مهدي المولى ||
لا شك إن هناك مبادرات كثيرة قدمت من بعض دول منطقة الخليج ودول عربية وإسلامية وحتى من بعض الدول العالمية التي ترغب في سيادة السلم والاستقرار في المنطقة وكلها كانت تدعوا الى إجراء حوار بين دول الخليج بما فيها إيران وكان آخر تلك المبادرات تلك التي طرحتها دولة قطر التي أكدت على ان الوقت قد حان كي تبدأ دول مجلس التعاون الخليجي المحادثات مع الجمهورية الإسلامية وكانت قطر تأمل ان تبدأ قمة لدول الخليج تشترك فيها إيران وكانت إيران الدولة السباقة في قبول هذه المبادرات لأن هدف الجمهورية الإسلامية هو استقرار المنطقة لأن استقرار المنطقة أي منطقة الخليج استقرار لإيران لأن إيران جزء مهم ورئيسي من منطقة الخليج الفارسي وما يصيب المنطقة من خير او شر يصيبها وما يصيب إيران يصيب تلك الدولة وهذه حقيقة واضحة لا يمكن تجاهلها بل اثبت أن من يتجاهلها انه يريد الشر لشعوب كل الدول الخليج وليس إيران وحدها لهذا نرى دول الخليج مثل قطر الكويت عمان اليمن بدأت تعي وتدرك هذه الحقيقة وتسعى لتحقيقها.
منذ بدء الصحوة الإسلامية وانتصارها في إيران وتأسيس الجمهورية الإسلامية في إيران كان هدفها وأمنيتها استقرار المنطقة وترسيخ ودعم الأمن والسلم في المنطقة لأن مهمة الجمهورية الإسلامية هي بناء الأوطان وسعادة الشعوب وهذا لا يمكن تحقيقه إلا بالاستقرار بالأمن والسلام بنشر المحبة ونكران الذات بالقضاء على جذور التعصب والعنف العشائري والقومي والطائفي وخلق إنسان حر ذات نزعة إنسانية محب للحياة والإنسان .
فإيران الإسلام ترى في ذلك فرض واجب إسلامي لان الإسلام رحمة للعالمين بغض النظر عن لونه ووجهة نظره وعقيدته.
المؤسف نرى كل ذلك يرفض من قبل آل سعود لان آل سعود يرون في الصحوة الإسلامية الجمهورية الإسلامية خطرا يهدد حكمهم نتيجة لجهلهم بالإسلام وتأثرهم بحكم الجاهلية الفئة الباغية بآل سفيان ولو عادوا لعقلهم لاتضح لهم ان الصحوة الإسلامية الجمهورية الإسلامية لا تشكل أي خطر على حكمهم بل العكس تماما ستهذب من نفوسهم وتحرر عقولهم وتطهرها من شوائب و أدران قيم الفئة الباغية وجاهليتهم وتنورها بقيم الإسلام السامية ومبادئه النيرة وتجعلهم صادقين مخلصين لوطنهم وشعبهم .
لكنهم استمروا على ذلك الجهل والعمى فرموا أنفسهم في أحضان آل صهيون ودعاة العنصرية في البيت الأبيض وعبدوا رب البيت الأبيض ترامب المجرم وتخلوا عن رب البيت الحرام الله سبحانه وتعالى وجعلوا من أنفسهم بقر حلوب وكلاب حراسة لذبح العرب والمسلمين بالنيابة عن إسرائيل ومصالح رب البيت الأبيض مقابل حمايتهم واستمرار حكمهم على الجزيرة وأبنائها.
لكن الشعب الأمريكي أزال رب آل سعود ترامب وأحاله الى العدالة لينال جزائه العادل نتيجة لما ارتكب من جرائم بحق الشعب الأمريكي من إساءات وحماقات كادت تدمر أمريكا وتذبح شعبها في حروب أهلية كما دمر وذبح الكثير من الشعوب العربية والإسلامية وحتى عالمية نتيجة للحماية التي قام بها لدول تعتبر رحم الإرهاب ورعاية وحاضنة له مثل آل سعود وآل نهيان وآل خليفة ومساندته ومناصرته للمنظمات الإرهابية الوهابية القاعدة داعش بوكو حرام وأكثر من 250 منظمة إرهابية كلها تدين بالدين الوهابي دين آل سعود منتشرة في الكثير من دول العالم.
الآن تلاشى دور ترامب ولم يبق له أثر وتغير دور أمريكا في عهد جو بايدن وهذا يعني لم يجد آل سعود من يحميهم ويدافع عنهم لهذا على آل سعود ان يعودوا الى أبناء الجزيرة الى أبناء الخليج الى أبناء إيران الى احترام أبناء الجزيرة كمواطنين وليسوا عبيد من خلال حكم يختاره الشعب واحترام دول الخليج من خلال التوجه الى الحوار وعليها ان تعي إن رونالد ترامب رحل وبقيت إيران دولة تتطور وتتقدم .
رغم الأخطاء الكبيرة والأضرار الكثيرة التي قام بها آل سعود ضد إيران الإسلام إلا إن إيران الإسلام تجاهلت وتناست كل ذلك ومدت يدها لآل سعود ولكل مبادرة تدعوا الى الحوار والتفاهم بين دول المنطقة وأبدت استعدادها للحوار معها .
لهذا على آل سعود ان يعوا ويدركوا ما يلي:
1 ان لا تعيد الأخطاء التي وقعت بها.
2 ان حل المشكلات في المنطقة يكون بالحوار والتعاون الٌإقليمي لا بالحرب.
3 القبول بالمبادرات الكثيرة التي قدمت والتي تقدم التي تدعوا الى الحوار والتفاهم بين دول الخليج.
4 كما على آل سعود ان يعوا بان الاعتماد على اي دولة أمريكا إسرائيل او غيرها فهؤلاء مهما كانت قوتهم عاجزين عن حمايتهم والدفاع عنهم ولا يمكنهم ان يخضعوا إيران الإسلام.
https://telegram.me/buratha