المقالات

الى البابا فرنسيس ..ولا تحسبن الله غافلا

1645 2021-03-08

 

د. باسم دخيل مراد  ||

 

 تلاوة آيات من القران الكريم  سياق اعتاد عليه المسلمون في افتتاح مهرجاناتهم ومناسباتهم الدينية وغير الدينية وغالبا مايترك للقارئ حرية اختيار النص الا في المناسبات المهمة والاحداث الكبيرة التي تشكل كل فقرة من فقرات الاحتفال فيها جزءا من رسالتها المراد إيصالها من وراء هذا الاستعراض أو المهرجان وليست تلاوة القرآن بمعزل عن هذه القصدية ولكن هذا الأمر يتوقف على مدى فهم الجهة الراعية للمناسبة وادراكها  أو عدم إدراكها وعنايتها بدور القران الكريم في تبليغ اي رسالة يراد إيصالها إلى العالم ففي مثل هذه الحالة يعمد إلى اختيار نص متعدد الأبعاد يستبطن رسالة يراد لها أن تصل عبر تلاوة القرآن الكريم وقبل حديث التفاوض والخطابات والمداولات.

أكثرنا رأى أو سمع تلاوة القارئ الإيراني كريم منصوري في قمة الدول الإسلامية في طهران كان القارئ يقرع ابواب قلوب الرؤساء والملوك الصدئة ويدعوهم للعودة إلى دين الله والمحافظة عليه ولايكونوا كثمود الذين عقروا ناقة الله فطالهم الغضب الالهي فأخذت الرؤساء والملوك حينها موجة من البكاء وربما عادوا بعدها لما نهوا عنه وهذا شانهم.

وعليه فإن اختيار الايات التي تلاها الاخ القارئ اسامة عبد الحمزة وهو من القراء العراقيين المجيدين وقبل ذلك من ذوي الأخلاق الحسنة ؛

لاتخلو من أحد اتجاهات ثلاثة:

الاول: ان واضع النص عالم به وقاصد ومريد له وصاحب رسالة أراد إيصالها للبابا فرنسيس والى العالم بصورة غير مباشرة عن طريق تلاوة آيات القران الكريم ؛ وهذا يناسب جهة لها استقلالية القرار ولديها شخصية معنوية كبيرة كجهة المرجعية أو مايناظرها وأنها اختارت النص بعناية كونه يحمل دلالات وإبعاد متعددة.

الثاني: ان النص الموضوع نص عفوي وان واضعه لايعرف دلالته ولم يعلم عنه سوى أن موضوعه يدور حول النبي ابراهيم عليه السلام ليناسب الحال وليس وراء ذلك أمر آخر سوى ملا الوقت واعطاء القارئ فرصة أكبر لاظهار مهاراته ؛ وهذا يناسب أو يدل على  أن واضع النص جهة جاهلة وضعيفة ومنساقة وفاقدة الهوية.

الثالث: ان الجهة المختارة للنص حددت الآيات (٣٩- ٤١) فقط لتعلقها بالمناسبة ولكن القارئ اجتهد فإضاف آيتين أخريين من نفسه وهو بعيد لما ذكرناه.

أما دلالة الآيات فإنها تضمنت ثلاثة مقاطع:

المقطع الاول: منفصل عن الثاني ومرتبط بالثالث  ويتحدث عن اطلاع الله سبحانه على الحقائق  والمواطن والسرائر  مثلما هو مطلع على ظواهر الإنسان. ( ربنا انك تعلم مانخفي ومانعلن ....)  وفي هذا إشارة مقصودة  للمتلقي وهو هنا البابا و العالم الغربي والشرقي  أنك لو اضمرت شيئا فإن الله يعلمه وعليه فإن هذه الآية بعيدة عن ظاهر التكريم وليست مما يدخل في المناسبة المحتفل بها.

المقطع الثاني في النص المقروء وهو قوله تعالى (( الحمد لله الذي وهب لي على الكبر اسماعيل واسحاق ....... يوم يقوم الحساب)) هو الذي ينسجم مع المناسبة وكان  يجب البدء به لو اريد الاقتصار على التبرك والربط ؛ فقد بدأت الايات بحمد ابراهيم لله سبحانه  وانتهت بالدعاء وتوسط بينهما ذكر ذرية ابراهيم ؛ وذكر الصلاة ؛ وكل هذه العناصر تعني بابا الفاتيكان وتستدعي اهتمامه وتقع في صميم الهدف من مجيء البابا لهذه المواقع واغتقاده بالحج إليها والصلاة فيها ؛ فكانت هذه الآيات كافية للدلالة على هذه المعاني لو اريد ان تكون وحدها المقصودة.

٣. المقطع الثالث :  قوله تعالى : (ولاتحسين الله غافلا عما يعمل الظالمون....)وهذا المقطع أكثر بعدا عن المناسبة وطبيعتها كونها تضمنت خطاب المولى سبحانه لابراهيم عليه السلام وتنبيهه إلى أن الله سبحانه ليس بغافل وأنه لو امهل قليلا فانه لايهمل طويلا وهذه رسالة  للمستمع أن حركة ابراهيم عليه السلام لم تقتصر على الدعاء والتعبد وانما كان يواجه الظلم وفي هذا دلالة على دعوة البابا لمقارعة الباطل ومقاومة الظالمين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك