عمار محمد طيب العراقي||
بعد أكثر من عام بقليل على إستشهاد قادة الإنتصار: جمال العراق، وضيفه الذي سل اليماني من أجل العراق، وبعد استكمال الإجراءات التحقيقية وتدوين أقوال عوائل الشهداء، وفي الرابع عشر من كانون الثاني 2021؛ اصدر مجلس القضاء الاعلى العراقي، بيانا بشأن مذكرة القبض بحق دونالد ترامب، الرئيس الاميركي الذي رفضته الدنيا كلها حتى شعبه، فخرج من البيت ألأسود الى الأبد، مخذولا ملوما مدحورا مشيعا باللعنات.
مذكرة القبض الصادرة؛ عن محكمة التحقيق المختصة في رصافة بغداد بحق ترامب، جاءت استنادا لأحكام المادة ٤٠٦ من قانون العقوبات "العراقي"..نؤكد"العراقي"..لتورطه في اغتيال رئيس أركان هيئة الحشد الشعبي، وهي مؤسسة سيادية عراقية، بعد اتهامه بجريمة القتل العمد، مع سبق الإصرار والترصد، لقادة النصر الشهيد أبو مهدي المهندس؛ وضيفه ورفاقهما بتاريخ ٣ /١ /٢٠٢٠.
المذكرة صدرت بعد عام، وليس في التأخير مشكلة، فهذه هي الإجراءات القانونية التي يتطلبها تحقيق العدالة، فصدرت بعد أن استكملت المحكمة الإجراءات التحقيقية كافة، من الكشف على الحادث، وجمع الأدلة، وسماع أقوال الشهود، والمدعين بالحق الشخصي.
طيلة إجراءات التحقيق؛ لم نسمع ضجيجا إعلاميا رافقها، بل كان القضاء العراقي؛ المعروف بحزمه وصرامته وأرثه القانوني العريق، يُسَير الأمور بحنكة ودراية، فيما احترم الجانب الإيراني؛ إجراءات القضاء العراقي بإنضباطية عالية، وأقتصرت إجراءاته على قيام ممثل قانوني للسفارة الإيرانية في بغداد، بمتابعة للقضية وتمثيل المدعين بالحق الشخصي؛ عن الشهداء الايرانيين، لمعرفة الاجراءات المتخذة من قبل المحكمة بصدد القضية.
كان الإطار القانوني للقضية؛ يتمثل بإجماع المدعين بالحق الشخصي ووكلاءهم كافة، على توجيه الاتهام الى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ودوره في تنفيذ الجريمة استنادا لتصريحاته العلنية التي نشرتها وسائل الإعلام.
المهم أيضا في الأمر، أن اجراءات التحقيق والمقاضاة لن تتوقف، وهي تهدف بالتأكيد؛ الى معرفة المشتركين الاخرين في تنفيذ هذه الجريمة؛ سواء كانوا من العراقيين او الاجانب.
الجانب الأهم في إجراءات القضاء العراقي، ليس في تنفيذ امر القبض على المجرم ترامب، ومن شاركه في إرتكاب جريمته الخسيسة، فهذا أمر مستبعد في الوقت الراهن، وإن كان ذلك ممكنا في حد ذاته، إذا ما توفرت الظروف الموضوعية لإنجاز تنفيذه، المهم هو جرأة القضاء العراقي وبسالته بوجه الطغيان والعتو الأمريكي، وتكمن أهمية مذكرة القبض العراقية في الملاحظات التالية:
أولا/ أن القانون الأمريكي، والإتفاقات التي عقدتها الولايات المتحدة الأمريكية مع جميع دول العالم، تمنع مقاضاة الرسميين الأمريكان خارج أمريكا ذاتها، وهو أمتياز مفروض على جميع الدول بالقوة، وإذا ما تجرأت دولة ما على القيام بذلك، فستلقى سيلا من العقوبات المدمرة..ولكن القضاء العراقي الباسل فعلها وهنا.
ثانيا/ أنها صدرت من السلطة القضائية العراقية، والدبابات الأمريكية ما تزال على أرض العراق، وطائراتهم تستبيح سماءه طولا وعرضا..
ثالثا/ لأنها صدرت ضد أعلى سلطة أمريكية، ومعروف عن هذه السلطة تجبرها وعتوها، وصلفها وغرورها وإستهتارها..لقد كان القرار القضائي العراقي تحد ومنازلة..
رابعا/ أن القرار القضائي العراقي؛ يمثل أنموذجا في التصرف الحضاري، لبلد شغل ثلثي التاريخ البشري، إزاء أدعياء الحضارة من رجال الكاوبوي المستهترين، وحكايات التاريخ تروي أن المستهترين على مر عصوره الى إنكفاء دائم..
خامسا/ معنى هذا أن العصر الأمريكي بدأ بالأفول، لا وهو أفل فعلا؛ وأن العالم سيمضي الى أمام بلا أمريكا، وأن ذلك يبدأ بالصدع بقول الحق..
سادسا/ اليوم يزور رئيس السلطة القضائية الإيرانية السيد رئيسي بغداد، في مهمة رسمية قانونية، يناقش خلالها هذا الملف وملفات أخرى، تشغل بال الشعبين الجارين.
سابعا/ لكن من بين أهم ما سيقوله السيد رئيسي، وهو الرقم المهم في القيادة الأيرانية، شكرا للشعب العراقي وشكرا لقضائه الباسل ..!
ثامنا/ الشكر الذي يقدمه السيد رئيسي للعراقيين، شعبا وفضاءا ؛ سمعناه من بقايا أشلاء الشهيد سليماني المنثورة، على مساحة واسعة من مسرح الجريمة في مدخل مطار بغداد..
شكرا
9/2/2021
https://telegram.me/buratha