السيد محمد الطالقاني ||
تمكن الاستكبار العالمي, في اكبر واقذر مؤامرة دولية, , وبمساعدة لقطاء وايتام حزب البعث الكافر, وبعض الحاقدين من النواصب في تكريت, والانبار, والفلوجة, والرمادي, والموصل, من تسهيل دخول جيوش الشرك الوهابية, من اتباع معاوية, ويزيد, وابي سفيان, والذين لم يحالفهم الحظ في المشاركة بقتل الامام الحسين عليه السلام في كربلاء, جاءوا اليوم لذبح ابناء الحسين عليه السلام, واعادة واقعة الطف من جديد.
وهنا جاء التسديد الالهي من زقاق شارع الرسول, في النجف الاشرف, لابن الحسين عليه السلام بعد منتصف النهار من ليلة النصف من شعبان ليعلن من جوار الضريح الطاهر لسيد الشهداء عليه السلام, الصرخة التاريخية الكبرى باعلان فتوى الدفاع المقدس عن الوطن والعرض والمال والشرف, فهبت الملايين من انصار الحسين عليه السلام, لنصرة العراق وابعاد الخطر عن اهله, ولبست تلك الجموع الحسينية اكفانها, وحملت موتها على اكفها في سبيل ان لاتدنس ارض العراق, ولايستباح شرف اهل العراق .
لقد تاسس الحشد الشعبي منذ اللحظة الاولى لانطلاق تلك الفتوى المباركة, في ظرف قياسي زمني خرق كل النظم والقوانين العسكرية, وقد غير هذا الحشد المبارك معادلة الواقع من الانكسار إلى النصر, وهزم داعش نفسيا , ليهزمه في الاخير عسكريا.
لقد رسم ابطال الحشد الشعبي صورا للتاريخ لن ينساها الاجيال على مر العصور, فكان حشدا عقائديا يحمل افكار ائمته, ويسير على خطى مرجعيته الرشيدة, وكما وصفته المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف قائلة :
(وهذه المشاهدات الحسية التي نعيشها اليوم مع ابطال وشباب وشيوخ وعوائل تدفع بأبنائها، كلما استشعروا خطراً أكثر زادت عزيمتهم، ولا يبالون عندما يسمعون العدو لديه امكانات هائلة).
فلولا تلك العمامة الشريفة لضاع العراق, فقد استطاعت هذه العمامة ان تعيد هيبة العراق بقضاءها على أكبر مخطط استكباري استعماري في المنطقة, والذي أرادت فيه دول الاستكبار العالمي تمزيق العراق طائفياً وتقسيمه, واشعال الفتن بين أهله, فكانت فتوى الامام السيستاني اطال الله عمره الشريف بمثابة الرصاصة القاتلة لذلك المخطط الاستعماري .
ان هذه العمامة الشريفة اثبتت اليوم لكل العالم, ان نهاية حلم الاستكبار العالمي وحواضنه من دول المنطقة المتمثل بالغزو الداعشي قد انتهى على يدها, وان التاريخ سوف يسجل هذا الموقف لها, لتبقى النجف الاشرف صاحبة القرار النهائي في تحرير مستقبل العراق وتبديد كل احلام الشيطان الاكبر واتباعه.
وليعلم ساسة العراق الذين يتنازعون على ملك هارون, وتقسيم الكعكة, وتاركين العراق واهله يغرق في الكوارث والنكبات, انهم لولا تلك العمامة المباركة لاصبحوا في خبر كان, فليتعظوا قبل فوات الاوان, وليعلموا ان الفتوى لازالت قائمة, والحشد لازال موجودا, فالذي طرد الدواعش لقادر اليوم على ان يقف بوجه الفاسدين,وقد اعذر من انذر.
https://telegram.me/buratha