المقالات

همسة تحليلية (اشكالية الاعتراف)..عن البابا أخبر..!

1120 2021-03-06

 

د. نعمه العبادي ||

 

انجز البابا فرنسيس أهم فقرتين من زيارته، وهما زيارة النجف الاشرف وأور التاريخية، ومع استمرار الجدل وسيل التعليقات والتحليلات، واختلاف وجهات النظر عن الزيارة، استكمل ما قدمته بشأن الزيارة في الآتي:

١- اعيد التاكيد على ان البابا شخصية سياسية ودينية في آن واحد، ولديه جهاز حكومي مؤسسي عريق ومتقدم، ويملك مؤسسة استخبارية عالية الخبرة والتدريب، وله صلة بفريق محللين من اكبر المحليين بالعالم، كما انه يستمزج الرأي من مشورة دول وجهات ترتبطه به دينياً وسياسياً، لذا، فإن حدث مهم مثل هذه الزيارة، تم التفكير والتخطيط له وحساب كل شيء لجهة مصالح وغايات تعنيه، وتعني الاطراف التي تخصه في كل بقاع العالم بشكل دقيق ومبرمج ومن وجهات نظر شاملة ومتنوعة.

٢- ان الرجل ورائه أطراف وشخصيات واجهزة تعمل معه وتشاركه ادارة هذه المؤسسة، لذا، فهو معني بهم اكثر من كونه معني بأطراف اخرى، ولن نتوقع منه رفع سقوف الاحاديث والمواقف اكبر واكثر مما يتناسب مع التوجه الديني والسياسي الذي ينتمي له، ومن باب التذكير المفيد الاشارة إلى ان امريكا اليوم في ظل رئاسة ديمقراطية كاثوليكية.

٣- كثر الحديث عن الشكل والمظهر الذي ظهرت به زيارة النجف الاشرف، ومنها عدم حضور شخصيات سياسية وكذلك بعض التفاصيل، والقول الفصل في ذلك، ان المنطق والبروتكول يقتضي عدم حضور اي شخصيات حكومية وسياسية فهم غير معنيين بالزيارة وحتى محافظ النجف، فهو معني بالتفاصيل ما قبل الزيارة، وأما مكتب السيد السيستاني فقد مارسوا انضباط عالي في التعاطي مع الزيارة، وكان كل شيء يتضمن رسالته الخاصة، لذلك لم يكن خارج سور البيت غير السيد حامد الخفاف، فضلا عن الصور التي خرجت عن الزيارة، وكلها رسائل دقيقة حددت المدى المنظور للزيارة من وجهة نظرهم، وما ينبغي طرحه في اطار الاعتراف.

٤- توقع الكثير ان تكون للبابا  زيارة لضريح الامام علي عليه السلام كتحصيل حاصل، خصوصاً وان الادبيات الكاثوليكية تحمل صورة مهمة ومنصفة عن الامام، وتتحدث عن عدله، ولكن الرجل لم ينبس ببنت شفه بخصوص زيارة المرقد، وحتى لم يتحرك خطوات من باب الفضول لرؤية هذا المحل الذي هو أهم وأقدس بقعة في العراق، وكل هذا التصرف تم ضبطه في اطار رؤية دينية وسياسية ومصلحية تتعلق بالمصالح والغايات.

٥- كان التصور المتداول عن طبيعة الطقوس والخطاب الذي تم في مدينة أور اكبر بكثير مما تم بشكل عملي، وكان المنطلق ينظر إلى الامر على وزان الزيارات الدينية في المنظور الشيعي إلا ان الامر ليس كذلك، فالقضية تتعلق بالتواجد في المكان بلحظة زمنية محددة، وتثبيت الصلة به، وتدخل هي الاخرى في غاية الاعتراف ومتعلقاته.

٦- من المهم التأكيد، ان الاستحقاق الاهم للدولة العراقية يتعلق في الاستثمار الواعي لهذه الزيارة بغض النظر عما تم ذكره، وان الكثير من الفعاليات والاوضاع ساهمت في تصحيح بعض الصور النمطية عن البلاد، كما ان اهدافاً تتعلق بالسياحة وجدت لها موضعاً فيها، لكن الاهم من كل ذلك، هو المصالح المرتبطة باحاديث القوة الناعمة، وتوظيف المكانة الحيوية وارتباط المصالح مع اطراف معنية بالبابا، وهذا هو الاختبار الاصعب للدولة العراقية.

٧- من المبرر جدا والمقبول مشاعر المسيحيين الكاثوليك في العراق والعالم حول هذه الزيارة، ولهم الحق في التصرف والتعبير عن الزيارة من منطلقهم الديني.

٨- اعتقد اننا نحتاج لتقييم مؤسسي شامل لهذا الحدث ومن زوايا مختلفة بعد نهاية الزيارة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك