المقالات

قيدُ الانتصار دماءُ الحكيم..!


 

أمل هاني الياسري ||

 

عرس وطني وبطاقات معايدة يتبادلها أبناء الوطن، لشهيدهم يوم استشهاده في محراب جده أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، فروح العراق، واعتداله، وحكمته كلها تعانق اسم الشهيد السعيد، السيد محمد باقر الحكيم (رضوانه تعالى عليه)، وتسير معه الى جنات الخلد، نعم كل هذا الحب، لأولئك الذين يتخطون المسافات، حيث طافت ذرات جسده الطاهر بين طيات السماء، لتعلن ولادته مع الصديقين في عليين، وحسن أولئك رفيقا.

الأول من رجب توضأ بدم الحكيم، فكان قيد الإنتصار، ومفتاح التغيير المنشود، إنها الحياة الأبدية بعد الموت الظاهري، والعطاء الذي لا حدود لهن فتداعيات غياب شهيد المحراب، غير موجودة على أرض الواقع، فهو نور متجدد مع كل أول رجب يهل علينا، لندرك أن هذا اليوم، يمثل جواز سفر الى الخلود والكرامة، فأبواب المحراب مشرعة، نسجت قصة آل الحكيم، وتسرد الدمع بين جدران الصحن العلوي الشريف.

لقد أكد الشهيد الحكيم (رضوانه تعالى عليه) مراراً، وتكراراً على ترسيخ السلم المجتمعي، والوحدة الوطنية، والإستقلال، وتعميق الوئام بين أبناء الوطن الواحد، ودعم مسار إنتخاب حكومة عراقية مستقلة، بعيدة عن الضغوط الخارجية الإقليمية والدولية، وهذا ما إستشعرت قوى الإستكبار العالمي خطورته، فإمتدت يدها الغادرة لتنال من شخصه، لكنها هيهات أن تنال من فكره وحكمته، فبات يوم رحيله يوماً للشهيد العراقي وبكل فخر وإقتدار.

لقد مُنِحَ الحكيم أجنحة نورانية ليطير في السماء، لكنه ترك خيوط عمامته؛ لتكون جذوراً حكيمية راسخة، في بناء دولة عصرية موحدة، تقوده جماعة صالحة، مؤمنة بأن العراق واحد لا يتجزأ، مهما عظمت التحديات وجالت الصعاب، وأنه عندما استشهد في محراب العبادة، فإن ذلك يعني إختياراً وإختباراً؛ ليحظى بالرضوان الإلهي، ويضمن لنفسه الجنة، ولمشروعه البقاء، فكانت فرصة الكمال متاحة، وقد إقتنصها السيد محمد باقر الحكيم ليفوز بالحُسنيين.

الحديث عن الأول من رجب، يخرج من حنايا القلوب، ليلهمنا الدروس والعِبر، لمواجهة التحديات الراهنة، والتي تعطينا زخماً معنوياً ووطنياً للنهوض بواقع عراقنا، حيث أبجديات شهيد المحراب في الدفاع عن بلدنا، وتحقيق الأمن والإستقرار، والسيادة الوطنية، وبناء دولة العدالة والمساواة، والحرية، على يد رجال الإعتدال والوسطية، ففرحة المناصب نعيم يفنى، لكن رفاهية الوطن والمواطن لذة تبقى.

سلاماً لك أيها الشهيد السعيد، لقد إستوطنتَ قلوب المجاهدين والشرفاء في كل العالم، فأنت رمز وعنوان للمقاومة والجهاد، ولولا أنك بهذا الحجم لما طالتكَ أياديهم الآثمة، ورغم أن الكرب قد إشتد، لكن الأول من رجب هو يوم صبرنا وفخرنا، وموضع إعتزازنا أينما كنا وحيثما حللنا، لأن عطر محرابك العبق بدمك الطاهر، كان وسيظل سر بقائنا، وسمو منهجنا، ولن تبدده الأيام و( لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك