السيد محمد الطالقاني ||
النجف الاشرف مدينة المرجعية الدينية العليا, وزعيمة التشييع في العالم ,رجالها رجال ثورة العشرين الذين اذاقوا الاستعمار شر الهزيمة والهوان,ووقفوا وقفت الاسود وهم يدافعون عن عرين امير المؤمنين عليه السلام, هولاء الرجال الذين تربوا تحت منابر الامام الحسين عليه السلام.
فمدينة النجف الاشرف اسود رجالها , قلاع اسوارها, لايدخلها الا من يؤمن بولاية علي بن ابي طالب عليه السلام, كان لها الدور الكبير على مر التاريخ في استنهاض الامة وقيادة الانتفاضات الاسلامية , وفي انتفاضة النصف من شعبان كان للنجف الاشرف دورا كبيرا ومهما من خلال وجود المرجعية الدينية العليا فيه.
فقد بدأت الانتفاضة الشعبانية في النجف الاشرف يوم الاحد 16 شعبان الموافق 3 اذار ، من دورة صحن الإمام علي عليه السلام في الساعة الواحدة وخمس واربعون دقيقة بعد الظهرعلى شكل مجاميع تحمل مكبرات الصوت, تحث الناس على نزع ثوب الخوف, والخروج ضد النظام الظالم, ثم انضم إليهم الآلاف من ابناء مدينة النجف الاشرف وزائري الامام علي عليه السلام الذين كانوا متواجدون للزيارة في تلك اللحظة.عندها قامت مجاميع من امن النظام ولقطاء البعث بتطويق التظاهرة واطلاق الرصاص الحي من اجل ايقاف المد الجماهيري , لكن الجماهير دائما اقوى من الطغاة , فقامت الامة المنتفضة بالهجوم على قوى الامن والبعث بالسكاكين والأسلحة الخفيفة، مما ادى إلى انسحاب فلول البعث الكافر تاركين قتلاهم وراءهم .
هذا التراجع والانسحاب الامني زاد حماس الجموع الغاضبة ، وجعلها اكثر اصراراً على المضي وملاحقة فلول النظام .
بعد ذلك واصلت الجموع الغاضبة تقدمها باتجاه شارع الإمام الصادق (عليه السلام)،حتى وصلت الى اقذر مكان امني بعثي داخل مدينة النجف الاشرف وهو السراي, الذي عذب فيه الكثير من الشباب الرسالي واصحاب الحركات الاسلامية , ودارت معارك شرسة هناك بين عملاء البعث ورجال الامن من جهة وبين رجال المقاومة الشعبانية من جهة اخرى استطاع فيها المقاومون من السيطرة على مقر السراي وهلاك كل من كان في داخله من لقطاء البعث الكافر , وتم اخراج المعتقلين فيه وتحريرهم من ظلم وبطش البعث الكافر.
كما تجمع عدد من قوات الجيش والأمن والبعثيين في جامع الطوسي فهاجمهم الثوار وطردوهم من الجامع باتجاه مقبرة وداي السلام.
عند ذلك تحركت كل مفاصل مدينة النجف الاشرف القديمة حيث سيطر ابناء تلك الازقة والشوارع في المدينة القديمة على مقرات البعث الكافر والمؤسسات الامنية, كمركز الغري, ومديرية المخابرات ,ومركز تدريب النجف الاشرف العسكري, حتى سيطر بذلك المنتفضون على كل حدود مدينة النجف الاشرف القديمة .
وهنا بدا التنظيم الذاتي للمنتفضين من اتخاذ صحن الامام علي عليه مقرا للانتفاضة حيث التحق العشرات من الضباط المنتفضين ليشكلوا تنظيما عسكريا لسير الانتفاضة.
ثم تقدمت الجماهير المنتفضة باتجاه ثورة العشرين نحو شارع الكوفة وذلك في يوم 17 شعبان/ 4 آذار حيث كان لقطاء البعث يتحصنون في بناية غرفة تجارة النجف الاشرف فكان لهم الشباب الرسالي بالمرصاد وبعد معركة شرسة استطاع الثوار من هزيمة البعثيين لتتقدم المسيرة باتجاه مقر الحزب قرب مكمة النجف الاشرف, حيث كان افراد الامن يتحصنون بها, فدارت معركة قوية استطاع المجاهدون من تحرير البناية قبل اذان الظهر من ذلك اليوم.
ثم انطلقت الجماهير باتجاه مديرية امن النجف، وتمكنوا بعد نصف ساعة من المعارك من دخولها والسيطرة عليها، واطلق سراح المعتقلين فيها , والاستيلاء على الالاف الوثائق الخاصة بالمعارضين من تقارير واشرطة فديو تعكس الروح الاجرامية لحزب البعث الكافر تجاه ابناء العراق.
بعد ذلك تقدمت الجماهير وبسرعة فائقة باتجاه مبنى محافظة النجف وتم الاستيلاء عليها حتى اصبحت مدينة النجف الاشرف باكملها تحت سيطرة الثوار الساعة الثالثة من عصر يوم الاثنين 17 شعبان/ 4 اذار.
https://telegram.me/buratha