المقالات

سنجار..المنازلة القادمة..!

1641 2021-02-16

 

🖋  قاسم سلمان العبودي ||

 

على نهج الخيانه المرسوم بدقة متناهيه , دخلت جحافل الجيش التركي مدججة بكل أنواع الأسلحة التقليدية وغير التقليدية , الى حدود مدينة سنجار العراقية , رافقها قصف كثيف على جبل كاره في محافظة دهوك , في محاولة للتغطية على الدخول الغاشم لهذه المدينة التي عبدت شوارعها بدماء أبناء العراق من الوسط والجنوب , في أكبر ملحمة بين قوى الظلام الدعشي وبين أبناء الفتوى المباركة . السؤال هنا , ماذا يريد ( أمير المؤمنين ) أردوغان من هذا الأقتحام المروع للمدينة  ؟؟

المتابع للسياسة الأمريكية في الشأن العراقي , يجد أن ديدن واشنطن , وأرقها الدائم هو الحشد الشعبي ، الذي أفشل كثير من مخططات واشنطن التي صرفت عليها ملايين الدولارات , من أجل تفتيت وأنهاء الحشد الشعبي في العراق . لكن ذهبت جميع محاولاتها أدراج الرياح , وذلك لرصانة المنظومة الحشدية , وصدقية رجالها الذين عاهدو الله والشعب العراقي بالتصدي لأي محاولة من شأنها المساس بالأرض العراقية , وأيذاء الشعب العراقي . يبدو هناك تنسيق عالً بين أجهزة المخابرات الأمريكية والتركية بشأن الدخول التركي المسلح للأراضي العراقية , وتحديدا مدينة سنجار ! وبعلم وموافقة حكومة أقليم الشمال العراقي , وعلم الحكومة الأتحادية أيضا . فما هو السيناريو القادم  ؟؟

مجموعة أهداف سياسية تكمن وراء هذا المخطط الأستكباري , أولها وأهمها هو قطع طريق الحرير العابر لمدينة سنجار بأتجاه الحدود العراقية التركية . رغم أن طريق الحرير أذا تم فأن ( الجارة ) تركيا ستكون أول المستفيدين منه , فلماذا تقطع هذا الشريان الحيوي ؟

نعتقد هناك هبات قد أعطيت لتركيا , وضمانات كبيره من أجل الضغط على المنظومة الأوربية , بدخول تركيا حلف الناتو , والذي تتعمد البلدان الأوربية بعدم أدخال تركيا في الحلف نتيجة الخلاف الكبير بينها وبين قبرص من جهة , وبينها وبين اليونان من جهة أخرى , مع ضمانات أمريكية بعودة الترسيم البحري بين تركيا واليونان .

والهدف الآخر هو الضغط على الداخل العراقي , وأستفزاز الرأي العام العراقي من أجل أخراج قوات حزب العمال التركي , والذي يتخذ من شمال العراق ملاذا آمنا له , وهذا ما عجزت عنه الآلة الحربية التركية منذ دخول الحزب الى اليوم .  لذا يعتبر هذا الهدف بحد ذاته مكافئه كبرى لأروغان وجيشه . فضلاً عن ذلك هناك أطماع تركية في شمال العراق ، وقد صرحت القنوات الدبلوماسية بذلك في أكثر من مناسبة ، ومن الممكن العودة الى تعديل أتفاقية لوزان ، والرجوع مره أخرى الى بسط يد تركيا على المدن العراقية في شمال العراق ، كما كان في العهد العثماني ،مثل الموصل وكركوك .

  يبدو هناك هدف ستراتيجي آخر تعمل عليه المخابرات الأمريكية يكمن بجر الحشد الشعبي لمواجهة مفتوحة مع القوات التركية الغازية , وبمعزل عن الدعم الحكومي العراقي , والذي يعتبر قطب هذه المحاولة الخبيثة , علما أن الحشد الشعبي منضوي تحت المنظومة العسكرية  للقائد العام للقوات المسلحة العراقية . فما الذي سيحدث  في حال قامت القوات التركية والأمريكية بأستدراج الحشد الشعبي الى مواجهه مفتوحه ؟ قطعاً سيعود عبد الزهره ، وكاظم وعبد الحسين الى الألتحاق الفوري للقطعات العسكرية للحرب ضد الغزو الأمريكي - التركي ، وكما هي العادة سيتابع ( شركائنا في الوطن ) صور أبنائنا مقطعة من خلال شاشات التلفزة ، وربما سيحزنون لبشاعة المنظر وهم يدخنون أراكيلهم في أحد الكوفيهات !

نعتقد اليوم بات من الضروري أن يكون هناك ضغط سياسي لزعماء المكون الشيعي ، على المفصل الحكومي ، بأخراج القوات الأمريكية من العراق ، وفي حال أمتناعها يجب على الكتل البرلمانية  المطالبة الفورية بتفعيل أتفاقيتهم المزعومة   بالدفاع عن العراق فيما  أذا تعرض لعدوان خارجي ، واليوم تركيا تقتحم العراق بأبشع صور الأقتحام ، فلتحرك واشنطن ساكناً أمام  هذا الأعتداء السافر  . وألا  ما هو سبب تواجدها غير ذلك العذر الواهي . 

لنترك الخوض في موضوع عودة ( البطة ) جانباً ، ولنترك تويتر وتغريداته ، فا المستهدف المكون بأكمله ، ومن يقف خلفه .

 

الأثنين  ١٥ / ٢ / ٢٠٢١

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك