المقالات

من أكون ؟!


 

محمد هاشم الحجامي ||

 

تحت سياط جلادي كنت ولم يكونوا ، وشمخت وبي شمخوا ، أنا هنا وهم سراب لم ولن يصلوا

كنت طفلا وصبيا وبالغا !!! فطفولتي ميلاد غربتي فكانت غروبا وكانت بها أول أمنيتي أن انطق كلمة أبي فقطعت بسيفها اوداج حنجرتي  ولأن هناك دكتاتور عطشٌ للدماء فكان حقي منها قد سلب فلم تداعب يداي لحيته ولم يعلوا بكائي للعبة أو مطلب ولم اتذكر له طولا ولم تختزل ذاكرتي له ملامحا ، لم اشكُ إليه أن طفلا اعتدى عليه أو يشكوني عنده أني اعتديت على أحد .

 لم ابرُّهُ يوما ولو بقدح ماء ولم أعنه ضعيفا أو مريضا فقد قضى نحبه شابا لم يتجاوز عمره العقد الثالث .

لم اسمع منه نصيحة ولم أرى تقاسيم وجهه راضيا عني أو ساخطا ، لم اطلب منه شيئا ولم يطلب مني .

 تركني بلا سكن  بلا إرث وبلا ضمان ، كأنني ولدت مجهولا رغم شهادة ميلادي وتعريف أقاربي أن ابي فلان وأبوه وجده حيان شهدا لي بأن أبنها ابي !!!

بقايا وثائق هناك وهمسٌ هناك أن أبوه اعتقله صدام فأحذروه !!!

ضاقت الأرض علينا فكانت لنا منها غرفة مأوى لأمي وأنا معها حيث لا ثالث معنا ، كل يوم أرى الموت وازوه وأبى كل ذلك الزمان زيارتي رغم أني تمنيت ما لا يحصى أن أراه !!!!

مؤنسي حديث جدتي أن ابي سيعود يوما ونراه

مرت الايام وعبرنا العقدين وما رجع ، حتى سقطت بغداد بيد الأمريكان ذهبت أبحث عنه لم أجده ولم يتحقق حلمي في أن أقف على قبره وازوره !!!

فمنذ العام 1979 والعام 2021 اثنان واربعون عاما ، كانت أعوامي أسطورة سقيتها بدموعي وآنستها احزاني وسرت معها كغريق يبحث عن جذع نخلة في بحر مترامي الأطراف.

بين الاربعين ونيف بدأتها نظرات تشفِّي وشماتة وحنين ، وبين طرقاتها وحدة وإنزواء ، فكنت راهبا حيث انفض الناس من حولي وكنت صوفيا حيث عتقت ثيابي و صرت زاهدا لفقر حالي !!! .

بين ذاك وهذا عشنا واجبرنا الحياة أن تقبلنا فيها ، كان صراعنا صراعا بين جبار وثائر ، وبين تائه ليس له مأوى يقف على باب بيت ليس ببيته وتشرده وأحزانه !!! .

شرب الحرمان احلامنا واكلت الحسرات أمانينا ، فلا هي لنا ولا نحن لها ، حكم السجان على الأسير .

 وها أنا ذا نهضت من كبوتي ونفضت تراب مدرعتي فكنت وهم لم يكونوا ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك