أثير الشرع ||
نتابع بإهتمام ما يجري من أحداث وعنف في الناصرية خاصة وفي جنوب العراق عامة، وهذه ليست المرة الأولى التي يشهد جنوب العراق تظاهرات وإحتجاجات، طالما رفض أبناء جنوب العراق الظلم والحيف والتبعية لأي جهة خارجية مهما كانت قوتها، فبالأمس كانت محافظات جنوب العراق آخر المحافظات التي إستكانت بوجه الإحتلال الأمريكي عام ٢٠٠٣، بل من أعطى الوعود وطمأن المواطنين هناك هم أنفسهم أحزاب السلطة التي فشلت بتنفيذ وعودها بل كان وقعها أشد من الإحتلال نفسه!
هل فعلاً فشلت سياسة الولايات المتحدة في العراق، وما هو دور بريطانيا الحقيقي، وهل فعلاً لإيران اليد الطولى بكل المآسي التي حصلت للشعب العراقي؟؟ سنناقش بتفاصيل مبسطة كل هذه الأسئلة، وسنضع النقاط على الحروف وبعقلانية وحيادية.
منذ عام ١٩٧٩ وتحديداً بعد إستحواذ رئيس النظام السابق صدام حسين المجيد على مقاليد السلطة بعد الإنتكاسة الصحية المزعومة للرئيس أحمد حسن البكر الذي رفض الإذعان لإرادة الغرب بإفتعال أزمات وحروب مع الجارة إيران، بعد نجاح الثورة الإسلامية على نظام الشاه بقيادة الإمام الراحل السيد (الموسوي الخميني) ولا نريد تجميل صورة نظام البكر هنا بل علينا أن نذكر الحقائق، ومن تسبب بقتل الملايين من أبناء شعبنا ومن جميع المكونات، عمل رأس النظام السابق صدام حسين على بث روح الكراهية بين العراق وجيرانه ولم يترك للشعب الخيار أما الإستسلام لرغباته كي ينجوا من موت محقق أو الرحيل بصمت وإختيار الغربة، وهنا أما أن تكون معارضاً لتكون عرضة للتصفية من قبل مخابرات النظام أو تكظم غيظك حتى يأذن الله بالتغيير ! وهنا أتت ساعة التغيير بعد حقبة سوداء مظلمة إستمرت زهاء ٣٥ عام، ورغم مظلوميتهم وقتل أطفالهم ونسائهم ودفنهم أحياء في مقابر جماعية، رفض العراقيون الإحتلال الأمريكي القادم عبر المحيطات، لأنه أيقن بأن الدور الأمريكي لا يعدو كونه إحتلال ولا يمكن الوثوق به مهما جمّل بعض السياسيين صورة هؤلاء العابثين.
السياسات الأمريكية داخل العراق كانت مدروسة، والهدف الرئيس للتواجد الأمريكي داخل العراق كان (الجارة الشرقية) التي لم تستسلم للضغوط الدولية وفرض الحصار والحروب، بل يعلم الإيرانيون جيداً بأنهم أحد الأهداف الرئيسية المرسومة بدقة لدى الأمريكان وبمساعدة بعض دول الخليج، التي سخرت أموالها وأراضيها لصدام إبان حرب الثمان سنوات وسخرت كل ما تستطيع للجيوش القادمة من أجل تنفيذ أكذوبة تحرير العراق !! والمصيبة التي لا يعلمها الكثيرين بأن القادمين هم (الإحتلال) وهم من يهيمنون على صنع القرار لكن حالياً الضرورة إرتأت أن يكون اللعب عالمكشوف.
https://telegram.me/buratha