المقالات

كان يا ما كان زارنا بابا الفاتيكان..!

1263 2021-03-07

 

قيس النجم ||

 

عندما يقال أن الحوادث تصنع الرجال، فقد يكون الحدث ليس كبيراً، ولكن أن يصنع الرجال الحدث بقيمته فتلك هي العظمة بعينها، فالمكان أبسط ما يكون لكنه أروع ما يمكن أن يلتقي فيه قطبا الديانة الإسلامية والمسيحية، فعظمة المكان تستمد هيبة قلَّ نظيرها، من هيبة ذلك العالم المتواضع السيد علي السيستاني (دامت بركاته) في تلك المدينة القديمة من النجف الأشرف، ليحضر لقاءاً مع البابا الفاتيكان، في حدث تأريخي شهده العام (2021) والعالم يشهد تحديات سياسية وصحية خطيرة، لكن هذا اللقاء والحدث يحملان في طياتهما الكثير والكثير، لإنه لقاء الاجداد والامجاد.

الخامس من آذار وطئت أقدام البابا الفاتيكان أرض الحضارة، والمجد، والتعايش، الأرض الطاهرة صاحبة التنوع الأكثر غزارة في المنطقة العربية، حضر الى العراق ليقول للبشرية: أن الأديان السماوية لا تموت بموت أنبيائها بل على العكس تعيش خالدة حينما تكون بأيدٍ أمينة، لتعيش البشرية بسعادة وسلام.

عالم اليوم مليء بالعنف والحقد والكراهية، وهذه كلها نبذتها جميع الديانات السماوية، فمملكة الأرض ومَنْ عليها تعاني القسوة والتوحش والحيرة، أما لقاء الزعامات الدينية الكبيرة فيعني الأمل والحكمة، لدرجة يُترجى من آثارها أن تكون في طياتها رسائل إيجابية للعالم، لنشر المحبة والتسامح والتعايش، ومساعدة الشعوب المقهورة على النهوض، فمَنْ يرحم في الأرض يرحمه مَنْ في السماء.

الماضي والحاضر والمستقبل، أزمات متداخلة ومشتركة في حوادثها ورجالاتها، فأينما يحل الإعتدال والتواضع والتدبر تحل الحكمة والمساواة والسعادة، ومهما يحاول البعض إعطاء صور من التشويش، والخداع والزيف والتنكيل، عن زيارة البابا للعراق سيفشل لأنها في حقيقتها تعني الكثير لنا كمسلمين ولإخواننا من المسيحيين، وما حملتها رسالته من وضوح باننا معكم، أيها العراقيون مسلمون ومسيحيون، وكل الاطياف.

الماضي يحمل لنا صورة واضحة عن التعايش والإهتمام، من قبل الإمام علي (عليه السلام) عندما كان يعتني ويحتضن عامل مسيحي هرم مخلص حتى وفاته، واليوم سجل التاريخ مواقف مشرفة للسيد علي السيستاني في الدفاع عن حقوق المسيحيين، في الأراضي التي استباحها الإرهاب من عراقنا بعد (2014) لتكون رجالات الماضي والحاضر حوادث عظيمة، كي نأخذ منها دروس المستقبل، في التعايش مع الطوائف الأخرى.

 ختاماً:  مهمتنا هي أن تعيش الطائفة مع أخواتها دون طائفية تذكر ، أو حقد دفين، والحليم تكفيه الإشارة، فزيارة البابا تعني الكثير لمَنْ هم في سدة الحكم، لو كانوا يفقهون..!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك