ضحى الخالدي ||
رضوان الله على الحاج رضوان
لم يكن اختيار (الحاج رضوان) اسماً حركياً للشهيد القائد عماد مغنية اعتباطياً، فرضوان الملاك خازن الجنان، والحاج رضوان خازن الجحيم للصهاينة والأميركيين وحلفائهم؛ الملاك الحارس لبوابات المقاومة، والباسط جناحيه على امتداد محور الممانعة من لبنان الى فلسطين والعراق وسوريا.
الملاك الذي حلّق من فتح الى حركة أمل الى حزب الله، وتمتع بأعمق العلاقات مع ياسر عرفات وخليل الوزير (أبو جهاد) حتى وافتهما المنيّة رغم اختلاف الآيديولوجيات، وظل داعماً ومسانداً لفتح وحماس وحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.
هذا القائد المؤسس الذي رفض تأسيس تشكيل مقاوم في فلسطين يختصّ بمعتنقي المذهب الشيعي لأن المقاومة في نظره ليست أداةً للفتنة بل للتحرير.
الشهيد عماد مغنية أخو الشهيدين جهاد وفؤاد مغنية؛ الذي شهد في حقه قائد النصر الشهيد أبو مهدي المهندس قائلاً: (إن المقاومين في العراق انتصروا بفضل التدريب الذي تلقّوه من الشهيد عماد مغنية والجنرال [الشهيد] قاسم سليماني) وأضاف (رافق الشهيد عماد مغنية المقاومين في العراق منذ بدء عملهم الجهادي، وله بصمات في تدريب المجاهدين أيام الحركة الشعبانية ضد [نظام الطاغية المقبور] صدام).
ووصفه الشيخ قيس الخزعلي أمين عام حركة عصائب أهل الحق بأنه (عميد المقاومة الإسلامية التي قاتلت الاحتلال الأميركي في العراق، وركيزتها.)
عماد المقاومة وعميدها المتواضع الذي كان يرفض أن تسجل العمليات باسمه رغم أنه الكابوس الذي تصفه أوساط المخابرات الأميركية بأنه أكثر رجل على الكوكب قتل الأميركيين، ولا ريب في ذلك إذ أن تفجير السفارة الأميركية في بيروت نيسان ١٩٨٣ أسفر عن مقتل ٦٣ أميركياً، وتفجير مقر قوات المارينز الأميركية في بيروت أودى بحياة ٢٤١ أميركياً، فيما أدى تفجير معسكر الجنود الفرنسيين في الجناح الى مقتل ٦٨ فرنسياً، وووو... الى ما لا نهاية من أوكار الشر الأميركية والفرنسية والصهيونية في الكويت والأرجنتين وغيرها من البلدان.
لم ينسَ الموساد أن عماد المقاومة وعمدتها هو قائد عمليات انتصار تموز ٢٠٠٦ لثلاثة وثلاثين يوماً، فكانت جائزة استشهاده وعد رئيس الوزراء وقتها إيهود أولمرت لرئيس الموساد بالبقاء في منصبه حتى نهاية عام ٢٠٠٩.
لم يكن الموساد الجهة الضالعة الوحيدة في اغتياله؛ بل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA أيضاً حتى أن العبوة الناسفة مصنوعة خصيصاً ومختبرة في ولاية كارولاينا الشمالية في الولايات المتحدة، وهي من عمليات الاغتيال النادرة التي استمرت الCIA بتنفيذها ولو بالمشاركة مع الموساد؛ دون إيكال المهمة الى الوكلاء.
عماد.. الذي صرّحت الخارجية الأميركية حين استشهاده بأن (العالم بات أفضل دونه) فهل بات العالم أفضل دونه حقاً؟!
ألا يشبه ذلك تصريح الغبي ترامب أن (العالم بات أفضل دون [الشهيد] قاسم سليماني)؟
فهل بات العالم دونه أفضل؟!
لا أظن ذلك، بل ستبقى كلماته محفورةً في صوان التأريخ وأرض المقاومة من جبال البرز الى جبل الكرمل: (الهدف واضح ومحدد ودقيق ..إزالة إسرائيل من الوجود).
https://telegram.me/buratha