سميرة الموسوي ||
· رسالة الى جو بايدن حين شعر بالقلق للأتفاقية الايرانية الصينية ؛
في تغريدة للرئيس الامريكي بايدن جاء فيها أنه شعر بالقلق للاتفاقية الايرانية الصينية الشاملة ... .
يبدو أن الرئيس لا يريد لجهة أو دولة أن تلتقي مع الصين تحت أي مسمى ،لان تنافسا على أصعدة عدة بينهما وأهمه الاقتصادي مما قد يؤدي الى إنهاء القطبية العالمية الواحدة إن لم يقطع ذلك الانهاء شوطا يدعو للفزع .
لكننا لم نقرأ تغريدة للرئيس نفسه حين بدأت الصين تعقد إتفاقيات مماثلة مع السعودية ودول الخليج ومصر ودولا أخرى في إطار مشروع الحزام والطريق الذي تنفذه الصين ،ويؤدي الى ربط شعوب العالم بخارطة إقتصادية متنوعة ويقلل تباعدها السياسي والاجتماعي والايدولوجي ويخلق نمطا حديثا من العلاقات القائمة على الاحترام المتبادل ،ويقلل التفاوت الاقتصادي مع الاحتفاظ بمقومات شخصية الشعوب وفي إطار المنهج الانساني العلوي (منهج إمام المتقين عليه السلام) في الحق والحرية والعدالة والكرامة الانسانية .
لا تظن أيها الرئيس الامريكي أن أحدا سوف يثقب أشرعة السفن المبحرة بإتجاه الشرق ،فتلك الوجهة أصبحت مؤشرا قد لا (تعترفون )بوجوده بأن الدول والشعوب ترسخ في وعيها أن أمريكا ليست الوحيدة القادرة على إحداث طفرات نوعية للشعوب ،فقد شب المارد الشرقي ؛ الصيني ،والروسي الكوري ، والايراني ،وراح يتمدد بإطمئنان على أرجاء الكرة الارضية ،وإن الشعوب لا تتوجس أية خيفة من الصين التي لا تعلن ولا تضمر نيات هيمنة وتسلط ،وليس في نيتها الايديولوجية أو السياسية أو الاجتماعية ما يعبر عن أية نية لإستغلال الشعوب أو سلبها إرادتها .
نعلم أنكم على إطمئنان من تبعية الدول التي لم تقلقوا من تعاقدها مع الصين لكم ،ولكننا موقنون أنهم يتحينون الفرصة لإستعادة كرامتهم التي هدرها سلفكم ترامب بقوله في خطاب عام أنهم لن يدوم وجودهم السلطوي إسبوعا واحدا بلا حماية أمريكية .
كل التحركات التي تحدث في العراق أو حوله لا تخفى غاياتها الانية ومساراتها بعيدة المدى على العراقيين ، كما إن العراقيين على ثقة بأن أقدامهم لن يستوعبها (قالب) ولن يرصدهم(ناظو) ،ولن تسمعهم (أذن) مهما كثر الوشاة والاذلاء ،
العراقيون لن تحدهم أسلاك شائكة ، ولن يضيق عليهم طريق فهم لا يستوحشون طريق الحق لقلة سالكيه ، ما دام يوم الطف دائم الحضور في نفوسهم وإن نصر دم الحسين على سيوف الطغاة والمستكبرين كان ولم يزل نبراس الاحرار وما أكثرهم .
ما يحدث من خلط أوراق ، وإذكاء التناحرات بالمغريات لن يدوم ، وهو بالمقاييس المنطقية ليس سوى (تأجيل )لنتيجة إحقاق الحق وزهوق الباطل ، ولذلك أيها الرئيس الامريكي لي الحق أن أنصح فليس هناك من هو فوق النصيحة فأقول ؛
إذهب في طريق منطق التاريخ الحديث مستفيدا من تجربة باهرة النجاح وهي تسامي العملاق الايراني الاسلامي وكيف نهض معبدا طريق المنهج العلوي بالتعاون مع عمالقة العالم الحاليين والمستقبليين .
تأسيسا على ما قلناه ندعوك بإنسانية مزدهرة أن تعجل بالمغادرة من العراق كبادرة حسن نية وإحتراما لإرادة الشعب العراقي ، وبعدها مباشرة عد الينا بجواز سفر حاملا معك كل ما تريده لنا ولك من خير ، وعندئذ فستجد أنك المنافس الاكبر لدول الشرق ، ولن نخذلك .
ولا يغرنك أيها الرئيس الامريكي ما بين أيديكم من (كرات بليارد) تدخلونها في جحورها متى شئتم بضربة (عصا )واحدة ، فالارض العراقية ليست (خضراء) كلها والوعورة تصل الى قوة المسامير الفولاذية .والعالم لم يعد يلعب (بليارد) سياسي حتى لو كانت العصا نووية ، فقد أسقطت (أعواد الثقاب) هيبة ومخالب وأجنحة النووي ، وكما تعلمون فإن المفاجآت تغير الموازين والنتائج .
والسلام على من إتبع الهدى .
(أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون وأنتم سامدون)
https://telegram.me/buratha