المقالات

الأنتخابات..نحو تأجيل التأجيل..!

1650 2021-03-24

 

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

قررت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، يوم الثلاثاء 23/3/2021، عدم مشاركة الجالية العراقية في الخارج؛ بالانتخابات التشريعية، المزمع إجراؤها في العاشر من تشرين الأول المقبل من العام الحالي.

المفوضية بررت قرارها بأنها واجهت عدة معوقات، فنية ومالية وقانونية وصحية/ أهمها أن إكمال عملية تسجيل الناخبين العراقيين في الخارج، بايومترياً بمراحلها كافة، تحتاج الى (160) يوماً تقريباً في الظروف المثالية، بينما المدة المتبقية هي (40 يوماً) فقط"..ايباخ..وين جنتوا؟!.

في هذا الصدد فإن "قانون انتخابات مجلس النواب العراقي رقم (9) لسنة 2020، نص على أن (يصوت عراقيو الخارج لصالح دوائرهم الانتخابية باستخدام البطاقة البايومترية حصراً)".

قدمت المفوضية سببا آخرا لتدعيم قرارها، وهو أنها رأت أن "إجراء العملية الانتخابية في أماكن غير خاضعة للسيادة العراقية، يجعلها خاضعة لقوانين تلك الدول، ولا ولاية للقضاء العراقي على المخالفات والتجاوزات، التي قد تحصل خلال إجراء العملية الانتخابية، (لعد أشلون أجريت الأنتخابات السابقة؟!)!

إضافت المفوضية أن ارسال موظفي المفوضية الى دول أخرى، في ظل الظروف الصحية الحرجة، المتمثلة بانتشار جائحة كورونا يعرض سلامتهم الى الخطر، وهو ما أوضحته الأمانة العامة لمجلس الوزراء وفقاً لقرار اللجنة العليا للصحة والسلامة رقم (11) لسنة 2021".

الحقيقة أن قرار المفوضية؛ يمتلك المبررات المعقولة لإصداره، بيد أنه يصطدم بعقبة قانونية مهمة، وهي انه كان على مفوضية الأنتخابات، أن تذهب الى مجلس النواب لتعضيد قرارها بقانون، إذ انها لا ولاية لها على أصوات العراقيين، وليس من حقها تحت أي مبرر حرمانهم من حقهم الدستوري، أو إلغاء الإنتخابات كلا أو جزءا، حتى وإن كان لقراراتها قوة القانون، فإن ذلك لا يعلو على الدستور قطعا، وهو الكافل الأقوى بحق المواطن بإنتخاب من يمثله، فضلا عن أن واجبات المفوضية وقراراتها، تتعلق بأمور تنظيمية وليس بأصل العملية الأنتخابية.

عدم إجراء عملية إقتراع الخارج، والأسباب الموجبة التي قدمتها مفوضية ألإنتخابات؛ لقرارها الذي يفتقر الى سند قانوني، يؤكد ما ذهبنا اليه أن إنتخابات تشرين أول القادم لن تجرى في موعدها، بعدما جرى تأجيلها للمرة الثانية مع أنها إنتخابات مبكرة، وكان بين التأجيل والتأجيل ستة أشهر، اي أن مجموع التأجيلين كان سنة كاملة، لا سيما أن الأسباب التي ساقتها المفوضية لإلغاء إقتراع العراقيين في الخارج، ستضل قائمة لفترة طويلة، إذ لا يعلم أحد متى ستنتهي جائحة كورونا، ويمكن بسهولة للمفوضية إن تستخدم ذات الأسباب والذرائع، لتأجيل الأنتخابات للمرة الثالثة، وربما للمرة العاشرة؟!

ثمة ملاحظة تعزز هذه القناعة، هي ان جهود الحكومة في مقاومة الجائحة ليست مرضية، ولغاية اليوم لم يبدأ برنامج تلقيح واسع، وليس متوقعا أن يشرع به في وقت قريب، فضلا عن عدم شفافية موضوع توفير اللقاح، إذ ليس هنالك معلومات واضحة ومعلنة عن عقود شراء اللقاح ومواعيد تجهيزه.

الإصابات في العراق تعدت عتبة ثمانمائة الف إصابة، وهي في تصاعد مستمر، وحينما يحين موعد إنتخابات تشرين اول، ستكون الإنتخابات "بطرا"!

ثمة أطراف عديدة من مصلحتها تأجيل الأنتخابات، فالحكومة تريد أن تبقى وتتمدد، وتشاطرها في هذا الرغبة أغلب القوى السياسية، وخيار تأجيل الأنتخابات الى موعدها الدستوري في ايار 2022 يبدو خيارا واقعيا، وسنكتشف أن كل الذي جرى منذ إندلاع إحتجاجات تشرين، وإقالة عبد المهدي، وتشكيل حكومة بديلة، كان سلسلة أخطاء بنتائج كارثية، دفع ثمنها المواطن ، أمنا وحياة ومستقبلا، وأن ما جرى كان كبوة لن نستطيع النهوض منها بدون خسائر!

في إسرائيل هذا الكيان الذي يعيش بقلق دائم، أجريت خلال سنتين فائتتين أربع عمليات إنتخابية، آخرها أجري قبل يومين، وكان أحد وسائل تشجيع الناخبين هناك على المشاركة، أن حكومة نتن ياهو، نجحت في تطعيم نصف السكان لغاية يوم الإقتراع!

كلام قبل السلام: ثم أن الإنقلاب الناعم لم يستكمل بعد مفرداته، فهل ستجرى إنتخابات ايار 2022 في موعدها..!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك