقيادة أمريكا فالتي كانت مع الغزو الأمريكي بقر وكلاب أمريكا آل سعود آل نهيان وغيرها وفي الداخل المجموعة العنصرية بقيادة مسعود البرزاني والمجموعات التي تطلق على نفسها المدنية والعلمانية والليبرالية وغيرها من المجموعات التي كانت خاضعة للإتحاد السوفيتي وبعد انهياره أصبحت ضائعة تائهة فلم يبق أمامها إلا أن تتحول الى أمريكا وبوق من أبواق بقرها آل سعود لا شك إن أمريكا صممت وعزمت على الإطاحة بنظام صدام وإقامة حكم ينفذ مشاريعها المستقبلية فأمريكا نظرتها بعيدة المدى وليست آنية وهذا هو السبب في قوتها ونجاحها نعم إنها سلمت الحكم الى ساسة الشيعة وهذه حالة لم تحدث في كل تاريخ العراق لكن البعض او الأكثرية من هؤلاء غمان وأغبياء لا يفكرون إلا في المال والنفوذ ومثل هؤلاء يمكنها السيطرة عليهم وإرغامهم على الكثير من التنازلات وحتى عن تشيعهم من خلال المال والنفوذ وفتحت أمامهم كل وسائل الفساد والسرقة حتى جعلوا من العراق بلد الفساد والفاسدين قلت البعض منهم وليس كلهم فقسمتهم الى مجموعات وكل واحد منهم أصبح على رأس مجموعة وبدا كل واحد منهم يشتري يؤجر كل من يجده أمامه المهم العدد الأكثر لا النوعية المهم صوته ليصل به الى الحكم وهكذا بدا التنافس بين هؤلاء الغمان الى درجة التنازل لأعداء العراق عن ثروة العراق عن كرامة وشرف العراقيين عن أرض العراق حتى جعلت البرزاني ومجموعته العنصرية النازية التي ترى في العراق دولة محتلة وفي شعب العراق شعب محتل ومهمتها تدمير العراق وذبح العراقيين وجعلت منه الحاكم المطلق كل شي خاضع له وبأمره حتى إنه جعل من شمال العراق دولة مستقلة ليس من حق حكومة بغداد التدخل في شؤونها الداخلية لان العراق دولة محتلة وعلم العراق علم محتل وجيش العراق جيش محتل ويكرم الكلب الوهابي الداعشي الصدامي الذي ذبح العراقيين واسر واغتصب العراقيات ويمنح الرواتب التقاعدية والامتيازات والمكاسب في حين يحرم العراقي الذي قدم دمه وروحه من أجل تحرير وتطهير الأرض والعرض والمقدسات بل يساء اليه ويتهم بالعمالة والخيانة.
قلنا إن أمريكا تخشى المقاومة الإسلامية الشيعية لأن مشروعها لا يلتقي بالمشروع الأمريكي
فأمريكا لا تخشى من أي مقاومة مهما كانت داعشية وهابية بعثية صدامية سنية عشائرية برزانية مهما كانت أنها قادرة على دحرها وجعلها في خدمتها ومن اجلها إلا المقاومة الإسلامية الشيعية فهذه المقاومة لا يمكن السيطرة عليها او حتى تحديد حركتها لأن كل هذه المقاومات مصنوعة من قبل أمريكا نفسها وبيدها ولها القدرة على السيطرة عليها مثل القاعدة داعش البرزانية في شمال العراق العشائر الغربية فكل هذه المقومات خلقتهم بقر أمريكا وإسرائيل آل سعود مثل القاعدة داعش الوهابية العشائر الغربية بدعم وتمويل من قبل آل سعود وأردوغان المقاومة البرزانية ساهم في صنعها الشاه وبعد الاتفاق مع صدام أصبحت من ضمن مخططات صدام ومثل هذه المجموعات لأمريكا القدرة على القضاء عليها في أي وقت لكنها لا تريد القضاء عليها لتجعل منها قوة تتحرك بالنيابة عنها ضد المقاومة الإسلامية الشيعية .
المعروف عندما قامت أمريكا وحلفائها بغزو الطاغية صدام في عام 1991 دعت العراقيين الى الثورة ضد الطاغية صدام وحكمه وفعلا خرج العراقيون جميعا وحرروا وطهروا أكثر من 14 محافظة من محافظات العراق من عبودية ورجس صدام وزمرته وكادت تنهي حكم صدام لكنها تخلت عن الشعب العراقي وسلمت الثوار الى صدام وزمرته حيث سمحت لطائراته بقصف الشعب العراقي وكذلك لقواته الخاصة التي أعدها لذبح العراقيين واغتصاب العراقيات ودفنهم أحياء في مقابر جماعية .
لهذا على المقاومة الإسلامية أن توحد نفسها وفق خطة وبرنامج خاص بها وتتحرك بموجب تلك الخطة وذلك البرنامج وتتخلى عن مصالحها الخاصة ومنافعها الذاتية ويكون هدفها ومهمتها تحقيق مصالح ومنافع الشعب العراقي اولا وأخيرا وينهجون نهج الإمام علي ووفق تعليمات الإمام علي الحسيني السيستاني.
وإلا أعلموا أن البساط سينسحب من تحت أقدامكم وأنتم لا تعلمون
https://telegram.me/buratha