المقالات

ايران ومسؤولية حمل الرسالة المحمدية

1475 2021-02-14

 

عدنان جواد ||

 

ان مسؤولية حمل الرسالة المحمدية الاصيلة، تتطلب ايمان عميق وتضحية بالمال وبالنفس، فقد تحمل اهل البيت عليهم السلام القتل والسبي والتضييق والخناق، وذلك بعد ان عادت الجاهلية واحقادها وثارات الحروب التي خاضها الرسول والامام علي لتثبيت الاسلام فقتل فيها الناكثين والقاسطين والمارقين وقادتهم.

 وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه واله وسلم، وعندما تسلطوا من جديد ولكن هذه المرة ليس باسم اصنامهم وقوانينهم الجاهلية واعرافهم وتقاليدهم، وانما باسم الاسلام وبالادعاء بالقرب من النبي محمد صاحب الرسالة، وانهم اصحاب الرسالة وانهم خلفاء الرسول من بني امية والعباس، فحكموا من جديد وتسلطوا فظلموا نتيجة لحقدهم القديم وثارت بدر وحنين ، فكان اهل بيت النبي اصحاب الرسالة الحقيقيون بين مقتول ومسجون ومشرد.

لكن في نهاية المطاف لا يبقى الا الحق واهله، فقتل بعضهم البعض بالتنافس على السلطة، واختفت القصور التي شيدوها من اموال المسلمين، وخلد تاريخهم الاسود في الذبح والحرق، وسينالهم اشد العقاب في الاخرة، بينما اهل بيت النبي خلدهم التاريخ بصفحاته البيضاء، ولا زال جميع المسلمين يدينون لهم بحفظ الدين والرسالة من التحريف، لذلك تجد مقاماتهم بقت شامخة يقصدها الملايين للزيارة والتبرك وطلب الشفاعة بهم، ماعدا القلة من احفاد معاوية ويزيد والذين يظهرون في فترات متباعدة من التاريخ فيخربون البلاد ويذبحون العباد باسم الاسلام.

وحسب فلسفة الامامة بعدم جواز خلو الارض من قائم لله بالحجة، وكما ان الولاية كانت للرسول والائمة المعصومين، تتجدد في كل عصر على يد القادة الربانين ، الذين يرفعون على عاتقهم الحفاظ على الرسالة المحمدية الاصيلة من التشويه والانحراف.

 فكما ضحى الحسين عليه السلام بنفسه واولاده واصحابه من اجل ثبات الرسالة على طريقها القويم بعد ان تحولت الى كسرويه ورومانية وعودة الجاهلية، والامام الخميني رضي الله عنه والثورة الاسلامية في ايران ، هي من يحافظ على الرسالة بعد ان وقف الجميع ضدها، الشرق والغرب والعرب، لان الشيوعية كانوا يرون فيها خطر على افكارهم ، والرأسمالية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية حليفة الشاه ، رات فيها خطر على وجودها ووجود الكيان الصهيوني، لذلك تصدت لها بكل ما تستطيع ، من الدعم للشاه شرطي الخليج الذي يمتلك اقوى جيش في المنطقة، اضافة الى قبضة السافاك المتوحشة، الشرطة السرية التي تم تأسيسها  وتدريبها بمساعدة الموساد الاسرائيلي.

 يقول الكاتب المصري محمد حسنين هيكل في كتابة مدافع اية الله : (انني اظن انك بسلاح الدين تستطيع ان تقوم بدور المدفعية بعيدة المدى وان تهدم نظام الشاه فوق رؤوس اصحابه انني اسمع دوي مدافعك ولكنني لا ارى اثر لمشاتك، فتحقيق النصر في الثورة كما في الحرب يتحقق بالمشاة الذين يحتلون المواقع ويتولون تطهيرها ويتحملون مسؤولية المحافظة عليها) ، لكنه لا يعلم ان هناك تسديد رباني يقف خلف هذا الرجل وكارزما مؤثرة وشعب واعي ومثقف، وهذه الثورة وبعد الانتصار قال ان هذه الثورة تختلف عن كل الثورات التي اكلت ثوارها كما في الثورة الروسية  والفرنسية وغيرها.

 لذلك العقوبات الامريكية والحصار مستمر منذ 42 سنة، وقد تعرضت لحرب طاحنة تم استهداف كل شيء في الدولة ، واستهدافات واغتيالات لعلمائها وكفاءاتها، لكنها ورغم ذلك استطاعت وبعد ان كانت لا تمتلك السلاح والعتاد للدفاع عن نفسها في بداية الحرب المفروضة، تمتلك الطاقة النووية، والاقمار الصناعية، والصواريخ الدقيقة، والمراحل المتقدمة في جميع العلوم الحديثة ، تصنع الطائرات والسفن ومختلف انواع العجلات.

 اصبح للشيعة في العالم كيان محترم يعتبر من القوى النووية في العالم، فهي الحارس الامين للرسالة المحمدية الاصيلة بعد ان تخلى عن حملها العرب واغرتهم الدنيا وذهبوا خلف الاعداء يهرولون للتطبيع ويقفون بوجه ايران الاسلام كما وقف اسلافهم بوجه اهل البيت عليهم السلام.

 لذلك فحامي الرسالة رغم تعرضه للحصار والجوع والتهديد والوعيد لكن لابد ان يكون حليفه النصر في النهاية وهذا وعد رباني، ولو انها تركت مبادئ الرسالة ووقفت مع الاقوياء وتركت الدفاع عن المستضعفين لكانت اليوم من الدول العظمى خضعت لها جميع الدول في المنطقة، لكن هذه المسؤولية تتطلب الصمود والايمان القوي فهل ندعمها فنكون من اصحاب الرسالة او نقف ضدها فنكون مع الاعداء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك