ضحى الخالدي ||
🔸 إن الأداء الهزيل للكتل السياسية الشيعية وتشرذمها وانقسامها أدى الى تفرد المعسكر الداعم والموجّه لحكومة الكاظمي بالسلطة، وهو بكل تأكيد عامل مهم أدى الى تقوية التشرينيين، وتغوّلهم وتحولهم من تظاهرات الشارع الى مفاصل الدولة، واقصد بالتشرينيين الجهات التي تقف خلف حراك تشرين والمستفيدة منه.
🔸 نجحت الظاهرة الطحنونية في التغلغل في العراق كما فعلت في السعودية، والتغييرات الإدارية والأمنية تمثل انقلاباً ناعماً أبيض نجح فيما فشلت فيه سياسة السحل وحرق الإسعاف والصلب
🔸 إن الهدف من كل هذه المعاناة التي نعيشها على المستوى السياسي والاقتصادي والأمني والاجتماعي والثقافي هو لمصادرة عقيدتنا واجتثاثها، والتأسيس لمجتمع إلحادي فشلوا في تصديره المباشر فابتدعوا لنا ديانةً مخترعة هي الديانة الإبراهيمية التي تمكنهم من السيطرة على عقولنا أولاً، ومن ثم أرضنا ومقدّراتنا، والقضاء على ديننا، فمهما كانت أطماعهم مادية اقتصادية، فإن صراعنا معهم عقائدي وجودي مهما أنكره الباحثون في الشأن السياسي بحجة أن الخطاب السياسي يخلو من الموروث الديني، فقد تبدّى من خلال إعلان قائد جيش العدو أڤيڤ كوخافي عن إقامة حلف صهيوني-سني (عربي وخليجي) ضد المحور الشيعي.
إن مخططاً بهذه الخطورة تأباه أبسط قواعد ديننا الحنيف، فالإسلام لدينا دين ودنيا، الإسلام يقود الحياة في كل تفصيلة شخصية، اجتماعية، سياسية...إلى آخره.
🔸 تسلل الخليجيون الى مجتمعنا العراقي (الشيعي)بطريقة مغايرة عن تغلغلهم في المجتمع العراقي السني، ففي الأخير اعتمدوا على الروابط المذهبية وتغذية الإرهاب الطائفي بالمال والرجال والفتاوى، أما في المجتمع الشيعي فقد اعتمدوا المال السياسي، والشراكات الاقتصادية المشبوهة (غسيل الأموال)، وغسيل العقول والدعوة الى اختلاق روابط شراكة مفتعلة غير الموجودة أصلاً، فبدلاً عن الإسلام والعروبة والجغرافيا، اعتمدوا التوجه نحو العلمانية والمدنية والإلحاد وزرع هذه الأفكار داخل عقول شبابنا، ولما فشلوا يعمدون الآن الى الإبراهيمية، واستخدموا الآلة الإعلامية الشرسة في تسقيط رموزنا، وتصيّد أخطاء ساستنا التي لا تقل كارثية عن خطط الخليجيين، وصدّروا لنا انموذج دبي وجدة وأبها والدوحة بإزاء حي طارق!!!!!!
ولم نفلح بمواجهة كل هذه الضخ المالي والإعلامي، ولو بالتركيز على وجود نسب الفقر والإهمال المتعمد والتمييز الطائفي داخل المجتمعات الخليجية.
🔸 الحكومة التي لدينا لا يفلح التحاور معها، والصبر عليها حتى موعد انتخابات قد لا تأتي هو كإلقاء العنق على سيف السيّاف، فهي حكومة تنفذ أجندا، ولا تمتلك رفاهية القرار.
هذا ليس صبراً إستراتيجياً، ما دام دون أوراق ضغط.
🔸 يمضي المخطط قدماً نحو التمزيق، قد لا نشهد دويلات، أو أقاليم فيدرالية، لكن نشهد وسنشهد شعباً ممزقاً.
🔸 إن الاعتماد على ردات الفعل هو ما أوقعنا في شرَك الاستسلام لكل هذه التخبطات، وإن كان لهذا الاستسلام من فضل، فهو كشف زيف الادعاءات بأن حكومة علمانية قادرة على انتشال العراق من وضعه الملئ بالفساد الإداري والمالي وووو...
🔸 يدخل الإصرار على علمانية الدولة في صلب الأهداف الأساسية التي أشرت إليها آنفاً، ورغم أن الواقع والتأريخ يؤكدان الهوية الإسلامية للعراق، فإن الدستور لا يشير إلا الى أن الإسلام دين الدولة، وأنه مصدر أساسي للتشريع، وليس المصدر الوحيد.
وهذا يعني أن لفظ دين الدولة يمكن تفسيره بأنه دين أغلبية الشعب العراقي (باعتبار الدولة مؤلفة من أرض وشعب ومؤسسات) والذي يمكن لهم ممارسة طقوسه بحُرّية دون أن يكون له سطوة على القوانين، ورغم المادة التي تتحدث عن منع سنّ القوانين التي تتعارض مع أحكام الإسلام، فلا زلنا نتعاطى بالقوانين الوضعية من قوانين مجلس قيادة الثورة المنحل ومدرسة السنهوري المشتقة من قوانين الثورة الفرنسية، وإن الساسة المعممين، وأولئك المنتمين الى أحزاب إسلامية في أدبياتها الفكرية (الشيعية)لم يطبقوا الشريعة الإسلامية في حكم العراق، وهم لم يشكلوا أكثر من ٤٥٪ من السلطة التنفيذية منذ ٢٠٠٣ وحتى الآن بإزاء السنة والكرد والعلمانيين، رغم أن الشيعة يمثلون ٦٥٪ من الشعب العراقي.
https://telegram.me/buratha