المقالات

ماذا لو سقطت الدولة..وستسقط حتما؟!

1760 2021-04-06

 

قاسم العجرش ||

 

أحيانا كثيرة، وحينما يحين موعد كتابتي لهذا العمود، أبدو عاجزا عن الكتابة، ليس لخلو الذهن مما يمكن أن أكتبه، بل لازدحام المواضيع فيما تبقى عندي من عقل!

أقول فيما “تبقى” عندي من عقل، لأن اللامعقولات واللامقبولات، هن السائدات في وطننا الذي ينوء بحملهن، وفي مسرح اللامعقول العراقي، نحاول أن نفهم السياسة، التي يطلق عليها كثير من الناس مفردة”بحر السياسة”..!

لم يستقر التراث المعرفي للبشرية على توصيف ناجع للسياسة، ولم نصل بعد إلى استقرار في عدها علما أو هي فن، فالأكاديميون الذين سلكوا في السياسة مناهج البحث العلمي، استقروا على أن السياسة علم متكامل، له أسسه وقواعده وتأريخه وتراثه، بينما المنخرطون في الحقل السياسي، يتفاوت فهمهم لها؛ بين أن تكون فنا أو ممارسة، وبين الفن الممارسة تقع مساحات خلط الأوراق!

لدى المنخرطين في الحقل السياسي؛ لا يوجد أصدقاء دائميون، وبنفس الوقت لا يوجد أعداء دائميون، وتسود عقلية التغالب، التي يصنف بموجبها الطيف السياسي إلى خصوم أو منافسين، ولا شيء غير ذلك، حتى داخل الكيان السياسي الواحد، فإن الخصومة والتنافس هي التي تطبع الحياة السياسية الحزبية بطابعها.

في هذه الأجواء التغالبية، فإن السائد هو لعبة(خلط الأوراق)، التي تهدف إلى إرباك الخصم والمنافس، وجعله يحار في فهم نوايا خصمه أو عدوه، وهذا ما يكون في سياسة الدولة الخارجية.

أما خلط الأوراق كسياسة داخلية؛ والتي يفترض أن تكون، سياسة ثابتة صريحة واضحة معلنة، حسب برامج مسبقة، يعلنها أي حزب أو فئة، ويطرحها ويروج لها ليكسب الرأي العام، وبالتالي الفوز بالانتخابات بهدف تسلم السلطة، كما هي الحال في معظم البلدان؛ التي تحترم عقول جماهير شعبها وأمانيهم وطموحاتهم، لكن الحاصل عندنا هنا في العراق، فعلا هو أن السياسة سلسلة عمليات تضليل وكذب ونفاق، وصراعات حزبية تقوم على الغلبة للأدهى والأقوى، وليس فيها مساحات محرمة أو مثابات محترمة..

الابتذال والشتيمة والتهاتر؛ صارت من لوازم العمل السياسي، فالمواقف المتناقضة بين القوى السياسية العراقية دون استثناء أي منها؛ وصلت إلى أبعد حدود التطرف، على الرغم من عدم أحقية أي طرف عراقي في تهميش طرف عراقي آخر.

عملية خلط الأوراق, برزت على أشدها في قصة إقرار موازنة 2021، فطيلة الوقت الذي اقتضته عملية إقرارها، لم يكن للمواطن وهمومه وانشغالاته واحتياجاته، أي قدر من الحضور في أذهان القوى السياسية، التي تراوحت مواقفها بين اللصوصية المعلنة للقوى الكردية، وبين الابتزاز السني الفج، والاستخذاء المقزز المهين للقوى الشيعية، وبين هذا وذاك، ولدت موازنة، بطعم الفساد، ولون النذالة، وشكل الخذلان!

لا يمكن لأحد ما أن يعلن عداءه لدولة مؤسسات..أي دولة تضمن الاستقلالية والفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، وتضمن الحريات وحقوق الإنسان، والحاجات والخدمات الأساسية للمواطن: سكن ، صحة ، تعليم ، أمن ، خبز…وقبر أيضا شريطة أن لا يكون قبرا استثماريا..!

لكن كيف يمكن أن نصل إلى هذه الدولة، بالموازنة التي تستحق أقذع مما ذكرناه، لصوصية..ابتزاز..خذلان؟ !..

في المحصلة أن عقلية التغالب تعمل حثيثا، على هدم دولة المؤسسات ونقض قواعدها..بعضهم من داخلها، أي من داخل المؤسسة الحاكمة، وبعضهم من خارجها، وإذا كان الأخيرين لا يخفون عداءهم للدولة الهدف، فما هو هدف الذين في داخل الدولة والمؤسسة الحاكمة من تدميرها؟!.

كلام قبل السلام: أوَ ليست إذا سقطت الدولة ستسقط على رؤوسهم هم قبل غيرهم؟!.إذن لابد أنهم مثل دمى لعبة القراقوز، مربوطون بخيوط يحركهم لاعب يتم قصته بهم على النظارة والمشاهدين..ارتباط بأجندات خارجية هو الذي ينقض قواعد وأسس بناء الدولة، ويبعدنا كلما مضى الزمان بنا، عن الوصول إلى هدفنا، في عراق مستقر آمن تديره دولة المؤسسات.

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك