المقالات

محنة سرحان..!

1338 2021-03-24

 

منهل عبد الأمير المرشدي||

 

أصبح المواطن العراقي أسيرا لحالة الشعور بالخيبة والخذلان بعدما انحسرت آفاق التغيير أو الخلاص من سباق اللصوص المتمثلة بالكتل السياسية بعدما تحولت الفوضى إلى بديهة معتادة والفساد إلى مؤسسة ودولة وحيتان الفساد والفاسدين إلى فراعنة وسلاطين من أصحاب الفخامة والسيادة والمعالي.

 من يتابع سير الحراك السياسي في العراق وطبيعة الخطاب الفوضوي ومساحة النفاق التي تؤطر وجوه القوم في مجلس النواب والحكومة والرئاسات يدرك جيدا أن الخلاص منهم أمر ليس بالهيّن وأن وضع المواطن العراقي أصبح مصداقا لحالة الحاج سرحان الذي تجاوز عمره السبعين عاما وهو يشكو بؤس الحياة مع زوجته فرعونة التي مضى على زواجه منها أكثر من أربعين سنة دون أن يرتاح يوما حيث يعاني منها فهي سليطة اللسان كثيرة المشاكل حتى إنه لا يستطيع طلاقها كونه سجّل البيت وكل ما يملك باسمها لعلها تصلح وتقنع من دون جدوى فقرر أن يهرب منها بأي وسيلة كانت حتى لو كانت دخول السجن .

بعد ليلة من التفكير العميق في ظل الرعب الذي يعيشه سرحان في أحضان الدولة العميقة توصل إلى فكرة التورط بتهمة سرقة أحد المصارف لعلهم يسجنونه ويرتاح من زوجته فرعونة .

 توجه إلى أحد البنوك القريبة من بيته وحال دخوله المصرف توجه إلى أمين الصندوق وسلّمه ورقة مكتوباً فيها: ( أعطني كل ما موجود أمامك من النقود بدون نقاش فأني أحمل مسدسا ولا تدفعني لقتلك ) .

 اِستجاب الموظف على الفور وجمع خمسين مليون دينار من الأوراق النقدية وسلمها له .

استلم سرحان النقود وذهب إلى صالة الانتظار في المصرف وجلس مع الناس متعمدا لحين حضور الشرطة .

 تماما وكما خطط وتوقع وصلت الشرطة بعد دقيقة واحدة وألقوا القبض عليه بتهمة السطو المسلح واقتادوه إلى التوقيف حيث لم يبقَ كثيرا هناك حتى تم عرضه على القاضي .

لاحظ القاضي أن سرحان يتحدث بصعوبة ويبدو عليه الاصفرار فبعثه إلى الطبيب للفحص فتبين أنه يعاني من عجز في القلب إضافة إلى مرض السكري فضلا عن كونه كبيرا في السن. فقرر القاضي وانطلاقا من الجانب الإنساني حبسه خمس سنين في بيته وبإشراف زوجته فرعونة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك