✍ د. عطور الموسوي ||
كلماتي مبعثرة، وقلمي ما انفك يتلعثم وهو يدون سطوراً فيك يا سليلة النبوة، أربعون عاماً قد مضت وجرحك مازال فينا نازفاً والحسرات حرى في قلوبنا على ما اقترفته عصابة البعث من جرم فادح بحقك يا رائدة شهيدات العراق، يامن أنرت طريق ذات الشوكة للسالكات وجعلت من آلامه ومعاناته بغية ترومها كل من طلبت الجنان.
نبذت حياة الذل مع الظالمين وواكبت أخاك ولم تفارقيه حتى في الموت والاستشهاد، وأبيت ان ينفصل مصيرك عن مصيره قائلة : "إنّ حياتي حياة أخي وسوف تنتهي مع حياته إن شاء الله " فنلت الشهادة كما نالها فكان حقا حسين عصره وكنت حقاً زينب العصر.
ما زلت أتذكر حضورك معي وأنا اقرأ قصصك بشغف وشوق كبيرين قبيل الثمانينيات، وأسمو بها الى أجواء أخرى تبعدني عن عالم الماديات ..تبعث في روحي مدداً إيمانيا يقويني وأنا الفتاة الصغيرة التي لاقيت ما لاقيت من مديرة مدرستي لارتدائي الحجاب .
وجدتك عوناً لي رغم عدم لقائي بك ووجدتك حاضرة معي في كل وقت ووجدتني مرتبطة بك ارتباط الفرع بالأصل، وعندما حدثتني عنك بعض الأخوات بعد استشهادك ونقلت لي لقاءهن معك شعرت بمرارة الفوت .. فلم أكن في عمر يسمح لي بأن أقصد مجلسك آنذاك ولم يحالفني الحظ لأحضر تلك الحلقات النورانية التي بثثتِ فيها أنوار الهداية لنساء العراق ..
أيتها الغائبة الحاضرة زعم جلادك أنه قد أبادك وقضى عليك، خسأ الجلاد وقد خسر الرهان فها هي قوافل الشهيدات تترا من كل أرجاء العراق قد سارت تباعاً خلف نبراس هداك ..
نساء مؤمنات تسابقن للمنون ولم يخشين أساليب البعث الغادرة ولم يتزحزحن عن المبادي السامية التي حملتِيها وحملنها معك، فتيات تسنمن أعواد المشانق مستبشرات مطمئنات .
فأصبحتِ أمة من نساء ضربن أروع الأمثلة في زمن تزعزعت فيه القيم وندرت فيه مواقف الإباء.
لقد هزمتما البعث فتقهقر مدحورا، فما استطاع القضاء على العمل الإسلامي بقتلكما وما وأد حركة الجهاد والتحرر من الطاغوت كما زعم.
بل أن دماء شهداء وشهيدات العراق الطاهرة غدت بركانا هز عرش الطغاة وزلزل كيانه وجعله خاويا، فانهار بأسرع ما يكون وهرب الجلاد مختبأً في جحرة كفأرٍ مذعور .
وها هي إرادة الله سبحانه قد شاءت أن يسقط الأصنام في نفس يوم استشهادكما فنصر الله آت ولو بعد حين وأنه سبحانه يمهل ولا يهمل.
https://telegram.me/buratha