المقالات

تشظي الائتلافات قبيل الانتخابات..!

1558 2021-02-13

 

زيد نجم الدين ||

 

انتخابات تلو اخرى تشهد الساحه العراقية تشظي متنامي في الاحزاب و الكيانات الانتخابية ، ففي استعراضٍ سريع لبيانات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ، نجد ان في انتخابات 2006 بلغ عدد الائتلافات الانتخابية 19 ائتلافاً انتخابيا ، في حين ان هذا الرقم تراجع بعض الشيء في انتخابات 2010 الى 12 ائتلافاً انتخابيا ، جاء هذا التراجع اثر تشكيل ائتلافان كبيران و همها القائمه العراقيه و ائتلاف دولة القانون و هذان الائتلافان تشكلا نتيجه لتحالف مجموعه من الاحزاب و الكيانات التي فضلت تشكيل تحالفات كبيره على حالة التشضي الحزبي، لكن في انتخابات 2014 قفز عدد الائتلافات الى 277 ائتلافا و هذه تعد نقله غير مألوفة في التجربتين الانتخابيتين السابقتين ، اما في انتخابات 2018 و التي شهدت اقل نسبة مشاركة اذ سجلت المفوضية 204 ائتلافا و على الرغم من ان هنالك تراج في عدد الائتلافات عن انتخابات 2014 الا ان هذا التراجع يبدو منطقيا نسبة الى تراجع عدد المرشحين للانتخابات ، ففي انتخابات 2014 بلغ عدد المرشحين 9039  مرشح اما في انتخابات 2018 تراجع هذا الرقم الى   6,904 مرشح و هذا الرقم قريب جدا مما سجلته انتخابات 2005 و2010 اللتان سجلتا  6655 و 6281مرشحا (على التوالي)، اما في الانتخابات المزمع اقامتها في اكتوبر 2021 ، فبحسب اخر احصائية اعلنت عنها مفوضية الانتخابات في 31 كانون الثاني 2021  هنالك 52 حزبا ابدى رغبته للمشاركة في الانتخابات  كذلك هنالك 69 طلبا قيد التسجيل لاحزاب جديده قد تضاف الى عدد الاحزاب المجازه و الذي عددها 235 حزبا ، و بلا شك فأن هذه الارقام قابلة للزياده اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار ان اخر موعد لتسجيل الاحزاب و الكيانات هو 10 شباط 2021 ، وبهذا الخصوص يتوقع مراقبون تجاوز عدد الائتلافات المشاركه في الانتخابات عتبة الثلاثمائة ائتلاف.

ان هذه التشظي المتزايد في اعداد الاحزاب و الكيانات المشاركه في الانتخابات بشكل فردي غير ائتلافي يعبر عن غياب وحدة الهدف التي تجمع الحلفاء في برنامج ائتلافي-انتخابي يكون سبيلهم لتحقيق الغاية التي يتشارك بها المتحالفون ، فمعظم هذه الاحزاب تميل لخوض السباق الانتخابي بمفردها دون الائتلاف مع احزاب اخرى تشترك معها بنفس الشعارات ، و هذا ما يجعلني اعتقد ان هذه النمط من الاحزاب غير مهتم لتحقيق شعاراته و اهدافه ، فهم يستخدموها كوسيلة لكسب الاصوات الانتخابيه ليس الا ، فالحزب الذي تقوده اهدافه و شعاراته لخوض الانتخابات لا بد له ان يسعى بكل قوة لتحقيق تلك الشعارات لا سيما من خلال العمل المشترك الانتخابي مع بقية الاحزاب ، اما تلك الاحزاب التي تبحث عن ما يبقيها في دائرة المنافسة فهذا النوع من الاحزاب سيترك اهدافه الاساسية جانبا و يبحث عن السبل التي يستطيع من خلالها زيادة اسهمه في طاولة التحاصص و التغانم الحزبي.

و من الاستعراض اعلاه ، يتبين لي أن اغلب هذه الاحزاب لا ترتقي في اهدافها و مشاريعها و متبنياتها ان تكون احزاب حقيقية ذات اهداف واعده تسعى لتحقيقها من خلال ما تبثه من افكار و رؤى تجذب الجمهور للأنخراط في تنظيماتها بقدر ما هي كروبات مبنيه على اتفاقيات انتخابيه (مرحليه) سرعان ما تتلاشى بعد انتهاء الانتخابات و ظهور النتائج ، ايضا، ان اغلب هذه الاحزاب في الحقيقه تكرس نشاطها في فترات وجيزه ( قبيل الانتخابات ) لكسب اصوات انتخابية و ليس لكسب جمهور حزبي حقيقي ، و الفرق في ذلك كبير ، اذ ان البحث عن جمهور انتخابي يتطلب الحديث بلغة خطاب شعبوي يتماشى مع المزاج السائد و عاده ما يفتقر هذا الخطاب الى البرامج العملية المسنده الى تقييمات علمية ، في حين ان عملية كسب اعضاء و مناصرين للحزب تتطلب تبني خطاب ثابت و غير انتخابي يشمل رؤى متكاملة عابره للظرف الاني  و المرحلي.

 اليوم في العراق و بسبب الامثلة السيئة للحزبيين اصبح الكثير من ابناء الشعب يعتقد ان التحزب و الانخراط في تنظيم ما شيء معيب و غير محبب ، و بالمجمل استطيع القول ان معظم هذه الاحزاب ليست ذات افق واسع و رؤيا مختلفه تمكنها من احداث فارق مهم في النمط المألوف ، و اسبب ذلك بالدرجه الاولى الى عزوف اغلب النخب و الكفاءات عن التمحور في مشروع سياسي رصين طويل الامد يقدم نموذج محترم ياخذ على عاتقه اعادة ثقة الجمهور بالعمل السياسي و التنظيمي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك