مهدي المولى ||
المعروف ان الشعب الإيراني شعب حضاري وصاحب تفكير عقلاني فكان رحم لكل الحركات الفكرية والإصلاحية والتجديدية في المنطقة فكان الشعب الحضاري الوحيد الذي اعتنق الإسلام وأمن به بقوة ودافع عنه وحماه ولولا الشعب الإيراني لضاع الإسلام وتلاشى وهذا يعني لولا الإسلام لاندثر العرب ولم يعد لهم وجود فهم الذين صنعوا العرب فجعلوا منهم أمة بعد إن كانوا أعرابا حيث صنعوا لهم لغة وحضارة وثقافة خاصة بهم كان ذلك بفضل اعتناق الفرس للإسلام فالفرس احترموا وقدسوا العرب من خلال احترامهم وتقديسهم للإسلام قدسوا القرآن الكريم وقدسوا لغته وهي اللغة العربية وحموها ودافعوا عنها أكثر من لغتهم الفارسية وقدسوا الرسول وأهل بيته ومحبيهم أكثر بكثير من زعمائهم الفرس بحب وصدق وإخلاص وإيمان عميق لازال الفرس يرون في العراقي إنسان محترم ومقدس يتنافسون على استقبالهم والترحيب بهم وتقبيل أيديهم.
ولعب الإسلام دورا كبيرا في بقاء الأعراب الأتراك أي بدو الجبل وبدو الصحراء رغم ان هؤلاء لم يرتفعوا الى مستوى الإسلام بل أنزلوه الى مستواهم وفرضوا مستواهم على الإسلام والمسلمين و بالتالي شوهوا صورة الإسلام وكانوا وراء كل ما حدث من جرائم وموبقات ووراء كل الأدران والشوائب التي أساءت للإسلام وشوهت صورته وحولته من قائد ومساهم في بناء الحياة وسعادة الإنسان الى قائد ومساهم في تدمير الحياة وشقاء الإنسان.
فالشعب الإيراني استقبل الإسلام بحب وإيمان رغم إنه أسقط دولتهم إمبراطوريتهم لم ينظروا أليه كدين احتلال وغزو بل كانوا يعتقدون إنه دينهم ليس هذا فحسب بل كان أي الشعب الإيراني ينظر الى الأعراب الذين يحملون الإسلام نظرة احترام وتقديس حتى الآن على خلاف بدو الصحراء او بدو الجبل فهذه الشعوب رغم اعتناقهم للإسلام إلا إنهم ينظرون الى الإسلام دين احتلال ويرونه السبب الرئيسي في تخلفهم وتأخرهم لا يدرون ان الإسلام هو السبب في بقائهم ولولا الإسلام لما وجدنا لا أعراب ولا أتراك ولا أكراد على الأرض.
رغم ان الشعب الإيراني كان يملك حضارة راقية وأديان مختلفة وحركات فكرية تستهدف التطور والتجديد وعقليات حرة متنورة لكنه تخلى عن كل ذلك واعتنق الدين الإسلامي بقوة وإيمان وأتخذه منطلقا ومنبعا ومصدرا لبناء حياة حرة وإنسان لم تحدث فيه أي حركة ارتداد عن الإسلام وقيمه الإنسانية الحضارية بل حدثت الكثير من الثورات والانتفاضات الإنسانية الحضارية ضد تسلط بدو الصحراء او بدو الجبل الذين لم يرتقوا الى مستوى الإسلام بل أنزلوه الى مستواهم المتخلف وفرضوه بالقوة على المسلمين على أساس إنه الإسلام.
ومع ذلك كان للإسلام فضل كبير في بقاء هؤلاء البدو سواء بدو الصحراء أي الإعراب او بدو الجبل أي الأتراك ومنحهم القوة وجعل منهم ملوك وخلفاء وسادة على العالم رغم أنهم كما قلنا شوهوا الإسلام وفرضوا مفاسدهم وحشيتهم على الإسلام حتى كادوا ينهوا الإسلام تماما ويقبروه و اتهموه بدين احتلال ودين ذبح وقتل ماذا حصلنا من الإسلام هذا هو صوت بدو الجبل وبدو الصحراء ودعوا الى قبره.
لكن استمرار تمسك الشعب الإيراني بالإسلام وبقيمه الإنسانية الحضارية منع أعدائه من إزالته والقضاء عليه ويخمدوا جذوته ويطفئوا شعلته بحجج مختلفة وإدعاءات ملفقة كاذبة واعتقد الكثير من هؤلاء إن الإسلام وصل الى نهايته ولم يعد صالحا للحياة.
لكن الصحوة الإسلامية التي انطلقت في إيران بقيادة الإمام الخميني ونجاحها الباهر وتأسيس الجمهورية الإسلامية في إيران بددت ظلام ووحشية بدو الجبل وبدو الصحراء وطهرت وحررت عقول المسلمين من قيم وعادات الاستبداد والعبودية وبرزت الصورة الحقيقية للإسلام والمسلمين دين المحبة والسلام دين الحضارة والقيم الإنسانية وهكذا أثبت أن هذا العصر هو عصر الإسلام وبداية انطلاقته الثانية وكانت تحقيقا لنبوة رسول الإسلام.
ومن هذا يمكننا القول ان الصحوة الإسلامية بقيادة الأمام الخميني كانت الانطلاقة الثانية للإسلام التي تنبأ بها الرسول وهو يخاطب بعض عناصر الفئة الباغية التي تظاهرت بالإسلام وبدأت بالكيد للإسلام والتي بدأت تسخر بالمسلمين الصادقين المخلصين وتحتقرهم فرد عليهم ستبدا صرخة الإسلام من أرض هؤلاء وسيطهرون الإسلام من الشوائب والأدران ويحررون عقول المسلمين وسيعود الإسلام قوة رئيسية في بناء الحياة الحرة وخلق الإنسان الحر.
https://telegram.me/buratha