المقالات

يا مارتن هوث.. الاتهام الجاهز اشتراك في الجريمة


 

محمد كاظم خضير ||

 

مفردات وعبارات الشجب والإدانة لجريمة الاغتيال التي أودت بحياة جاسب الهليجي ، لا يمكنها التخفيف من صدمة العراقيين ومخاوفهم من أن تكون هذه الجريمة البشعة عودة إلى مسلسل الاغتيالات  ، أو أن تقود البلاد نحو "انهيار أمني" بعد الانهيار النقدي والاقتصادي والتأزم السياسي.

اغتيال غاشم تقابله اتهامات غاشمة (بالجملة). إفلاس عند البعض، وخبث ومكر عند البعض الآخر. استخدام الجريمة بلا ورع (أخلاقي أو سياسي) بلغ حد الابتذال، والمستثمرون في الأحداث يفضلون الاستثمار بالجثث لا بالأحياء، لكون الأولى مربحة أكثر، وتتيح كوة لنشر الأضاليل والشائعات والتعمية عن القاتل الحقيقي عبر التزييف والرياء وتوجيه الرأي العام، على نحو "يظهرهم" كمستفيد وحيد من الجريمة.

يمكن إضافة أن إصدار التهم بشكل سابق على الفعل نفسه، لن يؤدي إلا إلى انكشاف أمني، ليس لفريق العراقي لوحده، بقدر ما هو انكشاف أمني على المستوى الوطني، ويطال الجميع، ويشرع الأبواب لكل من يريد أن يعبث ويسعى للتأثير في القوى السياسية المختلفة، المتخاصمة منها أو المتحالفة.

سرعة توجيه الاتهامات من قبل السفير الاتحاد الأوروبي مارتن هوث بقوله عودة الأمور بعد انتهاء زيارة البابا  في إشارة الي بيان تنسيقية فصائل المقاومة بوقف الهجمات اثناء زيارة البابا في إشارة لهم انهم يقفوا خلف الهجوم  بوقوفه خلف كل حدث، مهما كان نوعه، لم تعد بروباغندا بائسة فحسب. إن تجاوزها كل ما هو قانوني بالمعنى الجنائي في صناعة "الاتهام"، يشير بلا لبس إلى تآكل السياسة عند هذه الجماعة. .

توقيت الجريمة الشنيعة في الزمان والمكان اختارها المجرم بعناية فائقة، لأهميتهما في تسهيل توجيه الاتهام إلى الحشد الشعبي (انصار الله الأوفياء) ، لتفكيك وضرب البعد الاجتماعي الوطني الذي يحميها، والذي يعادل بقوته وقيمته وأهميته القوة العسكرية نفسها، إذا لم يتجاوزها. . .

بالطبع، ثمة من يرفض أي احتمال آخر للاتهام المعد سلفاً الذي  قالته مديرية شرطة المحافظة في بيان، إن قوة أمنية داهمت عدد من منازل المتهمين بالحادث إثر شكوى ذوي المجني عليه وبعد إستحصال الموافقات الرسمية، ألقت القبض على المتهم الأول والذي اعترف بضلوعه بعملية القتل وأشخاص مشتبه بهم تم إلقاء القبض عليهم على خلفية الحادث.

 والذي يغطي هنا على جريمة وقعت، ويؤمن الطريق لجريمة أخرى قد تقع. عن قصد وعن غير قصد، تتقدم استحالة أي قول بخلاف ما يراد أن يقال، ما دامت "السفارات جاهزة لتأدية واجب اتهام لفصائل المقاومة وفق ما تتطلبه "وظيفة" وحيدة تمارسها ولم تعد تجيد غيرها. مؤلم وقاسٍ غياب جاسب الهليجي الإنسان والمثقف، وخسارة يصعب تعويضها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك