زيد الحسن ||
المنهاج الدراسي موضوع تربوي مهم لانه اساس التربية ، كما انه يحل جانباً متميزاً في الدراسات التربوية القديمة و الحديثة ، وسبب ذلك انه يستخدم كأداة مجتمعية و دولية لتحقيق الاهداف التي يسعى اليها لبناء المجتمع ، وتحقيق الخطط التنموية الشاملة على المدى الطويل و القصير ، وهو وسيلة لتقويم سلوكيات افراد المجتمع في الحاضر و المستقبل .
خبر تناقلته وسائل الاعلام مفاده ان وزارة التربية تقرر الغاء الامتحان في مادة التربية الاسلامية لكافة المراحل الدراسية ، ترى ماهي الاسباب و الدوافع لاقصاء هذه المادة فقط ؟ الا يمكن ان تلغى مادة اخرى او غيرها ، حتى لايشعر الطالب ان مادة الاسلامية هي مادة فائضة عن الحاجة .
سنحاول ان نجد عذراً يليق بهذا القرار الحضاري المدني الجميل الجليل ، اولاً ان الشعب العراقي جميعه مسلم و مؤمن حد النخاع ، بدليل اننا لم نسمع يوماً عن سرقة او قتل او اغتصاب او اعتداء او كفر او الحاد ، وبدليل اخر ان العراق ليس فيه مخدرات او ملاهي سهر و مجون او حانات خمور او محال لبيع الكحول ، اسف جداً اعتذر هذا العذر غير مقبول نهائياً لانه لانستطيع اخفاء وجود الملاهي الليلة الماجنة وصالات القمار فانها محروسة بعين الحكومة ومعلوم عددها وايرادها ، ولا نستطيع ان نخفي الجرائم التي تقع يومياً من قتل الاخ لاخيه والابن لابيه .
اذن هناك عذراً اخر ، فمادة الاسلامية لا تنسجم مع التدريس الالكتروني المجبرين عليه بسبب تفشي الوباء ، وتحول التدريس عبر برامج التواصل الاجتماعي مثل التليجرام الذي يبث بين ساعة واخرى فاصل اعلانات غنائية و مواد شبه اباحية يضطر الطلبة لمشاهدتها والسبب انه لاتوجد رقابة حكومية على هذه البرامج .
اسف ايضاً العذر واهي و غير منطقي ، اذن ماهو العذر الاقرب الى التصديق ، الذي عزم بموجبه اولي الالباب المختصين بالتربية و التعليم واعتمدوه لالغاء مادة التربية الاسلامية ؟ لحظة لقد فطنت لهذا العذر الخارق ، انهم قد رأوا المتدينين القانتون الصائمون الحاجون الزائرون العابدون اهل اللحى و الحالقون لها نعم لقد شاهدوا هؤلاء وهم يعيثوا في العراق فساداً بعد كل سماع صوت أذان وبعد كل تكبيرة احرام ، فارادوا ابعاد الاجيال القادمة عن معرفة تعاليم الدين الاسلامي .
حتى لو كان خبر الغاء امتحان مادة التربية الاسلامية غير صحيح يرجى الانتباه الى خطر هدم المنظومة التعليمية ، فهي المقوم الاساسي في تربية الجيل القادم ، وهي الركيزة الاولى من ركائز تقدم البلدان ، ولايحق لاي طبقة سياسية التلاعب بها حسب اهوائها و تغييرها مع كل رياح تهب ، العتب كل العتب على الاساتذة الذين اخرست السنتهم عن النطق ولانعرف سبب صمتهم ، هل هو خوف من اصحاب القرار ، ام انهم قد فقدوا المآل في منظومة التدريس كلها و اسقط باياديهم .
ايها الجيل الجديد القادم اهلا بك في عراق خالِ من المؤمنين ، قودوا البلاد على الطريقة التي ترونها مناسبة ، فلقد باع العراق ودمره من درس التربية الاسلامية على اكمل وجه ، وتنعم بخيرات العراق وهو في بلاد الكافرين ، لك الله ياوطني لك الله .
https://telegram.me/buratha