المقالات

تجربتي في المانيا


 

رياض البغدادي ||

 

نشرت اليوم فديو يظهر عورة من عورات الثقافة التي يعيشها المجتمع الغربي، وكان الحديث يدور حول تبعات انسلاخ المجتمع عن دينه ومعتقده الذي يربطه بالله تعالى، وقد علق الاصدقاء الكرام على ذلك الفديو ،فمنهم الموالف ومنهم المخالف ،وكان من جملة التعليقات التي لفتت انظاري هو التعليق التالي الذي كتبه الصديق العزيز الدكتور والمستشار القانوني حسين الانباري ،وهذا نص كلامه :

«سؤال شاغلني  .. لماذا يهاجر المسلم إلى دول الكفار ويستقر فيها وينعم بخيراتها ويحصل على جنسيتها بعد ترديد قسم الولاء والطاعة والإخلاص لها ،اذا كانت هذه الدول بكل هذا السوء والإجرام ، لماذا لا يهاجر إلى الدول الإسلامية وهي كثيرة وفيها خيرات و فيرة ،لماذا يهرب منها إلى الغرب المدني المجرم ؟ »😕

وبما اني احد المقيمين في الغرب واكتسبت الجنسية الالمانية التي لا تجبرني على ولاء ولا طاعة سوى الالتزام بالقانون ، لذا فكذبة الولاء والطاعة هذه من الاشاعات التي لا قيمة لها ، بل ولا تستحق الرد ، اما اجابتي على سؤال دكتور حسين فكان بشيء من التفصيل وهو كما يلي :

اولاً  /  هل الغرب سيّئ ولا يمكن العيش فيه للمسلم ؟

الجواب : هو ان المسلم الذي يستطيع المحافظة على دينه وثقافته واخلاقه ، لا اشكال في اقامته في الغرب ،وقد افتى مراجعنا بذلك .

ثانياً /  هل هناك سبب يستوجب هجرة المسلم من بلده الى بلاد الغرب ؟

الجواب : نعم فالغرب فيه التقدم التكنولوجي والوفرة في الخدمات والاقتصاد المتين والتقدم الصحي وقوة القانون، وهذه كلها او معظمها مفقودة في بلادنا .

ثالثاً /. هل الغرب يدين الله بديانة محافظة مثل ديانة الاسلام ؟

الجواب : قطعاً ان الغرب ليس لديه دين ، الا ما رحم ربي ، والناس تعيش في تفكك اسري وكآبة نفسية وعزلة اجتماعية ، والحياة فيه للمسلم جحيم لا يطاق ، ولهذا ، فالمسلم لا يندمج معهم ، وهم ايضاً ليس لديهم القدرة على التقرب من احد ، سواء فيما بينهم ، او بينهم وبين المسلمين ...

والمسلمون في الغرب يكوّنون مجتمعاتهم الخاصة بهم ، فالعوائل والأُسَرُ تتزاور فيما بينها ، ولديهم نشاطاتهم الدينية والثقافية الخاصة ، والحسينيات والمساجد، والجمعيات الثقافية عامرة ، ولديهم الحرية الكاملة في اقامة تلك النشاطات ، ولهذا فالسعيد الوحيد في الغرب هو المسلم فقط ، لانه حصل على ما فقده في بلده الأم من تقدم وخدمات وصحة وتعليم ، ولم يخسر دينه وثقافته  ، طبعاً هذه هي الحالة العامة ،ولا تخلو من استثناءات ..

رابعاً /. هل يرغب المسلم ان يرى بلده الأم بمثل هذا النعيم الذي يعيشه هو في الغرب ، او بالأحرى، هل يرغب ان تنتقل التجربة الغربية الى بلده الأم ؟

الجواب : قطعاً نحن نرغب ان تعيش بلداننا التقدم التكنولوجي ، والتعليم والصحة والخدمات ، لكننا نرفض رفضاً قاطعاً ، ان تنتقل الثقافة الغربية الى بلداننا، فوفاءً لعراقنا الحبيب ، نرفض رفضاً قاطعاً ان تنتقل سلبيات الغرب الى بلدنا ، فنحن بكثير من الصعوبات والجهاد المتواصل استطعنا بتوفيق الله ، ان نبعد تأثير الثقافة الغربية عن بيوتاتنا...

لكن اذا اصبحت الثقافة الغربية هي السائدة في العراق ، فهذا يعني انهيار القيم الروحية ، وسينتهي الاسلام في بلادنا ، ويصبح وجوده شكلياً ، كما هو الحال في تركيا قبل عودة حزب اردوغان الاسلامي ، الذي اعاد الكثير من تراث الاسلام بعد ان كاد يندثر بسبب تطبيق العلمانية الغربية .

نعم .. انا اعيش في الغرب ، واتمتع برخائه وخدماته والحمد لله رب العالمين ، ومحافظ على ديني وثقافتي بتوفيق الله ، ومتى ما تأكدت ان وجودي في الغرب مخاطرة على الدين ، سوف انتقل الى الدول الاسلامية التي احافظ بها على ديني ...فالانسان بلا عقيدة ودين يصبح مجرد قرد مبتهج بوفرة اشجار الموز في الغابة ..

اما لماذا احذر العراقيين من الثقافة الغربية ، واستنساخ تجربتهم العلمانية ، فهذا جزء من تكليفي الشرعي الذي يوجب عليَّ ان انبه ابناء بلدي على مخاطر الثقافة الغربية ، التي عشت تجربتها ..

يجب ان اقول لهم ، ان الغرب فيه سلبيات ، لا اريدكم السقوط في مهاويها ، وفيها ايجابيات عليكم ان تسعون الى تطبيقها .. انقلوا العلم ، التزموا بالقانون ، تمسكوا بالتقدم ، لكن احذروا ان تنقلوا العلمانية التي تبعدكم عن دينكم ، احذروا الفسق والفساد واللواط والزنا وغيرها من سلبيات الثقافة الغربية ، التي رأيناها بأم اعيننا .. فكم من عجوز ساهمنا بدفنها مع عمال البلدية لان اولادها مرتبطين بأعمال ولا يستطيعون حضور دفنها.. وكم من طفل بريء يصحو منتصف الليل، نسمع صراخه بسبب الخوف لان امه تركته نائماً وخرجت مع اصحابها لقضاء سهرة ليلية ..وكم من فتاة دون العشرين تنتحر لأن صديقها اختار ان يتركها، فلا تجد أمّاً تمسح دمعتها او اختاً تواسيها ، وكم من طفل يهرب الى دور الرعاية بسبب العنف الاسري ... وكل هذا ،لا تجد من يحاول مجرد انتقاده ،ذلك لان الحرية العلمانية اعطت لكل واحد الحق في ممارسة حريته وتمشية حياته بالطريقة التي يريدها ، فلا رحمة ، ولا عاطفة ، ولا دين ، ولا عقيدة ...

( هوش الله بأرض الله )

بعد هذا الذي عرضته عليكم بكل صدق وأمانة ..

ترى.. هل يحق لنا ان ننصح ابناء بلدنا ونعرفهم بسلبيات الثقافة العلمانية التي لا ينقلها لهم أحد ؟

ام اننا يتوجب علينا السكوت لينزلق بلدنا الى التيه والضياع الذي يعيشه المجتمع الغربي ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك