حسن كريم الراصد ||
لا يخفى على المتتبع ان اولى خطوات المخطط الطحنوني المستلهم من مشروع معهد صحافة الحرب والسلام البريطاني هو دق اسفين بين الاغلبية الشيعية وقياداتها .. وبرز ذلك جليا في ساحات جائحة تشرين عندما كان التركيز على هذه القيادات دون غيرها رغم ان رائحة فساد قيادات المكونات الاخرى كانت تزكم الانوف الا ان قيادات الشيعة تحملت اوزارها واوزار القوم .. لا نريد تزكية احد من هذه القيادات ههنا بل نريد ان نوضح لماذا كان هذا التركيز ؟ وهل نجح في تحقيق اهدافه ؟؟
نعم لقد تمكنت هذه الدوائر ومن خلفها جيوش اعلامية ممولة وقنوات فضائية معتبرة من تصوير ان الفساد كان شيعيا بامتياز بل ان بيوت لشخصيات عرفت بالنزاهة والعفة وبمحاربتها للفاسدين حرقها التشرينيون امعانا في ترسيخ امر واقع ورأي عام صنعته تلك الدوائر الانفة الذكر ..
السؤال : لماذا ؟؟ وقبل الاجابة هنا يجب على المتتبع التجرد من حزبيته وعلى المتحزب التخلي عن صنميته ولو قليلا ليفهم هذه اللماذا الكبيرة ؟؟ فبعد الانتصار الذي تحقق على الدواعش وطردهم من البلاد بفضل الفتوى وذراعه الحشدية وبفضل الدعم بالسلاح والمعدات من الجارة الشرقية سقط بايدي هذه الدوائر وتنبهت الى ان ارضاخ هذا البلد وترويضه تمهيدا لدخوله قن التطبيع يعد من الصعوبات أن لم يكن من المستحيلات لذلك لجأ الاميركان الى الانكليز ذوي الخبرة في التعامل مع العراقيين ومراجعة ما كتبته مسز بيل في مذكراتها بعد ان اعلن الامريكان الاستسلام والعجز امام هذا الاعجاز الذي حققه الشعب وحشده في سحق اضخم موجه بشريه مسلحة باخطر عقيدة تكفيرية ومجهزة باسلحة عسكرية فتاكة .. هنا بدأ الماكر الانكليزي يرسم خارطة الطريق لمشروع ستراتيجي خطير يعتمد على النفس الطويل والبذخ بسخاء ويتعامل مع الحقائق بواقعية ..
واول تلك الحقائق هو ان الشيعة اغلبية وان العراق ديمقراطي لا يمكن احداث انقلاب عسكري فيه وان الحشد واقع يفرض نفسه وهو يمثل ضمانة لبقاء حكم الاغلبية ويمنع الاخرين من التفكير في الانقلاب على ما افرزته الانتخابات ،؛ فبدأوا بتسخير قواعد تلك الاغلبية لاسقاط قيادات تلك الاغلبية نفسها من خلال رفع شعار كلهم حرامية ومن خلال ارباك وضعهم باليات شيطانية غريبة بدأت اولا باشاعة مفهوم جلد الذات والغاء اي منجز تحقق بعد سقوط المعادلة الظالمة حتى ان من كان لا يتمكن من شراء حذاء جديدة سابقا وبات يستقل اليوم سيارة بورش لا يتمكن متوسطي الدخل في السعودية من شراءها تجده يشتم الوضع الجديد ويدعي ان عهد الجبابرة كان افضل من اليوم !!
امر عجيب حصل في الذهنية والعقل الجمعي للاغلبية !! وبعد ان فشلت جائحة تشرين في اسقاط التجربة وتوقفت عند اسقاط حكومة الاغلبية ونحرنا كبشنا العظيم حفاظا على التجربة بقيت ظاهرة جلد الذات مستمكنة بالنفوس بل تحولت الى ملكة لم يسلم من اضرارها الا النزر اليسير ..
وما يثير اليوم والذي يصلح كمصداق لذلك هو الهجوم القاسي على القيادات الشيعية بعد تجرؤ العاني على التجربة والحشد .. فالعاني من كان يستحق شن حملة عليه لما اورده من اكاذيب وتلفيقات في محفل عربي غير مهم ولاذي بال الا ان معظم الجمهور لجأ الى شتم قادة الشيعة بدلا من شتم من اختلق تلك الاكاذيب .. وكذلك ان اقترفت داعش جريمة قتل الابرياء ترى الناس تتوجه باللوم والتجريح على قادة الشيعة بدل المجرم الذي اقترف الجريمة ليتاكد لدينا ان العدو نجح في زرع روح اليأس في قلوب الاغلبية وبقيت قيادات المكونات الاخرى مصانة رغم علم هذا الجمهور بان معظمهم كان مساهما في المؤامرة التي استهدفت احداث خلل في المعادلة الديمقراطية سعيا لاحداث معادلة جديدة تحكم فيها الاقليات..
يجب ان نعترف ان القادة الشيعة لم يكونوا اسوأ من غيرهم بل ان هذا الغير سرق ثرواتنا تارة بالفساد واخرى من خلال التنازلات والتلاعب بمواد الدستور .. سادتي ان تجربتكم في خطر وان حكمكم سيؤول الى الزوال ان بقيت عقدة الجلد عندكم على حالها .. وان كانوا اتوكم اليوم بحاكم على مقاساتهم ودعموه ليس احتراما لكم بل ليثبتوا انكم اهل لطم وليس اهل حكم وهنا يجب استعادة الثقة بالنفس التي احدثوا فيها هزة عنيفة وعدم الاستمرار في لعبة هم من يمسك بخيوطها لنضحى كدمى يحركوننا كيفما يشاؤون ..
وبالتالي فأن الحكم المطلق لم يكن يوما صائبا بالاطلاق فأن هنالك قادة شيعة لم تتلطخ ايديهم باموالنا ولكن طالتهم ماكنة الاعلام الجبارة وكذلك يجب منح من حامت حولهم الشبهات فرصة وترك هذا التسقيط السياسي الذي سيودي بكم الى الضياع بعد ان هوى بكم الى المجهول ..
سادتي : يجب ان تكون العقيدة والانتماء فوق الحزب فلا مقدس عندنا غير العقيدة وما سواها خارج دائرة العصمة والكمال !! افلا ترون اننا تركنا العدو المتربص واهملنا الخصم المتحفز وانشغلنا بتسقيط بعضنا ؟؟! وهل تجدون ان الاخرين فعلوا كما فعلتم ؟؟! اكيد لا ..
فان الاخرين تمسكوا ببعضهم رغم جراحهم التي مازالت تنزف واظهروا للاخرين وحدة وتماسك لا تملك مقومات ما عندكم رغم ان ماعندكم صدر من مناهل عذبة نقية . اخيرا اجد من العار على المرء ان يتحول الى ادات لهدم داره دون ان يعي ذلك .. فكفى .. فالقادم يمثل انعطافة ومفترق طرق احدهما سيؤدي الى الجحيم ..
https://telegram.me/buratha