المحامي عبد الحسين الظالمي ||
الوطنيه مفهوم مشتق من مفهوم اخر اعمق وهو الوطن والوطن يعرف هو المكان الذي يستوطنه الانسان ويستقر فيه ، يمثل مصالحه واسباب ديمومة حياته ويعد جزء من هويته الشخصية.
لذلك يمكن تعدد الوطن بناء على مصالح الانسان وارتباطاته من حيث الواقع
اذا الوطن هو ما استوطنه الانسان وعاش فيه وعرف من خلاله . وبذلك تكون الوطنية عند ذلك الانسان هي ما
يرتبه الاستيطان على الانسان اتجاه المكان من واجبات وشروط عليه الالتزام بها قانونا وعرفا واخلاقا مأطر باطار الوفاء لهذا المكان الذى اواه وحتظنه لكونه يشكل جزء من هويته وربما تاريخه وعقيدته ودمه ومصالحه لذلك عليه الحفاظ عليه والدفاع عنه وعدم السماح لمن يحاول المساس به لانه يشكل جزء من وجوده وكلما ازدادت مصالحه وارتباطاته في هذا المكان وتجذر وجوده كلما تعمق شعور الدفاع عن هذا المكان والوفاء له وهذه هي الوطنية. اذا الوطنيه هي نسيج من ( مكان ودم وعقيده وقيم ومصالح وتاريخ ) وهي مختلفه من شخص لاخر حسب نسبة الارتباط والتجذر والتي تعود بدورها الى مقومات وجود الانسان نفسه التي ذكرت انفا .( بعض الدول تمنح الجنسية على اساس الاستيطان (( اتخاذ المكان وطن بأرادته ))فتره محددة والبعض الاخر تمنحها على اساس الانتماء العرقي الدم )
لذلك نرى البعض يتعدد عندهم هذا الارتباط وبالتالي يتعدد عندهم الالتزام والوفاء وربما يحدث عند الانسان ترتيب الاولويات بين مواطن وجوده وتتباين عندهم مشاعر الوطنيه وربما يحدث تضارب .
حسب ما يمثله له ذلك الموطن من مصالح وقيم .
للاسف هذا ما خلق الازدواجية عند البعض عندما تزاحم في داخله مفهوم الموطن وتوزعت مصالحه وقيمة وارتباطاته
وبالتالي ضعف عنده شعور الارتباط بالمكان وتبعا لذلك ضعف عنده الالتزام والوفاء وقد يصبح الوطن عند البعض مجرد محطه او هويه او مصدر رزق
ا ويبقى مجرد حنين الايام خلت .
وعليكم ان تتصوروا حال البعض من العراقين سواء كانوا مسؤولين او مواطنين وهم موزعين بين وطن يمثل جذوره وقيمه وعقيدته وربما مصالحه وبين وطن يمثل له الاستقرار والامن والراحه وهنا يلعب الصراع الداخلي لعبته في وطنية ذلك الشخص قوة وضعف .سواء كان هذا الوطن محافظه او دولة وربما منطقه او زقاق ( لكن مفهوم الوطنية والمواطنة ارتبط بالوطن الجامع الذي يمنح الانسان هويته ) .
العراق اصبح عند البعض مجرد محطةاوربما دولار او ربما حنين طفوله او انتماء عقائدي وعند البعض مجرد مكان ليس له سواه لانه يشعر ليس له فيه ما يجعله وفيا له بالقدر الذي يستحق هو منه .
لذلك اهتزت الوطنية وضعفت عند الاغلب الاعم نتيجة ضعف مقومات الارتباط من مصالح
وقيم ، وتبدل عنده الامن والاطمئنان الى خوف وقلق على مستقبله ومستقبل من يرتبط به .لذلك اصبحت سرقة الوطن عنده مبررة والمخالفة مبرره وربما مشروعة ولا مبالاة وعدم الالتزام بالقانون وارتكاب الفعل المجرم وغش الاخر شطاره والمهنية مضيعة جهد فتمزق مفهوم الوطنيه واصبح عند البعض مجرد شعار او جنسيه او راتب او محل كسب او قيم دينية او رابط دم وعرق دون الربط بينها لتكون اساس قوي لمفهوم الوطنية
بل جردها عن بعضها واخذ ما ينفعه منها فقط فضعف عند البعض الوفاء للمكان والعلم كاطار جامع .
وتبعا لذلك ربما اختلف عند البعض مفهوم الولاء والتبعية والمواطنة واصبح الكل يبرر موقفه حسب عمق ذلك الارتباط واحساسه الداخلي به وربما حتى الالتزام بما يجب عليه الالتزام به لذلك نجد من يصعب عليه رمي النفايات في الشارع حرصا منه او ارتكاب مخالفة بسيطة ونجد من يضحي بدمه ونجد قسم اخر سهل عليه ان يسرق او يقتل او يغش ويسقط ويشكك او حتى يتأمر كل ذلك بسبب تمزق نسيج المواطنه عند البعض ونهدام ذلك الجدار الذي تشكل قواعده ( المكان والدم والتاريخ والعقيدة والمصالح) وعليك ان تقيم وطنية اي انسان بناء على ترابط هذه المشتركات وتجذرها في وجدانه ومشاعره لتكون منطلقا له وقد ياتي القانون والقيم والاعراف لتأطر ذلك .
https://telegram.me/buratha