قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com ||
الضربة الأمريكية الأخيرة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، لكنها تختلف عن كل الإعتداءات التي سبقتها، بأنها الأولى في عهد الرئيس الديمقراطي بايدن، وهذا يؤكد أن النجاسة نجاسة، مهما تغير لونها أو قوامها كما يقول الفقهاء، وثمة معطيات!
الأول؛ أن الهجوم الأمريكي فجر الجمعة، استهدف عدة مناطق على الحدود العراقية مع سوريا، وليس الحدود السورية مع العراق، أي أن كانت الضربة داخل الأراضي العراقية؛ وكان الهدف من الضربة، موقع لواء ٤٦ في الحشد الشعبي قاطع عمليات الجزيرة؛ والذي نفذ الضربة هو "الطرف الأمريكي" الذي يقود "الأصدقاء" في التحالف الدولي ضد الإرهاب! يعني أنهم ضربوا جهة إرهابية بنظرهم، وقدم لهم هذا التبرير وزير خارجيتناـ كما في المعطى الثاني!
الثاني، أن هذا العدوان سبقه تحريض علني؛ من وزير خارجية العراق فؤاد حسين، وهو من حزب مسعود البارزاني الإنفصالي بأن فصائل المقاومة هم إرهابيين.! والضربة الأمريكية جاءت بعد ساعات من هذا التصريح الوقح..
الثالث؛ أن نزار حيدر، وهو رئيس مركز الإعلام العراقي في واشنطن، صرح بتصريحات موثقة بأن:
ـ الكاظمي هو طلب من بايدن ان تكون الضربة العسكرية الاميركية في سوريا وليس العراق!
- موضوع قصف الحشد نوقش خلال مكالمة هاتفية بين الكاظمي والرئيس الامريكي بادين!
- بايدن ابلغ الكاظمي بأن امريكا سترد على قصف اربيل من خلال ضربات للحشد الشعبي!
- الكاظمي طلب ان تكون الضربة غير مثيرة لمشاعر العراقيين ولذلك ردت وشنطن على الاراضي السورية!
الرابع؛ أن مجمل التصريحات، تشكل محاولة من لإرباك الوضع الداخلي العراقي، وربما هي شغل سياسي عميق، لكن المؤكد أنها لم تأت جزافا، وهي متناغمة الى حد كبير، مع تصريحات وزير الدفاع الأمريكي الجنرال السابق لويد أوستن؛ بأنهم أي الأمريكان" شجعْنا العراقيين على التحقيق ومدنا بالمعلومات الاستخباراتية؛ وكان ذلك مفيدا جدا لنا في تحديد الهدف"
الخامس؛ أن وزير الخارجية الروسي أكد، أن الولايات المتحدة لم تبلغ موسكو بخطتها شن غارات جديدة على شرق سوريا إلا قبل دقائق معدودة من تنفيذ الهجوم.. وأوضح لافروف، أثناء مؤتمر صحفي مشترك، عقده في موسكو يوم الجمعة 26/شباط الجاري، مع نظيره الأفغاني محمد حنيف أتمر، أن العسكريين الروس تلقوا إخطارا من الجانب الأمريكي، بشأن الغارات الجديدة قبل أربع أو خمس دقائق فقط من شنها، مضيفا: "حتى إذا تحدثنا عن إجراءات منع وقوع الاشتباك المعتادة، في العلاقات بين العسكريين الروس والأمريكيين؛ فإن مثل هذا الإخطار الذي يأتي بالتزامن مع تنفيذ الضربة لا يجلب أي منفعة".
اي أن روسيا وأطراف دولية، فضلا عن الحكومة العراقية، التي لم تحرجها تصريحات أوستن، كانت على علم مسبق بالعدوان.
السادس؛ أن المكتب الإعلامي لوزير الدفاع اصدر بيانا، قال فيه:" تعبر وزارة الدفاع العراقية عن استغرابها لما ورد في تصريحات وزير الدفاع الأمريكي والمتعلقة بحصول تبادل للمعلومات الاستخباراتية مع العراق سبق استهداف بعض المواقع في الأراضي السورية. إننا وفي الوقت الذي ننفي فيه حصول ذلك، نؤكد إن تعاوننا مع قوات التحالف الدولي، منحصر بالهدف المحدد لتشكيل هذا التحالف، والخاص بمحاربة تنظيم داعش، وتهديده للعراق، بالشكل الذي يحفظ سيادة العراق وسلامة أراضيه"
البيان يكشف أن وزارة الدفاع معنية بالتنسيق والتواصل مع الامريكان، للأهداف التي ذُكرت فيه، لذلك فإن نفي وزارة الدفاع العراقية لما صرح به وزير الدفاع الأمريكي لا يعد كافيا، فالنفي هذا لا قيمة له، ويحتاج لاستدعاء وزير الدفاع الى مجلس النواب، بغية الاستفسار منه عن الاعتداء الغاشم على ألوية الحشد الشعبي، وهم شركاء التضحية والدم مع جيشنا الباسل.
السابع؛ 🔻الطائرة التي نفذت القصف هي من طراز F15E، 🔻القنابل التي تم استخدامها في القصف JDAM k 🔻الطائرات الحربية تزودت بالوقود من قبل طائرة ارضاع جوي من طراز KC10Douglas فوق محافظة الانبار 🔻اماكن القصف طالت ٧ اهداف ٦ منها كانت قد فرغت من قبل فصائل المقاومة على خلفية تحليق طيران التجسس فوق المنطقة .
· الخلاصة:
. هذه الضربة تعد انتهاكا أمريكيا صارخا جديدا للسيادة العراقية.
. يجب اتخاذ موقف قوي وحاسم من الحكومة العراقية والبرلمان وجميع القوى والشخصيات السياسية تجاه هذا الانتهاك السافر.
. يجب الإسراع بتطبيق قرار البرلمان العراقي الشجاع من قبل الحكومة.
. يجب تطهير سماء العراق قبل أرضه من دنس الإرهاب الأمريكي.
. تصريح وزير الخارجية بمثابة ضوء أخضر الى المجتمع الدولي على إستهداف المقاومة والقضاء عليها بحجة الإرهاب، ولذلك يجب أن يكون واضحا أن فؤاد حسين يجب أن يخضع للمسائلة القانونية، وان تتم إقالته فورا.
. من الذي قدم معلومات ضد الحشد من الطرف العراقي؟!
كلام قبل السلام: إشارة عميقة لها مغزى للذين يستطيعون الغوص بعمق معنى السيادة؛ في عام 1969 أعلن مزارع يدعى (ليونارد كاسلي) استقلاله عن أستراليا وأعلن مزرعته " دولة استقلال" ولتأكيد جديته رفع علمه الخاص وطبع عملته المحلية ودعى نفسه "الامير ليونارد" في عام 1977 اعلن الحرب على أستراليا ولكن الجيش الاسترالي لم يحضر..فأعلن انتصاره في الصحف المحلية.!
سلام..
https://telegram.me/buratha