قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com ||
كان الكاتب البعثي عبد الجبار محسن، إبناً عاقاً من أبناء الأهوار، وقاده تزلفه لنظام صدام، وتنكره للبيئة التي أنجبت، الى أن ينكر وجود سكان الأهوار في أهوارهم قبل الإسلام، فأدعى أن محمد القاسم القائد العربي الفاتح للهند، جلبهم هم وجواميسهم من الهند الى الأهوار!..
يا لخيبته وعقوقه، فقد شتم اباه وجده وفصيلته..
الجاموس موجود في الطبيعة الأهوارية منذ الخليقة، وجدران المعابد ما تزال تحوي رسوما لصيد الجواميس الوحشية، كما تقول الكتابات المسمارية على ألواح الطين، والتي تركها لنا آجدادنا السومريين ..
في بيئة النقاء التي كان يعيش فيها الاهواري السومري، تلفت الإنسان الذي أستوطن تلك البيئة يمنة ويسرة؛ باحثا عن إجابات لأسئلة الخلق والوجود، وعن إستفسارات الحياة التي بقيت بلا إجابات حاسمة، الى ما قبل الف وخمسمائة عام، حينما بسطها الخالق جل في علاه في كتابه المجيد، الذي اختص به نبينا الأكرم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وسلم، "يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍۢ وَٰحِدَةٍۢ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَآءً ۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا"
بقي الأهواري وهو يبحث عن الإجابات التي تفسر له كل شيء، لم يجد غير امتدادات لا متناهية من الماء؛ الذي تسبح فيه قطعان الجاموس الوحشي، وحينما اكتشف ان الجاموس مصدرا مهما للعيش، لاكتناز اثداء اناثه بحليب يحتوي كل عناصر الحياة، بدأ بترويضه وتربيته، وعرف أن ثمة "واهب" لهذه النعمة، ثم اتخذ من الذي "وهب" له الماء والجاموس والقصب، مثابة مهمة ينظر اليها بهيبة وإجلال يستحق التقديس..
ولأنه لمس في هذه المثابة إجابات لأسئلته الحائرة؛ صار لهذا المقدس مكان اكبر من القداسة، فقد استحق ان يكون إلها يعبد!
أبتكر الاهواري النقي السريرة لهذا الاله، (واهب الماء والحياة والفصب والجاموس)، اسماً إستله من "هبة" عناصر الحياة الأربعة هذه، وبالحقيقة فإن الأهواري كان اول موحد على وجه الأرض، فلقد كانوا موحدين بالفطرة، ولو كانوا هنودا كما قال الأهواري العاق عبد الجبار محسن؛ الذي كان يعبد إلها أسمه صدام، لعبدوا البقر والجاموس كما عبده الهنود..
{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } ..
الميثالوجيا الشعبية العراقية، تقول ان مكان هبوط ابونا آدم كان في حافات الأهوار قرب كرمة علي، هناك كانت بدايات الخليقة وبدايات الأديان أيضا..!
وتقول النصوص السومرية، ان الاسم الأهواري لهذا الاله الواحد الأحد القوي هو (مادي) ، (واهب، مانح، عاطي، رازق = مادي باللغة السومرية)، ولان (مادي) إلهاً تتوجب عبادته على الموحدين، فقد أصبح له اتباع او لنقل عباد!!
هؤلاء الذين يعتقدون فيه تلك القوى الواهبة، من اتباع الاله (مادي) اصبح اسمهم (المادان)وفقاً للنصوص السومرية..
ولان الأهواريين كما حالهم اليوم، يقلبون حرف الالف (عينا)، كما حينما يقولون (القرعان) اي (القرآن الكريم) فقد قلبوا الف (مادان) عينا فصارت (معدان).
هل تجدون علاقة بين مفردات (مادي) و(ماندي) و (مادان) و(مندائي) و(معدان)..إذا وجدتم مثل هذه العلاقة، ستجدون تفسيرا لوجود الصابئة المندائيين الموحدين الأوائل، يعيشون عند تخوم الأهوار في جنوب الله، حاولوا ان تربطوا المعلومات المشتتة، وستتوصلون الى فهم أفضل..!
(فسلامن) عليكم سكان الأهوار الأوائل، (سلامن) عليكم أيها (المادان)،و (سلامن)، على من بقي منكم حتى اليوم، مخلصا للقصب والماء والقصب والجاموس، حتى صارت هذه الأقانيم قضيته الاولى.
كلام قبل السلام: لعنة الله (مادي) القوي المقتدر، على صدام وأتباع صدام، من أول حرف في لغة سومر الى آخر حرف في لغة العرب، لعنة الله على الذي جفف الاهوار وشرد (المادان)، ولعنة الله على من يمنع عودة القصب والماء والجاموس الى بلاد سومر.
(سلامن) عليكم أيها المعدان، ولعنة الله على من أنكر حقكم وتاريخكم، ولم ينصفكم من الأولين والآخرين..!
سلام..
https://telegram.me/buratha