المقالات

بيع أصول الدولة.."الجماعة" باعوا العراق..!

1162 2021-02-19

 

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

ثمة من يروج بغباء مثقل باللامسؤولية، أن خطة بيع أصول الدولة؛ التي أُدرجت في مشروع قانون الموازنة، الذي قدمته الحكومة الى مجلس النواب،  يمثل خطوة تستهدف مصلحة الشعب، وان الهدف الاساس هو استخدام الأصول المباعة، لتعويض جزء من الخسائر الناجمة عن الازمة المالية والاقتصادية، وتسديد الديون للمصارف الداخلية والخارجية، خصوصا وأن معظم تلك الديون هي ديون سيادية، أي أن الحكومة ضامنة لها، فضلا عن أن كلف خدمة الديون تتصاعد بشكل مقلق ومثير.

بعض "اللوتية" المتصدين للمشورة ألإقتصادية، يروجون الى كذبة كبيرة، مؤداها أنه  من خلال بيع هذه الاصول، يتم دعم شبكة الرعاية الإجتماعية، ومساعدة الاسر الأكثر فقراً في العراق، بل ويسوق هؤلاء "اللوتية" لكذبة اكبر، هي ان ممتلكات الدولة ستبقى ملكا لها.

الحقيقة التي يجب أن تقال وبصوت مرتفع، هي أنه لا جائحة كورونا ولا تدني أسعار النفط جرائها، يقفان وراء المشكل ألإقتصادي الذي نعاني منه، بل هو سوء الإدارة المالية للدولة،  والإستدانة إلى مستويات أصبح حملها ثقيلا، إلى درجة قامت فيها الحكومة الحالية، بإجراءات تأخير صرف الرواتب، وفرض ضرائب تعسفية، ورفع أقيام الضرائب والرسوم، ووقف دفع مستحقات الدين العام،الأمر الذي وضع الدولة في خانة التعثّر المالي، خيث لا توجد أي إمكانية للحصول على مداخيل للخزينة العامة، إن من خلال  الضرائب (الوضع الإقتصادي) أو من خلال الإستدانة (التعثر المالي).

هذا الوضع  دفع الحكومة الى "مصادرة" أموال العراقيين الموجودة في البنك المركزي، وتحولت تلك الأموال الى شحمة في فم "هر" أسمه الحكومة، نقول "مصادرة" وليس "إستدانة"، لأن التاريخ لم يذكر لنا أن "هرا" أعاد الشحمة التي سرقها، ولو لمرة واحدة، فالشحمة التي تدخل بطن "الهر" لن تخرج منها أبدا!

لم تكتف "الهررة" بشحمة البنك المركزي، بل أن شرهها ونهمها دفعها الى التفكير ببيع أصول الدولة، فثبتت ذلك في فقرة ملزمة في مشروع قانون الموازنة، على الرغم من التعافي المشجع في أسعار النفط الخام، الذي وصل هذه ألأيام الى 63 دولار للبرميل، فيما خبراء اللصوصية الذين أعدوا مشروع قانون الموازنة، ما يزالون مصرين على سعر 45 دولار للبرميل، وما يزالون مصرين أيضا، على منح الأردن 100 الف برميل بترول مجانا يوميا، نظير "إستضافة" ألأردن، لرغد إبنة الرئيس "الشهيد" صدام حسين، كما مثبت ذلك رسميا في وثائق الحكومة الأردنية!

إذا كان العراق قد تحول من إقتصاد الدولة، أو ألإقتصاد الشبه إشتراكي، الذي كان سائدا قبل 2003، الى الأقتصاد الحر، فإن النظرية الإقتصادية في الإقتصادات الحرّة، تنصّ على عدم تدخّل الدولة في اللعبة الإقتصادية، إلا من باب الرقابة والتشريع والتنظيم، وليس من حق الحكومة بيع أصول الدولة، فهذه ملكية عامة للشعب، وليس من حقها التصرف بها بيعا، نعم لها حق إدارتها، ومفهوم الإدارة ينصرف الى المحافظة والتنمية، لا حق بيعها الذي يؤدي بالمحصلة الى إنعدام وجود تلك الأصول.

أن دول العالم الديموقراطية تتوجه أكثر فأكثر، نحو الشراكة بين القطاعين العام والخاص، والتي هي عبارة عن استخدام مال وخبرات القطاع الخاص على المنصة العامة، هذا هو ما مسموح به، أما أن يتملك القطاع الخاص أموال الشعب بأثمان بخسة، فتلك "لصوصية" مع سبق الإصرار والترصد، خصوصا أن القطاع الخاص الذي ستباع له أصول الدولة العراقية، هو جزء من منظومة الفساد الحاكمة، وهو الذي يقودها!

عملية بيع أصول الدولة تعني، أن الفساد في القطاع العام، سيتمّ تحمليه بالكامل للقطاع الخاص، مع العرض أن القطاع الخاص العراقي متخادم مع الفاسدين، لأنه فاسد من البيضة!.

 كلام قبل السلام: بالنتيجة هنالك ضرب للدستور، من ناحية قدسية الملكية العامة، ومن ناحية الثقة بالقطاع الخاص..!

سلام..

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك