رياض البغدادي ||
عجبي من انسان يسعى الى تحرير نفسه ، ويعلم جيداً معنى الظلم ، كونه احد ضحاياه ،و ذاق مرارته ، و بالوقت نفسه يأمر الاخرين بأن يسكتوا على سلب حقوقهم ، والقبول بالامر الواقع!!
طيب لماذا انت لاتتقبل الامر الواقع وتسلم نفسك الى الظَّلَمَة الفَجَرَة الذين سلبوا حقوقك ؟
كيف تسمح لنفسك ان تطلب من الفلسطينيين ، بأن يتقبلوا الاحتلال الصهيوني الذي ، احتل ارضهم ، وانتهك مقدساتهم ، وتجاوز على حرماتهم ، وسلبهم حريتهم ، ولم يترك موبقة ولا جريمة الا وفعلها بهم ..
كيف يمكن لك ان تقنعني انك تطمح للحرية وبالوقت نفسه ، تستكثرها على الآخرين ؟
يجادلني احد العراقيين من قليلي الثقافة والاطلاع ، بأن الموروث الروائي الشيعي ليس فيه ما يثبت اهتمام الائمة عليهم السلام بالبيت المقدس ، وبعد ان أثبتُّ له ، وبالدليل كذب من أخبره بذلك ، لم يُسَلِّم ، وتمسكَ بأن القضية الفلسطينية ليست قضية شيعية ، ووقوف الشيعة مع الحق الفلسطيني له دوافع سياسية ...!!
ترى هل يعلم هذا العراقي ، وغيره ممن يستكثر على الشيعة وقوفهم مع الفلسطينيين ، ان القضية الفلسطينية قضية انسانية ، سواء كان لها تراث في الموروث الشيعي او لم يكن ؟
هل يعلم عن الكم الهائل من الشعوب والمنظمات والجمعيات الحقوقية والانسانية في دول العالم التي تقف مع الفلسطينيين في قضيتهم العادلة ؟
وهل يعلم ان الشيعة بالذات ، اولى الناس بالوقوف مع الحق الفلسطيني ، لانهم يستمدون ذلك من ثورة الحسين عليه السلام .. ؟ الحسين الذي علمهم ان نصرة المظلوم واغاثته اصل من اصول الدين ، فالعدل الذي نعتقد به اساس هذا الكون وضمان بقاء ملكه ...
انتبه ايها الشاب العراقي الحر ، ولا تجعل من عقلك ساحةً ومكبّاً لنفايات الإعلام المغرض ، الذي يروج للاستسلام والذل والخنوع ، هذا الاعلام الذي يريد سلبك ارادتك وانسانيتك ، انتبه للضياع الذي انت فيه ، وتمسك بما تبقى من فطرتك النقية ، واسترجع قدرتك على التفكير ، والبصيرة التي فرطت بها في زحمة هذا الانفلات الكارثي ، الذي تشهده منظومة القيم والاخلاق ...
انتبه الى اهداف الحركة الصهيونية التي تذلك كل يوم ، بل كل ساعة ودقيقة ، وتعلن بكل قبح واصرار انها تسعى الى احتلال ارضك ، لتحقيق حلمها بدولة تمتد من الفرات الى النيل ، وتجعل من هذا الهدف شعاراً يمثل دولتها اللقيطة ، في عَلَمٍ بخطين ازرقين ، يمثلان نهري الفرات والنيل ، تتوسطهما نجمة سداسية ، تمثل البلدان الستة التي تريد احتلالها اضافة الى دول الشام الاربع ، مصر و العراق ؟
لاحظ جيدا وانتبه الى الكم الكثير من القضايا ، التي كنت مخطئاً في تقديرها وفهمها ، حاول ان تتقبل الحقيقة ، وتعترف بخطئك ، لترجع الى انسانيتك التي اصبحت في مهب الريح ...
اقول للشاب ( العشريني ) المغرر به .. كان ادعاؤك بعدم وجود تراث شيعي ، يبرر تمسك الشيعة بنصرة الحق الفلسطيني ...
ترى !!
هل تعلم ان الشيعة وعلماءهم وقفوا مع الهند في ثورتها ضد الاحتلال البريطاني ؟ فهل يتوجب ان تكون لدينا احاديث عن المعصومين لكي ننصر الشعب الهندي في قضيته العادلة ؟
وهل كان لدينا احاديث لنصرة الشعب البوسني في قضيته وتحرره ؟ وهناك العشرات من القضايا التي وقف فيها الشيعة وعلماؤهم ، مع حق الشعوب ، ونصروا قضاياهم العادلة في كل بقاع العالم ، ولم يكن هناك ولو حديث واحد عن المعصومين ، يذكر تلك الشعوب او اوطانهم ... لكنهم تواصوا بالحق فنصروه .
واخيراً اود ان اقول لك ايها الشاب المغرر به ، بأن العاقبة والذكر الحسن سيبقى للاحرار ، وما نصيب الاذلاء الخانعين الا مزيد من الذل والهزيمة والسقوط ، وما مصير أنور السادات عنا ببعيد ..
https://telegram.me/buratha