المقالات

صواريخ الأولياء تضيء قناديل الناتو..!

1061 2021-02-22

 

🖋  قاسم سلمان العبودي ||

 

ما أن سقطت الصواريخ على قاعدة حرير في مطار أربيل ، حتى خرج السم الزعاف من أفواه ، قد حبست أنفاسها طويلاً ، بأنتظار هذه اللحظة المفرجه عن كرب قيادة أقليم الشمال ، الذين تسابقو لتهمة الحشد الشعبي ، بأستهداف ما يحلو لهم تسميته ( المنطقة الآمنة ) .

يبدو أن الأخوة الكورد نسو ، أو تناسو رفاقهم بالدم حينما أقتربت مجاميع داعش الأرهابية من  أسوار أربيل ، كيف تنافس أبناء الوسط والجنوب للدفاع المستميت حول كردستان وبقية المحافظات المستباحه مثل الأنبار وصلاح الدين و نينوى  . الغريب في الموضوع أن البيانات نزلت تترا لأدانة المنظومة الحشدية ، وبأبشع النعوت .  بمجرد سقوط الصواريخ ، مما يذهب بفكر المتلقي على أن هناك نية مبيته ضد الحشد الشعبي ، وبدلالة واضحة جداً .

حتى عندما تبنى فصيل ( أولياء الدم ) الذي تجهله أغلب الفصائل المقاومة ، قالوا أنه فصيل قد أنبثق من الحشد الشعبي . بمعنى أن الأصرار واضح جداً بأدانة الحشد بهذا الأستهداف الصاروخي .  عندما ننظر الى كمية الصواريخ التي ذهبت صوب كردستان ، ونرى الخسائر المتواضعة جداً ، قياساً بتلك الصواريخ ، التي لا ترتقي الى الستراتيجية المهنية الدقيقة للحشد الشعبي ، أو الفصائل المقاومة . بقياسات عسكرية بسيطة جداً نرى أن مسافة ٨ كم كافية جداً لأيقاع مجازر بشرية ، وتهديم بنايات كثيرة . فضلاً عن سقوط بعض الصواريخ على أرصفة الشوارع في المدينة المكتضة بالسكان ، مما يذهب بنا الى مسألتين مهمتين في هذا التحليل البسيط :

أولاً ، ربما يكون فعلاً هناك نشاط مسلح لأحد الفصائل الذي يريد أن يعلن عن نفسه ، كباقي الفصائل المقاومة ، وهذه قد تكون عمليته النوعية الأولى ، وفي تلك الفرضية ، حتى يكون الأعلان واسع الأنتشار ، كان يجب أن تصل الصواريخ الى مدياتها الدقيقة ، وهذا لم يحصل !

مقتل شخص متعاقد ( ولا نعلم مدى صحة الخبر ، ربما يكون فبركة أعلامية أمريكية ) وجرح بضع أشخاص ، لا يتناسب وكمية الصواريخ المطلقة بأتجاه مطار أربيل . على حد علمنا ، أنه قد أطلق ٢١ صاروخ في تلك الليله على قاعدة حرير الأمريكية ، فأي عاقل قد يستوعب هذه الهالة النارية الكبيرة  قد أوقعت قتيل و ستة أشخاص جرحى ؟

ثانياً : جميع الفصائل العراقية المقاومة تعمل وفق نظرية ( ستراتيجية العمل الصائب ) التي تعطي الدقة بالحصول على المكتسب لأي عملية عسكرية . وقد خبرتنا العمليات السابقة ، كيف أن صواريخ المقاومة ، قد وصلت لأهدافها بدقة متناهية ، فضلاً عن المنجزات المكتسبة من تلك العمليات ، مع مراعاة تقليل الخسائر البشرية الى حد كبير جداً . وهذه المعطيات قد غابت تماماً عن عملية قاعدة حرير في أربيل .

هذه الأشارات تذهب بنا  الى أحتمال آخر ، هو أن هذه العملية لا دخل لفصائل المقاومة فيها ،  وأنما هي من تدبير السفارة الأمريكية . لأن المكتسبات التي حصلت عليها حكومة أقليم الشمال ، والسفارة الأمريكية على حد سواء ، أكبر بكثير من المكتسبات التي لو سلمنا جدلاً أنها لفصيل أولياء الدم  . فقد ناشدت حكومة الأقليم المنظمات الأممية مثل مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة بالتدخل الفوري ، كما أن حكومة واشنطن ، أوعزت لحلف الناتو بزيادة مايسمى بالمدربين من أربعمائة مدرب الى أربعة آلاف عنصر ، وهذا يعني قوة مقاتلة على الأرض . هذه الأوامر الأمريكية بتحرك الناتو في العراق ، يعني تسويف لقرار البرلمان القاضي بأخراج القوات الأجنبية ، فضلاً عن الأمريكية من الداخل العراقي وهذا ما تعمل عليه واشنطن منذ فتره طويله . كل هذه التداعيات تحصل ، وحكومة بغداد صامته كصمت أهل القبور !

تمت هذه العملية الصاروخية ، في وقتاً تحتل القوات التركية أراض شاسعه من سنجار ، التي جائت الى شمال العراق ، بموافقة أمريكية بحته . مما يثير تساؤل مهم جداً . أذا كانت القوات التركية محتله للعراق ، أليس من المفروض أن تدافع القوات الأمريكية عن أرض وسماء ومياه العراق ، بحسب الأتفاقية الستراتيجية الأمريكية العراقية ، والتي تمثل الشماعة التي تتمسك بها حكومة واشنطن من أجل البقاء ؟؟  ألا أذا كانت واشنطن ترى في القوات التركية ، قوات صديقة للعراق ، ولها الحق بقصف الأراضي العراقية وقت تشاء ، تحت ذريعة حزب العمال الكردي ، والذي تصنفه أنقره على أنه تنظيم أرهابي . هذا المعطى يضاف لمجموعة المعطيات التي ذكرناها ، والتي أكتسبها الأقليم من صواريخ ( أولياء الدم ) الذين جير بأسمهم عملية عسكرية ، ربما لم يتكلفو بعناء القيام بها .

العراق اليوم يعيش أضعف حالته كدولة ( ذات سيادة ) . الأحتلال الأمريكي ، والتركي ، والأجندات الخليجية المدعومة صهيونياً والعملاء الذين أصبحو أصحاب قرار في تغيير المسارات الوطنية ، أنما جاء بفعل المنظومة الهشة التي قادت العملية السياسية ، بروح المعارضة القديمة والتي أوصلت الفاسدين الذين ساهمو بأضعاف العراق وتوهينه

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك