المقالات

أُنظر فقط الى مَن لا ينظر لصورتك..!

1079 2021-03-08

 

مازن البعيجي ||

 

في حديثِ وصيةِ النبي "صلى الله عليه وآله" لأبي ذر:

(يا أبا ذر انَّ اللهَ لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم يا أبا ذر، انّ التقوى ها هنا وأشار بيده إلى صدره)أمالي الطوسي 149 ج،2

مَن ينظر إلى قلبك ومَن يعرف قدر ما أنت عليه من الاستقامة، غير ذلك الذي يجهلُ او يتجاهل ماانت عليه من طهارة وعفة وتقوى! ويبقى اعتمادهُ مقياس المظهر والمادة الصّرفة، وتلك التي طالما توهّم فيها أهل القياس! وماأكثر التجارب الكثيرة والمكلفة حينما اخذ المظهر والشكل أوالمال والجاه معيارًا للشخصية السوية وهذا ماأثبت فشله، فظواهر الانسان المتمثلة بالجاه والجمال والقوة البدنية تلك مقاييس المادة التي لاترقى الى إثبات القيمة الذاتية الحقيقية.لان الله تعالى جعل المعيار الذي يسمو بالانسان مهما كان ضعفه ومظهره التقوى إذ قال عزوجل:

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات ١٣

وهذا خير شاهد يثبت بدوره أن قيمة الجسد من قيمة ماورائيات ذلك الجسد الذي قد يكون على غير مانعتقده من خلال الحكم على  الظاهر!

ومن هنا نشاهد إخفاء الكثير ممن هم عند الله تعالى المطّلع  يشكلون أرقاما كبيرة لتواضعهم وتقواهم ولتعلقهم بالله سبحانه وتعالى وقد يكونوا في بعض الأحيان بنصف جسد او بوجه مشوه أو غير ذلك! لأنه جلّ في علاه ينظر إلى طهارة القلب ورقيّ الروح والتي فقط بهما تتجلى كل الفضائل، وكل شيء يحمل ذلك الجسد أو ما يلحق به من وَهْم سينتهي ويفني ويتحول بلحظة الى قباحة وحطام عاجلا ام آجلا

أن اكرمكم عند الله اتقاكم! وليس اجملكم أو أقواكم أو اكثركم مالا واولادا ونساءا ومناصبا وعقارات وغير ذلك مما لا يمكنه النزول معك في القبر أو يرافقك برحلة البرزخ أو النشور!!!

فإذا كان الأمر على هذا النحو، فمالنا لا نتخذ منه سبحانه وهو الناظر لنا من علياء عرش القداسة! لماذا لا نتخذه منظر لارواحنا منه نستمد كل جمال وألق للروح التي لا منجي لها إلا جمال ما اراد لها من نعمة التقوى والتعلق بأسباب نوره المؤنس .

رُوي عن عليّ "عليه السّلام" قال :

(أقلُّ الناس قيمة أقلّهم علما ، اذ قيمة كلّ امرئ ما يُحسِنه ، وكفى بالعلم شرفا انّه يدّعيه من لا يُحسنه و يفرح إذا نُسِب إليه ،وكفى بالجهل ضِعة، انّه يتبرّأ منه من هو فيه ، و يغضبُ إذا نُسبَ إليه )) .

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك