المقالات

"ثورةُ الخُمينيّ" تُحَرّكُ كنائسَ الغَرب!!!


 

مازن البعيجي ||

 

يُصيبُكَ الذُّهول عندما تَعرِفُ ما أَحدَثتُهُ ثورةُ الإمام الخُميني "قُدِّسَ سِرّهُ الشريف" ، وأيّةُ مياهٍ راكِدَةِ حَرَّكها في أقاصِي العُقولِ الغَربيّةِ التي تأثَّرت بِما رَأتْ من قُوةٍ في الطّرحِ وثباتٍ في المبدأ ،ولكن تُصابُ بالدّهشَةِ أكثر ، عندما تَجِدْ هذا التأثّر لم يَشمِل البعضُ الكثيرمنَ المسلمين ، ومنهم بعض الشيعة!!!

الأمرُ الذي يَضعُنا أمامَ حالةٍ منَ التَّأمّل التي تدفعُنا الى مَعرفَةِ الأسباب والخفايا التي جَعلتْ مثلَ عمالقة الفِكر ، وروُّادُ الصّحافة وأصحَابُ الأقلام،  وأساتذة أكاديميين ، وقساوسة ورهْبان وغيرهم، ينظرون لتلكَ الثورة المباركة ، نظرةً إيجابيًةً ، لِما أحْدَثت مِن تغيير على مُستوى المفاهيم والرؤى لدى المؤسّسات المُخابَراتِية لدولِ الأسْتكبار، مِمّن راهنَت عَلى مُصادَرةِ الدّينِ الإسلامِيِّ السَّماويّ الحَقيقيّ ،وغيرهِ من بَقيةِ الأديان!

ثورةٌ، تَجَاهَلها مَنْ فَقَدَ أدواتُ مَعرِفَتِها ،وتجاهُل ذلكَ البُعدُ المَعنويّ الذي كانَ يُمثّلُهُ شَخصُ الإمام الخُمينيّ العظيم "قدس سره" وماتمخّضَ عن ثورتِهِ من حفظِ كرامةِ وعزَّةِ المسلمين ، ولعلَّ المَوانِعَ تَختلفُ مِن شَخْصٍ لآخر باختلافِ الأعذارِ والتَّبرِيرات، ولكن بالنتيجة: بقيَ أثرُ وصدى هذهِ الثّورةُ الإلهية عندَ الكثير من المسلمين والشيعة، وفي ذات الوقت نجدها مجهولة أو أريدَ تجهيلها حتى لا تأخذ مساحتَها الحقيقيّة عند البعض كما أخَذَتْ مداها في فِكرِ ذلكَ الفيلسوف والعبقري "المرجع الشهيد محمدباقر الصدر" والذي بَيَّنها وعَرَّف عنها بطُرُقٍ مختلفةٍ ودَقيقةٍ ، حينما اعلنَ عن مسؤوليةِ قناعتِه ، كما لو أنهُ وقَعَ على كَنزٍ كان يَنتَظرُهُ في عُمقِ رُوحِهِ وفكرِهِ، ليُؤدّي لهُ واجِبَ الطاعة الإتّباع ، والاستعداد للنُّصرَةِ والدّعمِ لها، والوقوفُ العَلَني الى جانبِها، مع خطورةِ الوضعِ الأمني آنَذاك ،ومايتَرتَّب على من يَهمِس ويُشِير مؤيِّدًا فضلًا عنِ الإعلان بصوتٍ مسموع، إلّا القتلُ والتَّغييب!!!

يقول : البروفسور إسماعيل كيلبس وهو فيلسوف معروف في قسم الحضارةِ الإسبانية. قال :

(في الحقيقةِ لقد بُعِثَ الدّينَ الى الحياةِ من جديد ، واستَنشَقَت الكنائِسُ شَميمًا لم تَعهَدهُ من قَبل ، ولَم يَعُد الإهتمامُ بالدّين والآراءِ الدّينيَّةِ في الجامعات أمرا مُستَقبَحًا أو غير ذي قيمة ، واستَعادَ الجَمال المعنويّ حضُورَهُ الفعّال في الحياةِ اليومية،واشتَدَّت الرّغبَةُ العارمةَ في داخلِ العالَمِ نحو الدّين وسِحر المحاسِن المعنويّة من أجلِ الخلاصِ ومن أجلِ الارتقاءِ بالعلاقاتِ الإجتماعيّة .

كلُّ ذلك ، سَببَهُ الدّعوة الجديدة والنّداءُ الحقيقيّ الذي أطلَقَهُ الإمام الخُميني "قُدّسَ سِرَّهُ الشَريف" بثورتهِ الدينيةِ في عالمِ الفكْرِ وذهنيَّةِ المجتمعِ الإنسانِيّ) .

ويقولُ آخر: هو البروفسور يافوس أوسوس ألماني ، دَخلَ الإسلامُ حَديثًا وهو نائبُ رئيسُ الكليّةِ الفنيةِ في جامعةِ (بريمن) بألمانيا، وأحَدِ أبرزُ القادةِ المسلمين النّطّاقين بالألمانية في أوروبا يقول:

 (يُعتبَر الإمامُ الخُمينيّ "قدس سره" المُستَنهِض لمشاعِر جميعِ الموحدينَ في عصرِنا ، ولا نُبالغُ إذا قُلنا بأنّ عمليّةَ إحياءِ الدّين والمعنويّات في زمنٍ سيطرت فيه الماديّة وآلاتها ووسائِلها وافكارِها المُعادية لكل ما هو معنويّ في المجتمع الإنساني ، مًدينة للإمام الخُميني ولرجالِ الثورة الإسلامية ) .

وغيرُ ذلكَ الكثير من مراكزِ الأبحاثِ والرّصدِ التي عبَّرَت عن إعجابِها بالثورةِ الإسلامية الإيرانية المباركة وعلى تفرُّدِ قائدِها الخُمينيّ العظيم، وهنا يبرُزُ إظهارُ تَوجيهُ العتَبَ واللَّوْم للتَّساؤل! كيفً بلغَتْ تلكَ الصرخةُ آفاقَ مناطِقَ العالَمُ ، على مستوى البُعدِ ..جغرافيًّا ،وفكريًا وعقائديًا ، ثمَّ لم يستَفِق أولئك الشركاء ومَن كان يسمعُ شعاراتِها تقرعُ العقولَ والقلوب وفي الأزقّةِ القريبةِ والأبواب ، مِمَّن عَرفُوا "روحَ اللهِ" بل وحضَروا أبحاثَهُ ودروسَهُ الثورية الفكريةالعاقائدية؟!!

(وَمَا ٱخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَىْءٍۢ فَحُكْمُهُۥٓ إِلَى ٱللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبِّى عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)الشورى ١٠

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك