المقالات

هل يستوي الأعمى والبصير؟! قراءة في الأتفاقية الستراتيجية الأيرانية الصينية

1547 2021-03-30

 

🖋 قاسم سلمان العبودي ||

 

كثير من المتابعين للشأن السياسي العراقي ، لا يعلمون  بأن الأتفاقية العراقية الصينية ، كانت بالأساس أتفاقية ثنائية بين الجمهورية الأسلامية الأبرانية  وجمهورية الصين الشعبية ، وكانت عبارة عن منحة قدمت من الجانب الأيراني للجانب العراقي بعد تسلم السيد عادل عبد المهدي رئاسة الوزراء .

طبعاً هذه ( معلومة ) لا تحليل . لكن للأسف الشديد ضيع العراق هذه الفرصة الكبيرة للأنتقال من حالة الضعه والهوان في المفصل الخدمي المتهالك أصلاً .

بقراءة بسيطة للجوانب العملية التي وحدت أتمام الصفقة بين الجانبين الأيراني والصيني نصل الى المشتركات الكبيرة بين الجانبين والتي هي على قدر كبير من الأهمية ، والتي لم تكن تتواجد في الجانب العراقي حين ذهب عبد المهدي بفريقه الحكومي الكبير لأتمام الصفقة التي كانت سبباً بأسقاطه .

العوامل الجاذبة للأتفاقية المبرمة بين الجانبين الأيراني والصيني ، من الممكن النظر لها على أنها مشتركات أيجابية تكمن بمايلي :

▪️الصين وأيران  خارج النفوذ الأمريكي .

▪️الصين ثاني أكبر قوة أقتصادية في العالم وهي بحاجة الى خامات الشرق الأوسط وأفريقيا ، والتي تستوردها من تلك البلدان ، لتعود مره أخرى للأسواق على شكل سلع أساسية ، وبما أن هناك هيمنه أمريكية لأكثر المضائق المائية فأن القلق الصيني قائم على أحتمال قرصنة أمريكية في تلك الممرات المائية ، وهذه الأتفاقية ستذلل الخطر الأمريكي كثيراً ، لموقع أيران الجغرافي وأطلالته على المياه الدافئة .

▪️تمتلك أيران ثاني أكبر أحتياطي من الغاز الطبيعي في العالم ، مما يضمن أمدادات الطاقة للصين من الغاز الأيراني على مدى ٢٥ سنة . 

▪️ أضافة الجمهورية الأسلامية ملفات أخرى في الأتفاقية ، مثل الأمن السيبراني ، وتكنلوجيا الفضاء فضلاً عن العلوم الأمنية والعسكرية ، والتي باتت اليوم ضرورة ملحة جداً للجمهورية الأيرانية المحاطة بالأعداء .

▪️ كسبت أيران عضو مهم في مجلس الأمن الدولي ، ويمتلك حق النقض الفيتو فيما لو أصدر مجلس الأمن أي قرار سلبي وبضغط أمريكي  تجاه الجمهورية الأسلامية الأبرانية.

▪️ ستلتف الجمهورية الأسلامية على العقوبات الأمريكية بهذه الأتفاقية التي تسمح بتدفق النفط الأيراني الى بكين ، وبأسعار مخفضة نسبيا على مدى ٢٥ عاماً ، مما يعطي الأريحية للجانب الأيراني في أي مناوره حوارية قادمة مع واشنطن بخصوص الملف النووي .

▪️جعلت هذه الأتفاقية من الجمهورية الأسلامية جزءاً مهماً من طريق الحرير الدولي ، الذي بدأ العراق بتضييع ملامحه .

▪️ تم كسب حليف ستراتيجي لمحور الممانعة ضد الهيمنه الأمريكية مما أعطى زخماً لمحور المقاومة بالمضي قدماً في مقارعة المؤامرات الأمريكية ضد المحور ، وفي نية الجمهورية كسب روسيا كثاني أقوى حليف في المحور الممانع ، بعد الصين .

جميع هذه المشتركات وغيرها الكثير هي من أعطت هؤلاء الأقوياء الأيجابية في عقد هذه المعاهدة التي ضيعها العراق بسبب ضعف القيادة العراقية التي كبلت نفسها بديون للبنك الدولي بضغط أمريكي واضح جداً ، لأرباك العملية السياسية . فضلاً عن ذلك فرض المحتل الأمريكي على العراق وضعاً أقتصادياً آخر يفضي الى أتفاق عراقي أردني مصري بتزويد هاتين الدولتين بالنفط العراقي بأسعار مخفضة جداً ، لرفع أعباء المساعده عن واشنطن التي تصرف على الأردن ومصر ما مقداره ملياري دولار سنوياً على شكل معدات عسكرية وصناعية وزراعية ، وذلك ثمن للتطبيع القائم بين الأردن ومصر مع الكيان الصهيوني  . علماً أن أكثر من نصف النفط العراقي سيذهب الى ميناء حيفا في فلسطين المحتلة رغم ألارادة الشعبية العراقية الرافضة للتواجد الأمريكي والرافضة للأتفاقية الأقتصادية المريبة مع الأردن ومصر ، في وقت واحد .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك