المقالات

من يستهدف عناصر القوة عند الشيعة؟!

1438 2021-02-13

 

عباس سرحان||

 

بنظرة فاحصة للمشهد في منطقتنا يتضح أن إسرائيل بدأت التفكير جديا في مخطط ناعم لتفكيك الدول التي تعتبرها معادية بعد حرب تموز في  2006.

 فبعد فشلها عسكريا أمام حزب الله في تلك الحرب، ولأنها فوجئت بتطور في ميزان القوى لصالحه بعد أن تمكن من اغراق البارجة الاسرائيلية ساعر 5 قبالة السواحل اللبنانية.

خططت اسرائيل  لاستهداف الخنادق الخلفية لحزب الله، فهو يستمد قوته وصموده من محور يبدأ من سورية مرورا بالعراق وينتهي بالجمهورية الاسلامية في ايران.

 فكانت الخطة الاسرائيلية تقتضي ان يتم تهشيم سورية بحرب أهلية مدعومة من دول الخليج وامريكا، وبعد إضعاف الجبهة الداخلية السورية يتم إدخال مجاميع ارهابية مرتبطة بالمخابرات الاسرائيلية والخليجية لتسيطر على المدن السورية من جهتي العراق ولبنان.

ومن ثم إدخال تلك المجاميع الارهابية الدولية الى الاراضي العراقية تحت مسمى"داعش" لتسيطر على المناطق المحاذية للحدود العراقية السورية، فيتم بهذا قطع اي تواصل بين العراق وسورية ويصبح التواصل بين العراق وايران غير مفيد لحزب الله.

لكن محور المقاومة ادرك هذه اللعبة فأفشلها، ومن أبرز عوامل نجاحه في إفشال المخطط الاسرائيلي هي:

1- فتوى الجهاد الكفائي لسماحة المرجع الاعلى السيد علي السيستاني.

2- الحشد الشعبي الذي تشكل بعد الفتوى.

3- علاقة الشيعة العراقيين بإيران التي فتحت مخازن اسلحتها للعراق ووضعت خبراتها تحت تصرفه.

فوجيء محور اسرائيل  بفشل خطته بسبب تظافر العوامل أعلاه، فكان لابد من العمل على إضعافها،  فعمد لاستثمار الامتعاض الشعبي في جنوب العراق من نقص الخدمات وسوء المعيشة ووجه اصابع الاتهام فقط الى الاحزاب الشيعية.

وتم تثوير الشارع الشيعي بأموال السعودية والامارات ودعم اعلامي خليجي امريكي غير مسبوق بعد اختراق المجتمع الشيعي بمجاميع منظمة لها ارتباطات مريبة.

 فاندلعت مظاهرات في ظاهرها مطلبية وفي باطنها تهدف لضرب عناصر القوة لدى شيعة العراق والتي اشرنا اليها أعلاه.

فتم حرق مقرات الحشد الشعبي وهو ليس جزء من العملية السياسية وتم حرق القنصليات الايرانية والهتاف ضد ايران مع انها غير متورطة بالتدخل بالشأن العراقي كما تورطت امريكا والسعودية، ولا تتحمل مسؤولية الفساد الذي لم يكن شيعيا فقط انما كان سنيا وكورديا ايضا.

وهوجمت المرجعية الدينية من قبل متظاهرين مع انها وقفت دائما الى جانب الشعب وحاربت الفساد ونبهت الى مخاطره. كان واضحا أن أياد خارجية تدير اللعبة وتوجهها حيث تريد.

هذا مسار مخطط محور اسرائيل وما زال العمل على اتمامه على قدم وساق، والهدف المقبل هو  ايصال موالين لدول الخليج واسرائيل الى القرار السيادي العراقي من خلال تزوير الانتخابات او العبث بارادة الناخبين بالمال الخارجي، للتحكم بالعراق وسلب ارادته وتمزيقه اكثر مما هو ممزق وإضعاف القوى العراقية التي تشكل تهديدا لاسرائيل.

هذه المخاطر المحدقة بالشيعة في العراق، فما هي خطة المواجهة التي يجب ان تنتهجها الاحزاب الشيعية إن كانت مهتمة بالحفاظ على الوجود الشيعي.؟

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك