زيد الحسن ||
يؤكد الفلاسفة ان المصلحة الفردية هي الدافع الاساس للإنسان ، لكن التصرف بدافع المصلحة الفردية لايعني بالضرورة ان تكون كل حياتنا مرتكزه عليها ، بل يمكن تحفيز السلوك البشري بالقدر نفسه عن طريق الاعتبارات الاخلاقية و مساعدة الاخرين .
اولى الازمات التي تعصف بالعراق حاله حال كل بلدان العالم هو جائحة كورونا ، هذا الوباء اللعين الذي عصف بارواح الملايين من البشر مع عجز تام عن امكانية ايقافه والخلاص منه ، فهو وباء يهدد حياة الانسان و ينقله الى عالم الاخرة خالِ اليدين فلا يأخذ معه الانسان للعالم الاخر سوى اعماله ، اليوم نرى بوضوح العجز العالمي لمكافحة الوباء ، وحتى تلك الاخبار ذات الطابع المفرح التي نسمع بها عن توفر لقاحات و علاجات لاتسرنا نحن العراقين ، لاننا على علم تام ان اللقاحات لن تصل الينا الا اذا كانت نافذة المفعول .
الازمة الاخرى هي عودة تكالب قوى الشر ، واستغلال تشتت العراقين و بعثرتهم تدق ناقوس الخطر بعودة الارهاب والارهابين الى بلدنا ، ولو حصل هذا لاسامح الله تكون دماء الشهداء الذين ضحوا بانفسهم من اجل اخراج داعش قد ذهبت سداً ، ومن باب الوفاء و رد الجميل علينا ان نحافظ على ثمرة ما اريق من دماء زكية ولا نسمح ان تعود لنا تلك الايام السوداء البشعة .
ازمة اخرى كبيرة لانرى لها حل وهي تنازع الاحزاب فيما بينها و فرض الارادات والهيمنة على القرارات ، ودق اسفين الخراب مع اقليم كوردستان ، و شرذمة القرار السياسي الموحد ، مما يعطي طابع ضعف كبير و يسمح بتدخل دولي في شؤوننا وكأننا دخلنا ضمن طموحهم ونفذنا خطتهم التي تقول ( فرق تسد ) فهاهم يفرضون سيادتهم علينا و علنا وبلا خوف .
ازمة اخرى لم نلتفت لها وهي ازمتنا نحن كشعب ، لقد فقدنا الحس الوطني والرغبة في حياة امنة مطمئنة تحت سقف الوطن ، و رمينا خلفنا كل الثوابت التي كنا نعتقد بها اتجاه الوطن ، بعد ان رأينا اننا اصبحنا على هامش الحياة ولا قيمة لنا في اعين ساستنا ولا سامع لصوتنا وصدى عويلنا احد غير الجدران ، و اذان ساستنا صماء ونظراتهم لنا شزراء ، نعم انها ازمة حقيقية ، واعادة الثقة بيننا باتت مستحيلة .
لو تعلمون ان اسم العراق مهم جدا للعالم لوافقتم على ما ادعوكم له ، ادعوكم لنكران ذات ولفتح صفحة جديدة ناصعة بيضاء نكتب بها ملحمة اسطورية لرغبة البقاء بعنفوان ، نعم نستطيع فعل هذا مادمنا نمتلك تلك المقومات المساعدة لفعل هذا ، لدينا حكومة تكاد تكون حكومة تشكلت سواء برغبتنا ام رغما عنا ، فلنراقبها وندعوها للعمل بمصداقية ، وعليها تنفيذ متطلبات الشعب ، الان فقط علينا التكاتف ومعرفة حجم التحديات ، والعمل من اجل اسم العراق ومن اجل المصلحة العامة ، وسنحصد ثمار هذا العمل باذن الله .
https://telegram.me/buratha