المقالات

من يعرف الصهيونية يرفض التطبيع

1225 2021-04-06

 

حافظ آل بشارة ||

 

الشعب العراقي لديه ثوابت دينية واخلاقية تشكل بمجموعها هويته الحضارية الخاصة ، وهذا الشعب يعد معاداة الصهيونية جزء من هويته الدينية وثقافته الثابتة ، ومعروف ان الصهيونية مرفوضة لدى كل شعوب العالم ، لانها نظرية عنصرية متطرفة ترى ان اليهود سادة العالم ، وان الغرباء (الغوييم) من غير اليهود هم بشر من الدرجة الثانية ، ويجب ان يكونوا مماليك وخدما لليهود ، هم عبيد ونساؤهم اماء ، ولدى الصهاينة طقس يتناولون فيه الفطير المقدس وهو خبز خاص معجون بدماء (الغوييم) ، هم مبغضون لبقية البشر ، ولديم التوراة والتلمود ابرز كتبهم التي خضعت للتزوير والاختلاق وهي مشحونة بالخرافات الدينية والاستعلاء والعنصرية والحقد على البشرية ، ولديهم مخطط مستمر لاحتلال العالم ، ودم الغرباء عندهم مهدور ، ونجمة داود البلشفية السداسية مكونة من مثلثين منطبقين بشكل معاكس ، هذه النجمة ترمز الى العقيدة الصهيونية ، فالمثلث الاول رأسه الى الاعلى ويمثل روح اليهود وهي العليا ، والمثلث المقلوب رأسه الادنى في النجمة ويمثل روح الغرباء وهي روح منحطة ، وبقية زوايا المثلث معناها ان مادة اليهود وطاقتهم قليلة ومادة الغرباء وطاقتهم كبيرة فعلى اليهود اذن استخدام طاقة الغرباء ومادتهم من اجل الحياة والهيمنة .

اسرائيل بنيت على هذه العقيدة وهي تفكر دائما باخضاع الغرباء وسلب مادتهم وطاقتهم واستعبادهم ، وما صفقة القرن والتطبيع الا مراحل محسوبة في مسار الهيمنة اليهودية ، حتى تتحقق نبوءة من الفرات الى النيل ، فهم الآن في طريقهم للاستيلاء على نفط الخليج ، ومن قبل زحفوا الى سهول السودان الخصبة ، وامسكوا بمنابع نهر النيل واخترقوا اثيوبيا ، ولا يستبعد ان تقع منابع دجلة والفرات بأيديهم من خلال وجودهم في تركيا وكردستان ، اسرائيل حاليا تقود الحكام العرب وترسم سياساتهم .

الصهيونية لديها عقدة رعب من الشيعة والمهدي المنتظر وايران والعراق ، ويعتقدون في النبوءات ان نهاية كيانهم تكون على يد الملك المشرقي المسلم الذي يجتاح مدنهم ، ولأن المهدي مذكور في التوراة فقد حوروا صورته الى الملك اليهودي من نسل داود الذي ينقذ اليهود ، فالمنقذ اليهودي هو نموذج المهدي عندهم ولكن برواية مقلوبة ... الخ

الشعب العراقي يعرف من هم الصهاينة ولا يريد التطبيع معهم ، يعرفون ان اسرائيل عندما تطبع مع شعب تحتله وتسرق ثرواته وتحتقره وتذله وتمزق هويته وتحوله الى بهائم ، اسرائيل تحتقر الجميع ولا يمكن لأي شعب ان تكون له رغبة التطبيع معها ، اسرائيل لديها فريق من العملاء في كل بلد عربي واسلامي يقوم بتلميع صورة الكيان الصهيوني ، ويشتم الوطن والدين والقيم ويشجع على التطبيع ، هذه الفرق مكونة من ساسة ومفكرين ومدونين ، اما الحكام العرب فهم يطبعون تحت التهديد ومن لا يطبع يفقد منصبه ، وهم يكرهون اسرائيل وهم اعرف منا بالحكاية كلها ، لكن حب الكرسي اسكتهم فحب السلطة خطيئة تجر خطايا .

في العراق ، ساهمت النخبة السياسية ذات الاغلبية غير المؤهلة في توسيع وتعميق كل ماورثته من النظام السابق من فساد وفشل ولا ابالية اصابت الشعب بصدمة ، هذه الصدمة جعلت مناعة الناس تجاه التطبيع ضعيفة ، لكنهم في كل مكان يعلمون ان التطبيع معناه العبودية للصهاينة وهو بلاء شديد لا يقارن بعواقب الفشل والفساد الوطني القابل للاصلاح .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك