المقالات

كيفَ نُدرِكُ قولَ "دستغيب" (مَن لم يعشَقْ الخُميني لن يعشقَ المهدي)؟!

1083 2021-02-26

 

مازن البعيجي ||

 

بعد أن اجتاحَ عالَمُ الماديّات والمنكَرات والمفاسد أغلبُ البلدان، خاصةً بعدَ السيطرةُ على بلدٍ لايزالُ إرثُهُ نَقيّا نظيفًا كما هوَ إرثُ الشعبِ الإيراني، وهو الأخر قد وَقعَ سابقًا في فَخِّ السلطةِ الفاسدةِ والعميلة، وقد سارت بهِ بعيدًا عن عوالِمهِ وأجوائِهِ الدينيّةِ والفطرَوِية التي نشأَ وترعرعَ عليها كتربيةِ وسُلوكٍ تلقائي! ليُصبِحَ المشهدُ العام والمألوف: هو البعدُ والأنسلاخ عن الدين والمعنويات عموما ، وإشاعةَ بدل ذلك الميوعةَ والخلاعة والفساد وممّا ساعدَ عليه، إعلامٌ مأجور يحاولُ ترسيخَهُ ونشرَهُ وتكريسَهُ على انّهُ هويةُ ذلكَ البلد أو هذا ،

انها مَرحلةٌ تشبَهُ بمضمونِها ما نقرأُ عنها في المقدّماتِ التي تَسبِقُ دولةَ ظهورِ "وليّ العصرِ والزمان" ارواحنا لتراب مقدمِهِ الفداء، المتمثّلةُ بهذا الحديث، إنهُ المهديّ( يملأ الأرضَ قِسطا وعَدلًا بعدما مُلِئت ظُلمًا وجَورا ) أي أنّهُ يعيدُ ذلك العدلُ والطهارة والروحانيّة والفطرة النظيفة، ويخلّصُ الخلْقَ من هيمَنةِ أهل الباطل والشرّ المتسلّطة على رقابِ البشريّةِ كلها ، وفي زمانهِ"عليهِ السلام" يَقضي على كلّ ادواتِ الفساد من تجّار وأباطِرة وأهلُ المصالح، واصحاب الدكاكين والمنافع!ليعودَ دينَهُ على يدَيهِ غضًّا جديدًا لاعوجَ فيهِ ولابِدَع.

الأمر الذي يَدُلّنا على الفكرةِ ذاتها التي استلهَمَها الخُميني العظيم "قدس سره الشريف"وعلى ذات نهجِ المهدي الموعود وآبائهِ المعصومين"عليهم السلام" ليصنَعَ ثورةً تؤسّسُ الى دولةٍ مُمَهّدةٍ لذاتِ الدولة العالمية الشاملة المنتظَرَة، وقد نجحَ الخمينيّ باستلهامِ فكرة الخلاص على مستوى إيران ليشملَ فكرَهُ الدّاعي الى مقارعَةِ الظلمِ والفساد بعضِ بلدانِ المنطقة بعد أن استفحلَ امر الباطل والشرّ والاستكبار ومَن يسعَون لأرضاخِ الشعوب واستعبادها، من هنا انطلق إمُامنا الخُميني العظيم بمسبحةٍ وسجادةِ صلاة، وعمامةٍ لم تعرِف غير اليقينِ بالله تعالى طريقًا، بعيدًا عن المجاملة والمهادنة على حسابِ الحقّ، ولم يكن مرِنًا شفّافًا أبدا مع الظالم، قلَّ ظُلمِهِ أو كَثُر! فلعلّهُ مِصداقًا لبعضِ ماجاءَ على لسان إمامِ المتقين"عليه السلام" وهو يصفُ المتقين في خطبةٍ طويلة منها:

(فمِنْ علامةِ أحَدهِم، أنَّك ترى له قوّةً في دين، وحزماً في لين، وإيماناً في يقين)إنها والله صفاتهُ التي عُرِفَ بها على مستوى العالم.

الأمر الذي ادخلَ الحزنَ على القشريّين ممٍن يرفعونَ شعار العدلِ والدّين والفضيلة، وهو نوعٌ من الطّعمِ، ليصطادوا بهِ العقولَ الجوفاء من البسطاء لتبريرِ سكوتِهم عن مواجهةِ الظالمين !

وقد مضى روحُ اللهِ متوكلًا على الله دونَ رحمةٍ ولاهوادةٍ بالباطل وادواتهِ، ساعيًا في إرساء قواعدَ العدل،وتثبيت دعائمِ الدين، ومعالجة الأخطاءِ الفادِحة بتنحيةِ رؤوسِ الضلال، وتعريةِ زيفَُ العملاء والخونة.

ليجعلَ أمرِ الكثير من دول العالم تبدو مرعوبةُ عاجزة عن إقناعِ نفسِها بما يسمى الإسلام المحمدي الأصيل الحسيني ذي المنهج العادل والرحيم الذي جاءَ بهِ الخُمينيّ،  فاندفعت تُعلنُ رفضَها بشنِّ الحرب على ثورتهِ الشريفة واتهامها بألوانِ التّهَمِ، باحثَةٌ عن أدلّةِ شرعيةٍ تثبتُ رفضها لمبادئ الثورة الإسلامية، متجاهلةً أهداف الثورة السامية التي من شأنها تفضي الى نتائج تمهِّدُ لقيادةِ وليُّ العصر"عحل الله فرجه" وهو الملهِمُ لذاتِالخُميني وثورتِهِ العظيمة!

وقد ساقَنا ذلك الى فهمِ ماقالهُ كبارُ العارفين من العلماء موجّهينَ الى فكرهِ، ومَن لم يعشَق الخُمينيّ لمنهجهِ الصارِم وخطّهِ الصادق،  يَقينا لن يَقبل، ولن يقنعَ بمنهجِ صاحب الزمان الذي ينفذُّ إرادةَ الله سبحانه وتعالى على الأرض وماذلكَ الفكر إلا إحدى آياتُ القائد المنتظر ..

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك