حافظ آل بشارة ||
الشعب العراقي لديه ثوابت دينية واخلاقية تشكل بمجموعها هويته الحضارية الخاصة ، وهذا الشعب يعد معاداة الصهيونية جزء من هويته الدينية وثقافته الثابتة ، ومعروف ان الصهيونية مرفوضة لدى كل شعوب العالم ، لانها نظرية عنصرية متطرفة ترى ان اليهود سادة العالم ، وان الغرباء (الغوييم) من غير اليهود هم بشر من الدرجة الثانية ، ويجب ان يكونوا مماليك وخدما لليهود ، هم عبيد ونساؤهم اماء ، ولدى الصهاينة طقس يتناولون فيه الفطير المقدس وهو خبز خاص معجون بدماء (الغوييم) ، هم مبغضون لبقية البشر ، ولديم التوراة والتلمود ابرز كتبهم التي خضعت للتزوير والاختلاق وهي مشحونة بالخرافات الدينية والاستعلاء والعنصرية والحقد على البشرية ، ولديهم مخطط مستمر لاحتلال العالم ، ودم الغرباء عندهم مهدور ، ونجمة داود البلشفية السداسية مكونة من مثلثين منطبقين بشكل معاكس ، هذه النجمة ترمز الى العقيدة الصهيونية ، فالمثلث الاول رأسه الى الاعلى ويمثل روح اليهود وهي العليا ، والمثلث المقلوب رأسه الادنى في النجمة ويمثل روح الغرباء وهي روح منحطة ، وبقية زوايا المثلث معناها ان مادة اليهود وطاقتهم قليلة ومادة الغرباء وطاقتهم كبيرة فعلى اليهود اذن استخدام طاقة الغرباء ومادتهم من اجل الحياة والهيمنة .
اسرائيل بنيت على هذه العقيدة وهي تفكر دائما باخضاع الغرباء وسلب مادتهم وطاقتهم واستعبادهم ، وما صفقة القرن والتطبيع الا مراحل محسوبة في مسار الهيمنة اليهودية ، حتى تتحقق نبوءة من الفرات الى النيل ، فهم الآن في طريقهم للاستيلاء على نفط الخليج ، ومن قبل زحفوا الى سهول السودان الخصبة ، وامسكوا بمنابع نهر النيل واخترقوا اثيوبيا ، ولا يستبعد ان تقع منابع دجلة والفرات بأيديهم من خلال وجودهم في تركيا وكردستان ، اسرائيل حاليا تقود الحكام العرب وترسم سياساتهم .
الصهيونية لديها عقدة رعب من الشيعة والمهدي المنتظر وايران والعراق ، ويعتقدون في النبوءات ان نهاية كيانهم تكون على يد الملك المشرقي المسلم الذي يجتاح مدنهم ، ولأن المهدي مذكور في التوراة فقد حوروا صورته الى الملك اليهودي من نسل داود الذي ينقذ اليهود ، فالمنقذ اليهودي هو نموذج المهدي عندهم ولكن برواية مقلوبة ... الخ
الشعب العراقي يعرف من هم الصهاينة ولا يريد التطبيع معهم ، يعرفون ان اسرائيل عندما تطبع مع شعب تحتله وتسرق ثرواته وتحتقره وتذله وتمزق هويته وتحوله الى بهائم ، اسرائيل تحتقر الجميع ولا يمكن لأي شعب ان تكون له رغبة التطبيع معها ، اسرائيل لديها فريق من العملاء في كل بلد عربي واسلامي يقوم بتلميع صورة الكيان الصهيوني ، ويشتم الوطن والدين والقيم ويشجع على التطبيع ، هذه الفرق مكونة من ساسة ومفكرين ومدونين ، اما الحكام العرب فهم يطبعون تحت التهديد ومن لا يطبع يفقد منصبه ، وهم يكرهون اسرائيل وهم اعرف منا بالحكاية كلها ، لكن حب الكرسي اسكتهم فحب السلطة خطيئة تجر خطايا .
في العراق ، ساهمت النخبة السياسية ذات الاغلبية غير المؤهلة في توسيع وتعميق كل ماورثته من النظام السابق من فساد وفشل ولا ابالية اصابت الشعب بصدمة ، هذه الصدمة جعلت مناعة الناس تجاه التطبيع ضعيفة ، لكنهم في كل مكان يعلمون ان التطبيع معناه العبودية للصهاينة وهو بلاء شديد لا يقارن بعواقب الفشل والفساد الوطني القابل للاصلاح .
https://telegram.me/buratha