المقالات

صرخة بوجه الفساد


 

مالك العظماوي ||

 

في الوقت الذي يتساءل المرء عن سبب تخبط الحكومة في قراراتها فيما يخص ادارتها للبلاد وكيف تسير بعشوائية دون دراسة ولا دراية، فنحن مستغربون أيضاً من صمت الشعب على هذه السياسة الجوفاء التي تسير بالبلاد نحو الهاوية. ولماذا سكتت الأصوات المحرضة على التظاهر ضد حكومة السيد عادل عبد المهدي، واين هؤلاء المحرضون الآن؟

فماذا يعني رفع سعر الدولار، والحكومة ليس لديها سيطرة على السوق، سوى تضرر الفقراء وذوو الدخل المحدود، ولماذا هذا الإصرار من قبل بعض الكتل على البقاء عليه هكذا وهم يعلمون أن المتضرر الوحيد هم الفقراء وحدهم، وعندما يطل علينا خبراء بعض الكتل كصاحب نظرية (بطل اللبن) الذي يجبر المواطن على شرائه بسعر مرتفع من أجل أن لا يشتري منتجاً لدولة جارة! فأين طنطناتهم التي صدعوا بها رؤوسنا وهم يذبحون الفقير من الوريد لكي لا يشتري المنتج الأجنبي!!

وماذا يعني تخاذل الحكومة وانبطاحها أمام القوى الخارجية وأهمالها إتمام ميناء الفاو؟ ولماذا كل هذا الرعب والخوف من فقدان المناصب فيما لو غضبت أمريكا والسعودية والإمارات؟

وكيف اقتنعت هذه الحكومة المؤقتة بالتعاقد مع مصر والأردن، مع احترامنا للشعب المصري الذي تربطنا به روابط عميقة حيث كان لا يخلو شارع أو زقاق من المصريين في ثمانينات القرن الماضي، وقدموا خدمات جليلة للعراق، لكن الحق يقال ماذا لدى مصر والأردن؟ فهاتان الدولتان تعيشان على المساعدات فكيف لهما يبنيان العراق؟ وخصوصاً وهما تربطهما علاقات دبلوماسية وتجارية واقتصادية مع الكيان الصهيوني، وبالذات مملكة الأردن التي ما برحت تتآمر على الشعب العراقي ابتداء من ارسالها التكفيريين أمثال الزرقاوي المقبور، وتمجيد رموز البعث وقائدهم بطل الحفرة القومي، إلى عقد المؤامرات والمؤتمرات بدعم عربان الخليج من حكام بني سعود وعيال زايد.

فكيف لهاتين الدولتين إعمار مشاريع العراق على مستوى البترول والطاقة الكهربائية وغيرها، ومصر ذاتها تتعاقد مع شركة سيمنس الألمانية لبناء محطات كهربائية عملاقة فيها، فكيف لها بناء محطاتنا؟ ولماذا التعاقد مع سيمنس الألمانية حلال على مصر وحرام على العراق، لولا انبطاح حكومة الكاظمي المؤقتة وخشيتها على بقائها في الحكم وتنفيذ ما تريده أمريكا وهي طائعة ومنفذة لكل ما تمليه عليها!

ولماذا ندفع كل هذه الأموال الطائلة لدولتين هما يتعاقدان مع الشركات العالمية لبناء مشاريعهما ونترك الصين العملاق الذي يبني لنا كل شيء بدون مقابل سوى نسبة من النفط، وبحجج واهية كالإدعاء بإرتهان النفط للصين! وماذا نفعل بالنفط اذا لم يعمر بلادنا؟ وهو يذهب إلى جيوب دول فقيرة لا يمكنها تقديم شيء إلا البحث عن مصالحها كمجانية النفط لهما وتأسيس خط أنبوب النفط من الفاو إلى العقبة ومن خلالها إلى إسرائيل! فهل هناك من عاقل يستبدل اتفاقية الصين واسقاطها وإسقاط حكومة لأجل الغائها، والمجيء بحكومة فاشلة تتعاقد مع دول تعتاش على المساعدات من الدول الأخرى لأجل بقائها، فمالكم كيف تحكمون؟ وأين أصوات المنادين بالوطن؟ فالوطن مستلب الإرادة والخيرات ..

[قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ ۗ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ]

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك