المقالات

لعنة الحروب..!


 

عبد الحسين الظالمي ||

 

قال الله في محكم كتابه الكريم ( كتب عليكم القتال وهو  كرها لكم )  اذا الحرب امر مكروه هذا اذا كانت حقا  ونصرا  لدين الله فكيف اذا كانت نزوه وباطلة   وما  يترتب عليها من اثار مادية ونفسية  لذلك يعتبر قرار الحرب من اصعب القرارات التي يمكن ان يتخذها القائد لخطورتها واثارها المدمرة ،   وهي على نوعين  حرب هجومية  وقد حصرها ديننا الحنيف  بيد المعصوم فقط  لكونه لا يخطا في اتخاذ قرارها فهي حق لابد منه يجب ان ينتزع

نشرا للدين  او دفاعا عنه ،

وحرب دفاعيه اجاز الشرع للانسان اتخاذ قرارها لكونها دفاعا عن النفس  والمهاجم هو من يتحمل اوزارها  .

الحرب دمار وربما عبث بمصير الانسان  خصوصا التي نتجت   عن نزوة  قائد او حاكم مغرور

لايقدر اثارها القريبة والبعيدة .

قليل من الدول في العالم  استطاعت ان تنهض من كبوة الحرب وتجعلها منطلقا للبناء والاعمار  مثل ( اليابان وايران وكوريا )  والبعض لازال يعاني منها مثل (مصر  والعراق )ودول اخرى .

هذه اذا كانت حرب واحده ولفترة محدودة قد لا تزيد عن شهر او اكثر بقليل  فكيف بالذي عاش اجواء الحرب ودمارها واثارها  ثمان سنوات  (حرب ايران والعراق )ثم حرب اخرى مدمره  ستة اشهر ( حرب غزو الكويت ) واثارها المدمره والتي امتدت حوالي ثلاثة عشر سنه  حرب وحصار اشد وطئة من الحرب ، ثم حرب امريكا على العراق عام ٢٠٠٣   واثار الاحتلال الذي امتد الى عام ٢٠١٠  ثم حرب داعش والتي امتدت ثلاث سنوات  وهذه الوحيدة التي لم يكن العراق سببا مباشرا في بدءها  وما الحروب الثلاثة السابقة فكانت بقرار من النظام السابق وردا عليه  وهو من يتحمل كل الاثام والويلات التي عانت منها المنطقة والعراق بالدرجة الاولى  وخلاصتها.

ان العراق عاش اجواء الحرب واثارها  طيلة فترة الاربعين السنه الماضية  منذ الثمانينات  والتسعينات  والالفينات  وهذا يعني ان من مجموع اربعين  سنه عاش العراق حربا مباشره مجموعها ( ٨ سنه  و ستة اشهر و سبع سنوات و ثلاث سنوات ) اي ما مجموعها ثمان عشر سنه وستة اشهر حرب بكل معنى كلمة حرب واذا اضفنا لها الحصار المدمر والذي كان فعلا حربا رابعه  والذي بلغ  ثلاث عشر سنه من ١٩٩٠ الى ٢٠٠٣

يكون مجموع سنوات الحروب ٣١ سنه تقريبا من اربعين سنه وعليك ان تتخيل وترى حجم الدمار النفسي والمعنوي والمادي  لهذه الحروب ناهيك عن لعنتها التي ترافق من اعلنها وتسبب في قتل ودمار حياة ناس ابرياء لا ناقة لهم ولا جمل بهذه الحروب العبثية  فكل قطرت دم سالت في هذه الحروب  هي لعنة تلاحق من تسبب فيها بدون وجه حق  وهدا ما نعيشه فعلا بالعراق  منذ ان انطلقت او قذيفة مدفع لتهدم دار وتقتل طفل

وتقضي على حيوان  منذ تلك اللحظه والويلات تنزل على روؤس العراقين  وتسبب التراجع والتخلف عن العالم وهذا مصير اي دوله او حاكم يعلن حرب بدون وجه حق ومبرر منطقي  لها

وهذا جواب لكل من يقول ماذا فعلنا ليسلط علينا الله كل هذا العذاب والدمار والتخلف  ، رغم ان القرارات كانت فرديه  ولكن النتائج عامة

وقد استفزني كثير مقطع فديو من احد اعضاء الوفد الكويتي المرافق لمنتخب الكويت بالبصرة

والذي صور كورنيش العشار وهو يسخر من الاوساخ والنفايات  والدمار الذي يشاهده في المنطقة امام فندق شيرتون البصرة وتذكرت مثلا عربيا  يقول ( هذا ما جنت على نفسها براغش)  مرددا بيني وبين نفسي جوابا له يقول

وما حصل لكم هو لعنة دعمكم لصدام ابان  حربه الكارثية ضد ايران عام ١٩٨٠ . وسوف تلاحق  جارتكم الكبرى  في حربها المدمرة ضد اليمن وشعبه المظلوم . وما اصابنا هو لعنة وجود طاغية تسبب بكل هذا الدمار ، نسال الله ان يدفع هذا البلاء عن العراق. ولسان حالنا يقول ( ربنا لاتؤاخذنا  بما فعل السفهاء  منا ) .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك