المقالات

يخافون فكره النير وإن قتلوه

1962 2021-04-10

 

✍  د. عطور الموسوي ||

 

أيام سوداء تلك التي عشناها بعد استشهاد المرجع المفكر السيد محمد باقر الصدر، ولعل أصعب ما فيها اننا لم نتمكن من التعبير عن ألمنا الكبير هذا، تسارع الأحداث المفجعة والاعتقالات التي طالت مجاميع الشباب تنذر بالمزيد من الأسى، وصار ممنوعا كل مباح ولولا أن سلطة البعث تدعي إن دين الدولة الرسمي هو الإسلام لمنعوا تواجد المصاحف ولأحرقوها .

ذات يوم مدرسي دخلت مديرة المدرسة ومعاونتها ومعلمة مادة الإسلامية الى قاعة الدرس بطريقة مفاجئة ومرعبة وطلبن منا بلهجة الآمر متابعة صفحات من كتابنا المنهجي لهذه المادة، كانت المديرة تقرأ رقم الصفحة وهن يتابعن معنا وتردف قائلة إقطعوها من الكتاب فورا!!عدد من الصفحات في فصول تضمنت الاقتصاد في الاسلام ..ثم أمرتنا أن نتابع في فهرست الكتاب حذف وبالقلم الجاف أو الحبر أسم السيد محمد باقر الصدر وأسماء كتبه !!كن يدققن كل ما ذكرت بالمعاينة المباشرة وخيم الرعب في الصف والذي انعكس علينا من طريقة تعاملهن .. كن يجمعن الصفحات المقتطعة قبل مغادرة المكان وكأنهن سيقدمنها دليلا على إنجازهن المهمة.

ولأن أي كتاب ديني يعني لدى البعثيون دليل إدانة بدأت العوائل تخفي الكتب والمجلدات تحسبا لمداهمات أزلامها، مكتبتنا ضمت كتبا متنوعة علمية وتاريخية ودينية، وثمة عدد من مجلدات لموسوعات قد اشتراها أخي جمال من مكتبات موثوقة في الكاظمية وكربلاء والنجف.. كتب أنيقة لا تقل كل موسوعة عن ستة مجلدات ضخمة ضمت صفحاتها فكرا عقائديا مسندا، فضلا عن مؤلفات الشهيد الصدر والرسالة الفقهية للسيد الإمام الخوئي، وكتب ألفها جهابذة علماء الاسلام ..نعم كان أخي حريصا على شراء الكتاب ولا يبالي إن سافر لأجل الحصول على نسخة منه مهما كان سعره ..

احتارت عائلتي كيف تخفي هذه التحف القيمة وهي تتوقع مداهمة منهم في كل لحظة !! من يتحمل من الأقرباء مسؤولية إيداعها عنده؟ فقرروا ان يدفنوها بعد تغليفها بعدة طبقات من ورق البلاستك لئلا تتلف .. كان دفنها مؤلما ومقلقا حتى في ساعات الليل فلا أمان من أعين جواسيس السلطة الذين انتشروا في كل زقاق واندسوا بين الناس.. دفنت مع الكتب كاسيتات محاضرات الشيخ الوائلي وصور مراجعنا السيدان الخوئي والصدر.. أي زمان هذا ؟ هو زمان الحجّاج بلا أدنى فرق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك