السيد محمد الطالقاني ||
لقد كانت ابشع جرائم صدام الكافر ضد الشعب العراقي, هي تلك الجرائم التي استهدفت الجماعة الصالحة في العراق , حيث طالت هذه الجرائم رجالات الحوزة العلمية في العراق, والقضاء على خيرة رجالها من العلماء والمراجع والفضلاء, وحرم الامة من علمهم ونورهم.
فكانت البداية في الخامس من شهر كانون الأول لعام 1974 حيث أقدم الكافر صدام على ارتكاب حمام دم رهيب هز مشاعر كل الشرفاء العراقيين, وذلك بإعدام الشهداء الخمسة من قبضة الهدى، تلك الكوكبة المجاهدة من طلائع الحركة الاسلامية في العراق، وهم الشهداء (الشيخ عارف البصري, و السيد حسين جلوخان ,والسيد عز الدين القبانجي, والسيد عماد الدين التبريزي, والسيد نوري طعمة).
هؤلاء الابطال الذين ضحوا بدمائهم الطاهرة, من اجل قضية الاسلام والدفاع عنها , وذلك من خلال بث الوعي الاسلامي في صفوف الامة ، ليرسموا اروع صورة من صور الشهادة والعطاء, في سبيل قضية دفعوا من اجلها اعز ما يملك الانسان ثمنأ لعقيدته ودينه, فكانوا قدوة يقتدى بها, ومنارا واضحا في الدرب الطويل الذي اضاء الطريق الوعر في عتمة الليل, ودفعنا الى المسير في سبيل الحرية والاستقرار.
ثم امتدت يد اللقيط الارعن صدام الى اكبر فيلسوف في العالم الاسلامي , كانت تنحتي له الرقاب اجلالا لعلمه وفضيلته , انه مفجر الثورة الاسلامية في العراق اية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر ( قدس سره) الذي استطاع أن ينازل بفكره الإسلامي عمالقة الحضارة الماديّة الحديثة ونوابغها الفكريّين، وأن يكشف للعقول المتحرّرة عن قيود التبعيّة الفكريّة والتقليد الأعمى زيفَ الفكر الإلحادي، وأن يثبت فاعليّة الفكر الإسلامي وقدرته عديمة النظير على حلّ مشاكل المجتمع الإنساني المعاصر،والاضطلاع بمهمّة إدارة الحياة الجديدة بما يضمن للبشريّة السعادة والعدل والخير والرفاه.
لقد شهد عام 1980 اعدام خيرة ابناء العراق من الجماعة الصالحة, من علماء وطلبة الحوزات العلمية وخطباء المنبر الحسيني حيث تم اعدام اكثر من اربعة الاف رجل دين, اضافة الى جمع كبير من المثقفين, وأصحاب الفكر من مدنيين وعسكريين, والآلاف من الشباب الأبرياء والنساء والأطفال, حتى امتلات سجون البعث الكافر بالشباب الثوري الواعي لينهي حياتهم بابشع طرق التعذيب والاعدام.
ثم امتدت يده الاثيمة لاغتيال الشهيدة بنت الهدى, واية الله العظمى الشيخ مرتضى البروجردي, واية الله الشيخ ميرزا علي الغروي.
ويستمر الظلم والتعدي على علماء الفكر ورجال العلم حتى يطال اسرة المرجع الديني اية الله العظمى السيد محسن الحكيم , حيث هجمت وحوش وازلام نظام الطاغية على بيوت تلك الاسرة وأعتقلت منهم 65 شخصاً لم يفرق فيهم بين صغير وكبير واعدم خيرة رجال الحوزة العلمية ومراجعها من هذه الاسرة الكريمة .
وامتدت يد المجرم صدام المملوءة بدماء الابرياء لتنال مرة اخرى من المرجعية الدينية فيقضي على مرجع الطائفة انذاك السيد الخوئي بعد ان قتل اولاده السيد محمد تقي الخوئي, والسيد ابراهيم الخوئي, وصهره السيد امين الخلخالي .
كما اعتقل المرجعين, اية الله السيد عز الدين بحر العلوم, واية الله السيد علاء الدين بحر العلوم, مع عديد من الخطباء وفضلاء الحوزة العلمية ليغيبوا في سجون وطامورات تحت الارض لم يعرف اثرهم لحد يومنا هذا.
بعد ذلك طالت يد اللقيط صدام المرجع الديني اية الله العظمى الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر مع نجليه بعملية جبانة دبرها الارعن صدام, ليستشهدوا في ابشع جريمة يندى لها الجبين ,برميهم بالرصاص وبقاء اجسادهم على الارض الى ان نزفت كل دماء اجسادهم الطاهرة .
لقد كانت صولة ابناء العراق من الجماعة الصالحة , في تلك الاعوام التي شهدناها كصولة اصحاب الامام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء, فقد جسد اولئك الابطال ملحمة الطف خلال تلك الاعوام, حتى سالت لهم دماءا عزيزة على امامنا المهدي ارواحنا لمقدمه الفداء.
فقد وقف ابناء الجماعة الصالحة , رجالا ونساءا موقفا ضد الطاغية الكافر , لبسوا فيه القلوب على الدروع حتى تهافتوا على ذهاب الانفس, من اجل الكرامة, ومن اجل هيهات منا الذلة .
واليوم وبعد زوال حكم اللقيط صدام الى الابد, والقي في مزبلة التاريخ بلا عودة, ونهشت الكلاب جسده المشؤوم , تخرج علينا بنت ذلك اللقيط , وربيبة الدواعش يحيط بها بعض اشباه الرجال من مرتزقة السفارات, في محاولة منهم لرسم صورة جديدة لطاغوت العراق , ظنا منهم انهم سيفلحوا في هذا الامر ويعودون لحلم يراودهم في الخيال وبلباس اخر يتماشى مع الوضع الجديد .
ولكن هيهات ,,,هيات, فدماء شهدائنا من ضحايا المجرم صدام , سوف تحرك الشارع العراقي ضدهم, وتجعلهم في اسفل درك من جهنم .
والحذار... الحذار, لاننا لن ننسى جرائم صدام الكافر وان طال بنا الزمن , فلا زالت اثار سياطه على ظهورنا, فاحذروا الحليم اذا غضب.
https://telegram.me/buratha