د. باسم دخيل مراد ||
لايستحسن في أدبيات الكتاب الثناء على رجل لجمال وجهه او لاناقة ملبسه او لطيب عطره او لكثرة ماله او لعذوبة لسانه , وليس من الموضوعية المدح او القدح على الهوية والانتماء لهذا العرق او لذاك المذهب بعيدا عن منتج الممدوح الانساني والاخلاقي والمدح بلا تجريب تملق والقدح بلا اختبار تعسف ويمكن ان يتخذ من قول ابن المقري :
لا تَمدَحَنَّ اِمرأً حَتّى تُجرِّبَهُ وَلا تَذُمَّنَّهُ مِن غَيرِ تَجريبِ.
معيارية لتقييم الاخر , وان كان شعر ابن المقري يتعلق بالمدح او الذم الشخصي المجرد وهو غير حسن بنفسه انما يحسن مدح الجزئية الايجابية في الرجال فقد تكون لدى رجل ما جوانب اخرى غير ممدوحة ولكن الانصاف يقتضي ابراز الجهة المشرقة لديه بسبب تاثيرها في صناعة الوعي المجتمعي.
من هؤلاء الرجال الذين يشار اليهم بالاحترام اعلامي ومدون عراقي اسمه اسعد البصري .
لايوحي مظهر الرجل انه من الاسلاميين المنتظمين في صفوف الاسلام السياسي الشيعي ولم يدرس في حوزة النجف او حوزة قم ولم يكن وكيلا او معتمدا لاحد مراجع الطائفة او حفيدا لهم , فالرجل من ابناء البصرة البسطاء ويعيش في بلاد المهجر بعدما ضيق عليه صدام حسين العيش في بلاده مثله مثل الالاف من العراقيين الذين اكتضت بهم المنافي ولذلك لايستطيع احد ان يقلل من قيمة اطروحاته ورصفها ايدلوجيا وعدّها نتاجا طبيعيا للبيئة التي ينتمي اليها فيدافع عن هذه البيئة ومكوناتها بحكم انتمائه لها او انه ينتظم عسكريا مع احد فصائل المقاومة او ينتمي حزبيا الى احد التنظيمات الحزبية الشيعية فالرجل من هذه الجهة سني المذهب ولايزايده احد على تسننه وهو عراقي الهوية والانتماء ولايزايده مزايد من الوطنيين المعاصرين على وطنيته وعراقيته.
ليس بيني وبين الرجل قرابة وليست بيني وبينه معرفة سابقة ولا لاحقة سوى انني تابعت له في موقع اليوتيوب بعض رسائله الواعية , وهذا يعني انني لااثني على الرجل لشخصه بالاستقلال عن منظومته التوعوية فحياته الشخصية هو المسؤول عنها وانما اريد ان اركز من خلاله على ظاهرة وجدته يترجمها في مدوناته , ظاهرة الوعي التي يبرزها كمعطى انساني وثقافي وسياسي واجتماعي مميز تفوق في ابرازها على كثير من الرجال الذين امضوا احقابا طويلة من اعمارهم في التنظيمات السياسية الاسلامية وشربوا الثقافة الاسلامية من المصب والمنبع , ولهم سابقة في السياسة تناهز عمر اسعد البصري او اكثر من عمره , الا ان كثيرا منهم لم يتلوث فقط بل اخذ يلوث النهر الذي يستقي منه المسلمون لاسيما العراقيون , وتهاوى بعضهم امام الشبهات وسقط اخرون في شراك الدولارات فاخذوا يدعون للدولة المدنية وتجزئة الحشد وتشطير الحوزة العلمية فيما ان امثال اسعد البصري تصدى لازالة الشوائب التي اخذ يرميها هؤلاء في سواقي الوعي.
ينتصر للحشد الشعبي حين يخذله بعض الاقارب , ويحزن على قادة النصر والشهادة وكانه عاشرهم في خنادق الجهاد الكفائي , ويفتخر بالمجد الذي حققه الامام الخميني للمسلمين كل المسلمين ولم يدع سنيّته تحجب هذا الالق والضياء الخميني عن قلبه ووعيه , ويتجمل بانجازات الامامين الخامنئي والسيستاني ويعدها من الافتخارات في زمن الهزائم والانهيارات , يدعو المقاومين للثبات فالنصر آت, لم يضع صوته وضميره في مزاد بيع الضمائر وشراء الاصوات فهذا مما يشتغل عليه سماسرة الاعلام في العالم من صحراويي الضمائر , ولسان حاله يذكرك بأمل دنقل الشاعر المصري المقاوم :
لاتصالح ولو قلدوك الذهب
اترى حين افقأ عينيك
ثم اثبت جوهرتين مكانهما
هل ترى هي اشياء تشترى؟
نعم انها اشياء لاتشترى يا امل وهي اشياء لاتشترى يااسعد فانت وجميع المقاومين والاحرار في الارض تنشدون مع احمد مطر:
انا لن انافق
حتى ولو وضعوا بكفي المغارب والمشارق.
يادافنين رؤوسكم مثل النعام
تنعموا وتنقلوا بين المبادئ كاللقالق.
https://telegram.me/buratha